مصراوي 24
الأمم المتحدة: لم يحدث فى تاريخ الحروب أن جاع شعب كما حدث لقطاع غزة هيئة الدواء تخصص خطا ساخنا للإبلاغ عن نواقص الدواء وزيرة التنمية المحلية تتابع مع سكرتيري عموم المحافظات ملفات التصالح في مخلفات البناء الحصاد الأسبوعى لأنشطة وزارة البيئة خلال الفترة من ٣١ أغسطس وحتى ٧ سبتمبر الجارى چهود صندوق مكافحة الإدمان فى التوعية والعلاج في أسبوع التعليم:مدير المدرسة هو المسئول عن جودة العملية التعليمية ويملك آليات إدارة مدرسته وفقا لطبيعتها والإمكانيات المتاحة وزير الخارجية يعقد لقاءاً مع رموز الجالية المصرية في الإمارات وزير الزراعة يوزع عقود الاصلاح الزراعي على المنتفعين وكروت تسوية بالليزر وأدوات زراعية مصر تعرب عن خالص تعازيها لكينيا الشقيقة في وفاة ١٧ تلميذاً رئيس الوزراء الفرنسى الجديد يتعهد بإجراء تغييرات لتحسين الموقف الخطير فى البلاد الاتحاد السعودي يحسم موقف مانشيني عقب التعادل مع إندونيسيا البيت الأبيض: على بوتين التوقف عن التدخل فى الانتخابات الأمريكية
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الأحد 8 سبتمبر 2024 06:52 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ

البابا فرنسيس: الديمقراطية هي أن نحلّ معًا مشاكل الجميع

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

أصدرت صحيفة "إيل بيكّولو" نصًا بقلم بابا الفاتيكان هو عبارة عن مقدمة لكتيب يضم مجموعة من الخطابات والرسائل البابوية بعنوان "في صلب الديمقراطية"، من إصدار مكتبة النشر الفاتيكانية والصحيفة الإيطالية المذكورة

جاء ذلك بمناسبة زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إلى مدينة ترييستيه الإيطالية غد الأحد ليختتم فعاليات "الأسابيع الاجتماعية الإيطالية" في نسختها الخمسين.

الأسابيع الاجتماعية للكاثوليك الإيطاليين

وكتب البابا إنه يسر جدًا بتقديمه الكتيب الذي سيوضع بتصرف القراء تزامنًا مع زيارته إلى ترييستيه يوم غد الأحدـ وأكد فرنسيس أن تواجده في هذه المدينة التي تتميّز بتنوع الثقافات والأديان والأعراق، جاء لمناسبة الأسابيع الاجتماعية للكاثوليك الإيطاليين الذي ينظمه مجلس الأساقفة، ويجري هذا العام تحت عنوان "في صلب الديمقراطية المشاركة بين التاريخ والمستقبل".

بعدها ذكّر ابابا الفاتيكان بأن عبارة "ديمقراطية" أبصرت النور في اليونان القديمة لتدل على السلطة التي يمارسها الشعب من خلال ممثليه. ومع أن هذا النظام عرف انتشارًا كبيرًا في العالم إلا أنه ما يزال يعاني من مرض خطير، ألا وهو "التشكك الديمقراطي".

يبدو أحيانًا أن الديمقراطية تتراجع لحساب الشعبوية

وتوقف البابا فرنسيس عند صعوبة التعامل مع المشاكل المعقدة في زماننا الراهن، من بينها غياب فرص العمل، والنفوذ المفرط للنموذج التكنوقراطي، إذ يبدو أحيانًا أن الديمقراطية تتراجع لحساب الشعبوية، لكن مما لا شك فيه أن النظام الديمقراطي أسس لقيمة كبيرة، ألا وهي أن نكون معًا، أي أن الحكم يتم في إطار جماعة تتحاور وتتناقش بحرية وبعلمانية، وضمن السعي إلى ممارسة فن الخير العام، وهذا هو معنى السياسة.

مضى البابا إلى القول إن كلمة "معًا" هي أيضا مرادف لكلمة "مشاركة"، مشيرا إلى أن المشاكل المطروحة اليوم أمامنا هي مشاكل الجميع، وتعني الجميع. والسبيل الديمقراطي هو أن نناقش هذه المشاكل معًا وندرك أنه يمكننا أن نحلها فقط إذا ما كنا معا، لأنه لا أحد يستطيع أن ينجو بمفرده ضمن أي جماعة، بما في ذلك الجماعة البشرية.

وقد أدرك هذه الحقيقة جيدًا جوزيبيه تونيولو، مؤسس الأسابيع الاجتماعية للكاثوليك الإيطاليين، فكان خبيرًا اقتصاديًا وفهم جيدًا محدودية النظرة الأنتروبولوجية التي ترى في الإنسان منفعته المادية وحسب، وتجرده من بعده العلائقي.

هذا ثم تناول البابا معنى "صلب الديمقراطية" لافتا إلى أنه من الأفضل أن نعمل ونتعاون معًا، وأكد أنه في هذا السياق واحد زائد واحد ليسا اثنين، بل ثلاثة، لأن المشاركة – كما يقول الخبراء الاقتصاديون – تشكل بحد ذاتها قيمة مضافة، والشعور الإيجابي والملموس بالتضامن الذي يولد من التوافق والمقاسمة.

الديمقراطية تتطلب المشاركة والحوار ووضع قناعاتنا ومثلنا بتصرف الجماعة

وأشار فرنسيس إلى أننا نجد في عبارة "مشاركة" المعنى الأصيل للديمقراطية وللولوج إلى صلب المنظومة الديمقراطية، لأن الديمقراطية تتطلب المشاركة والحوار ووضع قناعاتنا ومثلنا بتصرف الجماعة، إنها تتطلب المجازفة، لكن هذه المجازفة هي الأرض الخصبة التي تنبت فيها الحرية.

وذكّر الحبر الأعظم هنا بأن الوقوف موقف المتفرج إزاء ما يجري حولنا، ليس فقط أمرًا غير مقبول من الناحية الخلقية، إنما ليس أمرا حكيما ولا مناسبًا.

وتابع البابا يقول إن القضايا الاجتماعية التي نحن مدعوون إلى التفاعل معها كثيرة جدا، وقال إنه يفكر بالضيافة الذكية والخلاقة، على سبيل المثال، التي تعزز التعاون والاندماج بالنسبة للمهاجرين، لافتا إلى أن مدينة ترييستيه تعرف جيدًا هذه الظاهرة لكونها قريبة مما يُسمى بالمسار البلقاني.

السياسات الملائمة لصالح السلام تضع في المقام الأول فن التفاوض لا خيار إعادة التسلح

وأضاف البابا أنه يفكر أيضا بالشتاء الديمغرافي، الذي تعاني منه إيطاليا كلها، كما يفكر باختيار السياسات الملائمة لصالح السلام، والتي تضع في المقام الأول فن التفاوض، لا خيار إعادة التسلح.، مشددا على ضرورة الاهتمام ببعضنا البعض الذي يتحدث عنه دائمًا الرب يسوع في الإنجيل.

ختم البابا فرنسيس مقدمة الكتيب "في صلب الديمقراطية" متمنيًا أن ينطلق من مدينة ترييستيه، المطلة على البحر الأبيض المتوسط والتي تشكل بوتقة للثقافات والأديان والشعوب المختلفة والتي هي صورة للأخوة البشرية التي نتوق إليها في أزمنة مظلمة بسبب الحروب، التزام راسخ في حياة ديمقراطية تتميّز بالمشاركة وتهدف إلى الخير العام الحقيقي.