فورين أفيرز : تعنت نتنياهو في مفاوضات غزة يجر الشرق الأوسط لحافة الهاوية
قالت مجلة فورين أفيرز الأمريكية، إنه حان الوقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الآن معتبرة أن التوصل لصفقة إنسانية سيكون انتصارًا لإسرائيل، مطالبة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقبول الصفقة بينما شددت على أن تعنت نتنياهو سيجر منطقة الشرق الأوسط لحرب شاملة لا محالة.
مفاوضات غزة وتعنت نتنياهو
وقالت المجلة الأمريكية في تقرير لها، إنه لو كان أي من رؤساء الوزراء الإسرائيليين الثلاثة عشر السابقين في السلطة اليوم، فلا شك أنه كان ليقبل الصفقة التي صممتها إسرائيل واقترحتها الولايات المتحدة في نهاية شهر مايو الماضي.
وتابعت: “الواقع أنه لو كان فريق التفاوض الإسرائيلي ــ بقيادة بارونات الأمن القومي الذين يقف زملاؤهم على الخطوط الأمامية لهذه الحرب ــ هو صاحب القرار، لكان ليقبل بشروط أي من الصفقات التي نشأت عن الجولات الثلاث الأخيرة من المفاوضات وذلك لأن الصفقة المطروحة على الطاولة هي الخيار الاستراتيجي والأخلاقي الأفضل لإسرائيل”.
خوف نتنياهو على نفسه
وقالت المجلة، إنه الآن وفي هذه المرحلة، وإذا استمر نتنياهو في رفض اتفاق قبله الجميع، فإن الاستنتاج الوحيد سيكون أن العقبة الوحيدة التي لا يمكن التغلب عليها أمام وقف إطلاق النار الذي يعيد محتجزين إسرائيل إلى ديارهم هي خوف نتنياهو من العواقب الشخصية على نفسه.
حيث يخشى نتنياهو أن تؤدي نهاية الحرب في غزة إلى انهيار الائتلاف الذي يدعمه في الكنيست الإسرائيلي، مما يؤدي إلى انتخابات جديدة يخشى أن يخسرها وهو يعلم أيضًا أنه بعد الحرب يأتي الحساب، حيث ستكون لجنة من الأفراد المستقلين ويحملون نتنياهو الفشل في منع هجمات حماس في السابع من أكتوبر، وهو أعظم فشل للأمن القومي في تاريخ إسرائيل.
وتابعت المجلة: أن نتنياهو بدلًا من إعلان النصر الذي يسمح للإسرائيليين والأمريكيين بالترحيب بالمحتجزين الذين يموتون الآن في أنفاق حركة حماس، وقع في الفخ الذي نصبته له حماس وإيران وإذا لم يستطع قبول النصر الآن، فسيستمر في السير على الطريق إلى الفشل الاستراتيجي.
وشدد التقرير الأمريكي على أن سعي نتنياهو إلى "النصر الكامل" يعني استمرار الحرب في غزة على حساب إهمال الخصوم على جبهات أخرى تشكل الآن تهديدًا أعظم لإسرائيل من حماس.
وأكدت “فورين أفيرز” أن استمرار الحرب الحالية في غزة لن يؤدي إلى تدمير حماس، بل سيجر إسرائيل إلى حرب طويلة ومكلفة ضد الجماعات المسلحة، وتصعيد متزامن في ساحات أخرى، وسيستمر المحتجزين في الموت في أنفاق حماس؛ وسيستمر اقتصاد إسرائيل في التدهور؛ وستستمر مكانتها في العالم في الانحدار إلى مستويات متدنية جديدة؛ وستشدد المعركة القانونية في المحاكم الدولية، ولهذا استراتيجية "النصر الكامل" لنتنياهو ستستمر في الانهيار.