العراق يستبق المواجهة بين واشنطن والفصائل.. كواليس «اجتماع التهدئة»
اجتماع يُعد الثاني من نوعه عقده رئيس وزراء العراق مع فصائل مسلحة محسوبة على إيران تسعى من خلاله بغداد لتخطي المواجهة مع واشنطن.
ومساء الثلاثاء، أنهى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اجتماعا مع فصائل مسلحة بهدف تهدئة الأوضاع ومنع استهداف قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وسوريا لمحاربة داعش.
وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء، إن "السوداني أبلغ قيادات الجماعات الشيعية المسلحة أنه كان من المقرر أن يتم الإعلان عن انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق عبر بيان مشترك في يونيو الماضي، لكنه تأجل".
وأضاف المصدر أن "السوداني أكد أنه في سبتمبر المقبل سيتم الإعلان عن بيان مشترك يتضمن إنهاء مهمة التحالف، وستبدأ عملية جلاء القوات الأجنبية بعد عام أي بحلول سبتمبر 2025، وهو الموعد الذي يصادف مرور 10 أعوام على تشكيل التحالف".
وشدد السوداني، بحسب المصدر، على أنه "سنعلن عن موعد الانسحاب، لكن هذا الإعلان سيتضمن التزامات على جميع الأطراف سواء القوات الأمريكية أو الفصائل المسلحة"، معتبراً أن التقدم في المفاوضات الثنائية بين بغداد وواشنطن بشأن الانسحاب يشكل "إنجازا للعراق".
واعتبر السوداني أن قصف قاعدة "عين الأسد" غرب العراق وقاعدة أخرى في سوريا من قبل الحشد العشائري السني المدعوم من فصيل مسلح شيعي "خطوة خطيرة تهدد بالتصعيد من الجانب الأمريكي".
وتابع أنه "بعد القصف، اتصل به وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن متسائلا عن دوافع هذا التصعيد في ظل توصلنا إلى اتفاق وجدول زمني للانسحاب".
قال رئيس الوزراء العراقي "إنه مطمئن بأن الأمريكيين لديهم الجدية الكاملة في سحب قواتهم من العراق، وهذه قناعة تولدت لديهم بضرورة إنهاء مهمة التحالف الدولي".
وبحسب المصدر، فإن "قادة الفصائل الشيعية المسلحة رحبوا بالجهود التي بذلها السوداني لإنهاء مهمة الوجود الأجنبي للقوات العسكرية".
والليلة الماضية، أكد السوداني، في اتصال هاتفي مع بلينكن، "التزام العراق بمنع أي عمل موجه يؤدي إلى الإخلال بالأمن، أو تعريض مستشاري التحالف الدولي لمحاربة داعش المتواجدين في العراق لأي خطر".
وشدد السوداني، وفق بيان لمكتبه الإعلامي، على "استمرار التواصل بين الجانبين من أجل إنهاء مهام التحالف في العراق، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية تصبّ في مصلحة تعزيز الأمن والاستقرار".
من جانبه، استعرض بلينكن الجهود الدبلوماسية الجارية لوقف التصعيد، والتزام الولايات المتحدة الأمريكية باستمرار التشاور مع الجانب العراقي بشأن قضايا المنطقة، ودعم مسار تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين.
حذرت تنسيقية الفصائل العراقية واشنطن من رد قوي وحاسم حال تكرارها استهداف عناصرها، أو استخدام الأجواء العراقية لتنفيذ اعتداءات على طهران.
يأتي ذلك في ظل الترقب الذي يسود منطقة الشرق الأوسط مع توالي تصريحات كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران بشأن الرد العسكري واتجاهات التصعيد وانخراط مجموعات مسلحة موالية لطهران.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من قصف مجاميع مسلحة موالية لإيران قاعدة "عين الأسد" الأمريكية غربي العراق، ما أسفر عن إصابة عدد من الجنود الأمريكيين.
واعتبرت واشنطن الهجوم بمثابة "تصعيد خطير في العراق ويعكس الدور السلبي لإيران الذي من شأنه أن يزيد من التصعيد في المنطقة".
وقال مسؤول أمريكي السبت في تصريح لـ"رويترز"، إن عددا من أفراد القوات الأمريكية وقوات التحالف أصيبوا في هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة "خراب الجير" التابعة للتحالف بريف الحسكة شرقي سوريا.