بيان الأمانة العامة للجامعة العربية بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني
يحفتي العالم يوم 19 أغسطس من كل عام "باليوم العالمي للعمل الإنساني" حيث يأتي الاحتفال هذا العام تحت عنوان "من أجل الإنسانية"، حيث تطالب الأمم المتحدة هذا العام من أصحاب السلطة إنهاء الإفلات من العقاب، والعمل من أجل الإنسانية، وضرورة توقف استهداف العاملين في المجال الإنساني والمدنيين والأصول الإنسانية، والبنية التحتية المدنية، مضيفة إلى أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن عام 2023، هو الأكثر دموية على الإطلاق للعاملين في المجال الإنساني، ومن المتوقع أن يكون عام 2024 أسوأ.
كما نددت السفيرة الدكتورة/ هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد – رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، بالجرائم ضد الإنسانية التي تقترفها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، لاسيما وأن ما يحدث في قطاع غزة هو إنتهاك صارخ لكافة المواثيق والأعراف الدولية، في ظل عجز كامل من المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على المدنيين، وعمال الإغاثة، والأطقم الطبية في القطاع أثناء تأدية واجبهم الإنساني، واستمرار القوة القائمة بالاحتلال في سياسة التجويع ضد المدنيين، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وتقويض حركة إيصال المساعدات إلى مستحقيها، والاستهداف المستمر والمتعمد لسيارات الإسعاف، والمستشفيات والمراكز الطبية التي تعاني من نقص شديد من الأطقم الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية، وتعمل بأقل من القليل من الموارد المتاحة،
كما أشارت السفيرة إلى أن خطر تفشي وباء شلل الأطفال في قطاع غزة قد يهدد حياة الألاف من الأطفال داخل القطاع، وشددت على ضرورة دعم وزارة الصحة بدولة فلسطين بالأمصال والتطعيمات العاجلة للتصدي لانتشار هذا الوباء، والسماح أيضاً للأطقم الطبية التحرك بحرية داخل القطاع لتطعيم الأطفال،
كما أكدت السفيرة على دعم جامعة الدول العربية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وأشادت في هذا السياق على دورها داخل قطاع غزة رغم كافة الضغوطات التي تتعرض لها من قبل القوة القائمة بالاحتلال، ومحاولات عرقلة عملها داخل القطاع، ودعت كافة الأطراف الدولية والدول المانحة إلى تقديم الدعم اللازم إلى الأونروا،
وقد أكددت السفيرة الدكتورة/ هيفاء أبو غزالة، أن في اليوم الذي يحتفي به العالم بالعمل الإنساني، هنالك حوالي 25.6 مليون شخص في السودان يواجهون الجوع الحاد، أي أكثر من نصف السكان، بما في ذلك أكثر من 755 ألف شخص على حافة المجاعة، وذلك وفقاً للجنة بحث المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل، كما أشارت إلى أنه مازال يواجه العاملين في مجال تقديم الإغاثة تحديات كبيرة، في إتاحة وصول المساعدات الإنسانية، بسبب النزاع الدائر وانعدام الأمن بالسودان،
وحذرت السفيرة من أن انهيار القطاع الصحي في السودان جراء النزاع الدائر، قد أدي إلى انتشار العديد من الامراض والاوبئة، واخرها تفشي وباء الكوليرا منذ الشهر الماضي بالعديد من المناطق، في ظل نقص التطعيمات ضد الكوليرا، وقد دعت السفيرة منظمة الصحة العالمية وكافة الجهات إلى سرعة توفير اللقاحات اللازمة لجمهورية السودان للحد من انشار هذا الوباء القاتل.
وقد دعت السفيرة، المانحين إلى تقديم المزيد من الدعم للنداء الإنساني للسودان المقدر بمبلغ 2.7 مليار دولار، والذي قد تم تمويله بنسبة 32% فقط، بالإضافة إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لمستحقيها في كافة أنحاء السودان.
كما نوهت السفيرة، إلى أن الأمانة العامة قد تلقت من الجمهورية اليمنية خلال الشهر الجاري نداء إغاثة عاجل لإغاثة المتضررين من السيول والفيضانات التي ضربت محافظتي الحديدة وحجة، وقد طالب النداء الشركاء الإقليميين والدوليين والمنظمات الدولية والإنسانية لدعم جهود الحكومة اليمنية لمواجهة هذه الكارثة التي تفوق قدرت الحكومة اليمنية في المناطق المنكوبة،
وقد دعت السفيرة كافة المعنيين بالتعاون مع الحكومة اليمنية للعمل على إغاثة المتضررين ودعمها للتخفييف من حدة الآثار التي خلفتها هذه الكارثة الإنسانية،
وقد أشارت السفيرة، إلى أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تعمل على تقدم كافة أشكال الدعم من خلال آليات عملها المختلفة، المتمثلة في المجالس الوزارية المتخصصة والمنظمات التابعة لها، للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها بعض من الدول الأعضاء.
كما ثمنت السفيرة جهود الدول الأعضاء في دعمها المستمر والمتواصل للدول التي تعاني من أوضاع إنسانية صعبة للتخفيف من حدة هذه الاثار عن من هم في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
وفي هذا الصدد، نوهت السفيرة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2008، اعتمدت يوم 19 أغسطس من كل عام يوم عالمي للعمل الإنساني، تخليداً لذكرى مقتل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، و 22 شخص من العاملين في الإغاثة الإنسانية.