إحباط متزايد في صفوف الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب ”بلا هدف” في غزة
قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن قادة الجيش الإسرائيلي يعانون من إحباط متزايد بسبب الحرب «السيزيفية» المستمرة في غزة منذ 11 شهرًا، والتي تُخاض دون هدف سياسي واضح.
وأفادت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأحد بأن «مجزرة مدرسة التابعين»، التي وقعت أمس وراح ضحيتها أكثر من 100 شهيد فلسطيني، أعادت إلى الأذهان فكرة القتال المستمر بلا هدف، وأن هذه الأحداث تعيد الحرب إلى الوراء بدلاً من التقدم بها.
أشارت الصحيفة إلى أن قادة الجيش نفوا في البداية مقتل 100 فلسطيني من خلال قصف مصلى تابع لمدرسة التابعين، إلا أنهم عادوا وأكدوا الأرقام فيما بعد.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي يتجنب استهداف عدة مناطق يُعتقد أن المحتجزين الإسرائيليين قد يكونون متواجدين فيها، خوفًا من إصابتهم، مما يدفع الجيش لمهاجمة مناطق محددة عدة مرات، خاصة مع إعادة حماس بناء قواتها وتنظيم صفوفها مرة بعد مرة.
إعادة الجنود
وأكدت الصحيفة أن الإحباط يتزايد خاصة بعد إعادة الفرقة 98 مرة أخرى إلى قطاع غزة عقب سحبها في وقت سابق، وذلك عقب إطلاق 60 صاروخًا تجاه مستوطنات الغلاف.
وتطرق التقرير إلى أن عددًا كبيرًا من الجنود يشعرون بالإحباط بسبب إعادتهم للمهام مرة أخرى، خاصة وأنه منذ بدء الحرب تم وضع خطوط حمراء للحفاظ على القوات، ومع ذلك، يتم إعادة ثلث الجنود مرة أخرى إلى المهام في أي لحظة.
وأكدت الصحيفة أن طول أمد الحرب من أسبوع إلى أسبوع ومن شهر إلى شهر، وافتقار العمليات العسكرية إلى هدف استراتيجي سياسي واضح، يزيد من حالة الإحباط داخل صفوف الجيش.
وتؤكد الصحيفة أن الجيش يشهد إحباطًا متزايدًا بسبب الوضع المتفجر في الشمال مع استمرار العمليات في غزة، وأنه لا توجد رؤية واضحة لوجود نهاية للصراع، مما يصعّب إدارة القوات والتخطيط للسنوات القادمة وتحديد مفاهيم الدفاع عن الحدود.
جنرالات الجيش يطرحون حلولًا
بدأ جنرالات الجيش في طرح حلول لإنهاء الحرب المستمرة بلا هدف، اقترح أحد الجنرالات بناء مستوطنات على الحدود الشمالية لقطاع غزة مع تواجد قوات دائمة للدفاع عنها.
كما اقترح الجنرال نفسه أن تتولى حكومة عسكرية إسرائيلية مسؤولية قطاع غزة، وتشرف على توزيع الغذاء والوقود وتحرم ما تبقى من عناصر حماس منه.
وأشار إلى إمكانية أن تتولى السلطة الفلسطينية مسؤولية القطاع تدريجيًا لتحل محل حماس، بدعم إقليمي وسياسي.
وأكد الجنرال أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديًا صعبًا بسبب استمرار الحرب دون تحقيق مكاسب سياسية تكتيكية تُبرر التضحية المستمرة، وهو ما يعتبره الجنود أمرًا يصعب الاستمرار فيه دون هدف واضح.
إطالة أمد الحرب
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الحرب على غزة لن تنتهي قريبًا، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي اتخذ استعدادات دفاعية وهجومية تحسبًا لأي هجوم محتمل من إيران على إسرائيل.
وفي مقابلة مع مجلة «تايم» الأميركية، قال نتنياهو: «سنفعل ما يتعين علينا القيام به للدفاع عن أنفسنا، ونقدّر دعم الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي أرسل مجموعات قتالية وحاملات طائرات إلى المنطقة في بداية الحرب. أقدر حقيقة أنه يفعل ذلك الآن».
وعند سؤاله عن دور إسرائيل في تصعيد التوترات في المنطقة وتأثير ذلك على اتفاقات وقف إطلاق النار، ردّ نتنياهو قائلًا: «نحن نواجه حبل المشنقة الذي تحاول إيران وضعه حول أعناقنا. الرسالة التي نرسلها واضحة: لن نكون حملانًا تُقاد إلى المذبحة. إسرائيل ليست حملاً يُقدَّم للإيرانيين أو لعملائهم».
وترى العديد من الأطراف أن نتنياهو لا يسعى إلى إبرام صفقة أو هدنة، ويستمر في ترويج وعود يصعب تصديقها. ووفقًا لتقرير لشبكة «سي.إن.إن» الأميركية، فإن نتنياهو يصرّ على أن «النصر» على حماس بات وشيكًا، إلا أن البيانات المتاحة تروي قصة مختلفة، وتلقي بظلال من الشك حول ذلك.
وأكد التقرير أن حماس قد أعادت بناء نصف كتائبها العسكرية في شمال ووسط قطاع غزة، واستعادت بعض قدراتها القتالية.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا دولية متزايدة للموافقة على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، قد أكد مرارًا أن القوات الإسرائيلية تقترب من هدفها المعلن المتمثل في القضاء على حماس وتدمير قدراتها العسكرية.
في غضون ذلك، نظم مئات المتظاهرين الإسرائيليين، أمس، احتجاجات في تل أبيب، حيث أغلقوا الشارع المؤدي إلى مقر حزب الليكود، ضمن احتجاجات أسبوعية ضد سياسة حكومة نتنياهو.
وطالب المتظاهرون بإبرام صفقة لتبادل المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. وأصدرت عائلات المحتجزين بيانًا أكدت فيه ضرورة مواصلة التظاهر لإعادة ذويهم إلى منازلهم، مشيرين إلى أن غالبية أعضاء الحكومة يؤيدون صفقة التبادل، وأن على الجميع منع نتنياهو من إفشالها.