رئيس جامعة الأزهر يفتتح برنامج صناعة القيادات النسائية المشرقة
الدكتور سلامة داود: التراث والحاضر يزخران بالنماذج النسائية التي كان لها دورٌ كبيرٌ في نفع البشريَّة
الدكتور محمد فكري: البرنامج ترجمة عمليَّة لما يقوم به الأزهر الشريف من جهود في صناعة القيادات النسائيَّة
الدكتورة نهلة الصعيدي: النساء قادرات على تغيير الحياة للأفضل
الدكتورة هناء العبيسي: المرأة القائدة تخدم المجتمع وتسهم في تطويره وتنميته
افتتح فضيلة الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، برنامج صناعة القيادات النسائيَّة المشرقة، معربًا عن سعادته بفكرة البرنامج التي تتبناه وتشرف عليه الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين عميدة كلية العلوم الإسلامية للوافدين، مؤكدًا أن دور المرأة في الحياة لا غنى عنه، وأن التراث والحاضر يزخر بالنماذج النسائية التي كان لها دورٌ كبيرٌ في نفع البشريَّة، وأن مما تعلمناه من قيادة النساء للأمور أن بلقيس رغم امتلاكها للقرار إلا أنها كانت حريصة على مشورة من حولها، وكذا كان لمشورة السيدة أم سلمة -رضي الله عنها- أهمية عظيمة في صلح الحديبية، عندما أشارت على النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يحرم فيفعل الناس مثله، إضافة إلى وجود تشريعات بنيت على ما سمعناه من السيدة عائشة -رضي الله عنها-؛ كونها من أكثر راويات الحديث، وقد قال -صلى الله عليه وسلم: «خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء».
وأشار إلى أن الأزهر الشريف يحظى بعديدٍ من القيادات النسائيَّة في عمادة الكليات والمعاهد والشئون الإدارية وغيرها، وأن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يولي المرأة اهتمامًا كبيرًا، وقد رأينا في عهده تعيين أول امرأة كمستشارة لشيخ الأزهر الشريف، وتخصيصه لبرنامج تليفزيوني كامل عن حقوق المرأة.
واستكمل الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، أن هذا البرنامج يسعى إلى تحقيق النجاح والتقدم، وتعزيز صناعة القيادات النسائيَّة لترسيخ قيم العدالة، وتوسيع آفاق الفهم، ومناقشة التحديات والفرص، والاستفادة القصوى من الخبرات الموجودة في الأزهر الشريف، فضلًا عن كونه ترجمة عمليَّة لما يقوم به الأزهر الشريف من جهود في صناعة القيادات النسائيَّة، التي يوليها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رعاية خاصة.
وأكد أن المرأة كانت ولا تزال شريكًا أساسيًّا في بناء المجتمعات، وأن القيادة ليست سلطة فقط لكنها مهارة وفن، وقد قرأنا في تاريخنا ورأينا في حاضرنا شخصيات نسائيَّة أسهمت في تغيير مجرى التاريخ في الدين، والسياسة، والفكر، والعلوم والفنون.
وأعرب عن تقديره لما تقوم به إدارة الجامعة في خدمة المجتمع، مؤكدًا أن النساء اللاتي تشغلن المناصب القياديَّة في جامعة الأزهر لهن أثر عميق في تعزيز القيم الإنسانية.
وقالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين: إن البرنامج يهدف إلى غرس الأمل في نفوس النساء وتأهيل قائدات يغيرن المجتمع للأفضل، من خلال إبراز النماذج المشرقة التي نستلهم منها التغلب على صعوبات الحياة بالإيمان واليقين في الله كما فعلت السيدة هاجر -رضي الله عنها- عندما قالت وهي في الصحراء: (لن يضيعنا) فهي رسالة لكل مسئولة، ولكل مطلَّقة، ولكل طالبة علم، ولكل مَن فقدت عائلها بأنه مهما طال العسر فإن اليسر بفضل الاعتماد على الله سيأتي.
وأشادت الدكتورة هناء العبيسي، عميدة كلية طب البنات، بفكرة البرنامج الذي حظي بإقبال من الأساتذة والموظفات والطالبات، مقدمة الشكر لقيادات الأزهر الشريف التي ترعى برامج تسهم في التأهيل والقيادة نحو مستقبل مشرق، مؤكدة أن المرأة تمثل ثروة بشرية متعددة المواهب والقدرات، تتميز بقوتها في إدارة النشاطات الاجتماعية والإنسانية، وقد أصبحت مشاركتها الفاعلة في جميع القطاعات ضرورة لا غنى عنها لتحقيق المزيد من النمو والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وهذا يتطلب رفع مستوى مشاركتها في صناعة القرار ومساعدتها على اعتلاء المواقع القيادية، مشيرة إلى أن المرأة كانت السند للرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة فكان يستشيرها في أدق الأمور، وأنها كانت تقوم بأعمال التداوي والكشف الطبي في الغزوات.
وأضافت أن المرأة القائدة تخدم المجتمع وتسهم في تطويره وتنميته، وهذا يعود لارتباطها بالأسرة التي تعد الجزء الأساس للمجتمعات؛ إذّ تقوم بتطبيق الإستراتيجيات السليمة التي تقوم بدورها كأم وزوجة على الشواغر التي تعمل بها كقائدة، فهي تهتم بشكل أكبر بالأشخاص الذين تحكمهم أو ترأسهم وتهتم بالتفاصيل التي تتعلق بهم أكثر، وبالتالي تكون قادرة على خدمتهم ومساعدتهم في تحقيق التنمية المستدامة الضرورية للمجتمعات.
يذكر أن البرنامج شهد حضورًا مكثفًا من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب، وتنظيمًا متميزًا من أسرة طلاب من أجل مصر برعاية وإشراف من الإدارة العامة لرعاية الطلاب بالجامعة.