وول ستريت: مؤثرون أمريكيون مؤيدون لفلسطين يضغطون على هاريس بشأن إسرائيل
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريرا حول كيفية استخدام المؤثرين المؤيدين للفلسطينيين وسائل التواصل الاجتماعى للضغط على مرشحة الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة كامالا هاريس بشأن إسرائيل.
وقالت الصحيفة إنه في صراع يتابعه الكثيرون على الإنترنت، ساعد المؤثرون المؤيدون للفلسطينيين في تشكيل آراء الشباب الذين يعارضون الهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة ودعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن له.
وذكرت الصحيفة أنه بينما تلتقي هاريس والديمقراطيون هذا الأسبوع في مؤتمرهم في شيكاغو، يستخدم مجتمع المؤثرين والصحفيين والناشطين المؤيدين للفلسطينيين على الإنترنت وسائل التواصل الاجتماعي كأداة قوية لإبقاء تعامل إدارة بايدن مع الحرب أمام الرأي العام.
وكتب أحمد شهاب الدين، وهو صحفي أمريكي سابق من أصل فلسطيني، إلى ما يقرب من 1.1 مليون متابع له على وسائل التواصل الاجتماعي: "حان الوقت لتكثيف الضغط على كامالا".
ومنذ ذلك الحين، تضمنت مشاركات شهاب الدين على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل روتيني محتوى يدقق في موقف هاريس بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، متهمة نائبة الرئيس الأمريكي بدعم العنف في غزة.
وقال شهاب الدين في تصريحات لوول ستريت جورنال: "ستكون فلسطين بمثابة اختبار حاسم. إذا كانت هاريس تريد استعادة الناخبين، فعليها أن تقدم شيئا جديدا". وأضاف:"لا أعتقد أنها عمليا ستكون مختلفة عن بايدن.. حتى تتخذ خطوة مثل المطالبة بإنهاء مبيعات الأسلحة الأمريكية أو تعد بجعل المساعدات مشروطة، نظرا لمدى شدة المعاناة وتفاقم الأزمة".
وبحسب الصحيفة، كانت هاريس من أوائل المؤيدين داخل إدارة بايدن لوقف إطلاق النار واتفاقية المحتجزين، وقد انتقدت إسرائيل بشدة في بعض الأحيان بسبب سلوكها في الحرب. ومن الناحية الخطابية، كانت أكثر قلقا بشأن الوضع في غزة من بايدن، ووصفت الظروف هناك بأنها "غير إنسانية"، وذكرت أنه لن يكون هناك "أعذار" إذا لم تفعل إسرائيل المزيد لتحسين تدفق المساعدات الإنسانية - مما أكسبها الثناء من بعض القادة العرب الأمريكيين.
لكنها أكدت أيضا دعمها لما وصفته ب"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". كما أنها تعارض، على غرار بايدن، حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
وقد أشاد بعض الناشطين المؤيدين للفلسطينيين بهاريس لإظهارها تعاطفا أكبر من بايدن فيما يتعلق بالمعاناة في غزة. وأعرب بعض الناشطين عن أملهم في أن دعمها الخطابي للمحنة الإنسانية في غزة قد يعني أنها أكثر انفتاحا على تبني موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل.
وقالت المؤثرة الأمريكية الباكستانية روزي بيراني، وهي منشئة محتوى مؤيدة للفلسطينيين، إن عدد متابعيها على منصة إنستجرام تضاعف أكثر من ثلاثة أمثال من 225 ألفا إلى حوالي 734 ألفا منذ بدأت في بث منشورات عن الحرب. وأضافت أن "الإجماع المتزايد الآن هو أن كامالا هاريس لا تختلف عن بايدن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وغزة".
وقالت بيراني: "الحقيقة هي أن بايدن عزل الكثير من الناخبين الديمقراطيين، وخاصة الناخبين الشباب إلى جانب الناخبين العرب والمسلمين".
وبحسب الصحيفة، تحمل مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة ببيراني تحديثات شبه يومية حول الأزمة في غزة، تشمل صورا ومقاطع فيديو تؤكد الحالة المزرية التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون - سواء من المجاعة الوشيكة في جميع أنحاء قطاع غزة أو في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية القاتلة في القطاع المحاصر. كما تقوم أيضا بالنشر على "تيك توك"، وهو تطبيق شائع بين الشباب الأمريكيين.
كما نشر المؤثرون المؤيدون للفلسطينيين بشكل متكرر مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي من إحاطات البيت الأبيض ووزارة الخارجية لتسليط الضوء على اللحظات التي يعتقدون أن كبار المسؤولين في إدارة بايدن ضللوا فيها الجمهور أو أظهروا معايير مزدوجة في معاملتهم للإسرائيليين والفلسطينيين.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من تحول الاهتمام المحلي بعيدا عن غزة مع وجود هاريس على رأس القائمة، فإن المجتمع المؤيد للفلسطينيين على الإنترنت سيحاول إبقاء الحرب في بؤرة الاهتمام.
ونقلت عن مؤثرين قولهم إن "السبب وراء هذه الضجة هو أن الحقيقة انتشرت كالنار في الهشيم. تُظهر لك وسائل التواصل الاجتماعي ما يحدث على الأرض .. لم يعد بإمكانك تجاهلها".