وقف العدوان لإعادة المحتجزين.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو

تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين في مدينة تل أبيب وبلدات ومواقع أخرى، ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعرض حياة المحتجزين المتبقيين لدى حماس للخطر، باستئناف الحرب على غزة، وفق ما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن المتظاهرين ذوي المحتجزين.
وأغلق متظاهرون مسالك "أيالون" بمنطقة تل أبيب باتجاه الجنوب، وبحسب تقديرات منظمي المظاهرة المركزية في تل أبيب، فإن عدد المتظاهرين وصل نحو 100 ألف متظاهر.
وتأتي الاحتجاجات أيضًا على خلفية إقالة الحكومة لرئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار، ومساعيها لإقالة المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا.
وقال رئيس المعارضة، يائير لبيد، خلال مشاركته في مظاهرة تل أبيب، إنه "إذا لم تمتثل الحكومة إلى قرار المحكمة العليا بتجميد قرار إقالة رئيس الشاباك، سنعمل على إضراب عام في الاقتصاد بالإضافة إلى التمرد الضريبي".
وأضاف: "جئنا إلى هنا اليوم حتى نقول إن لا شيء أهم من المحتجزين، وكذلك الأمر بالنسبة لبهاراف ميارا ورونين بار بأنهما ليسا وحدهما".
وإضافة إلى تل أبيب، تظاهر الآلاف في بلدات أخرى بينها حيفا والقدس وبئر السبع وهرتسليا وفي مفرق كركور على شارع 65.
وتظاهرت عائلات المحتجزين قبالة مقر وزارة الأمن في تل أبيب، وتوجهت إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقول، إن "نتنياهو يدير عملية احتيال ويؤثر على الإدارة الأمريكية. لقد نجح في إقناعك بأن هدف تدمير حكم حماس يأتي قبل إنقاذ المحتجزين".
وأضافت عائلات المحتجزين: "لكن هذا كذب. المحتجزون في مقدمة المصلحة الإسرائيلية والأمنية، يجب إعادة الأحياء لإعادة التأهيل والأموات لدفنهم بشكل لائق".
وحث يهودا كوهين، والد المحتجز نمرود، الإسرائيليين على النزول إلى الشوارع، ووصف الوضع بأنه حالة طوارئ، وقال إن رئيس الوزراء "يقتل المحتجزين ويدمر البلاد".
وقالت إيفات كالديرون، ابنة عم عوفر الذي أعادته حماس لإسرائيل، الشهر الماضي، موجهة حديثها إلى ترامب، إن "نتنياهو يدير بذكاء حملة تضليل ويؤثر على الحكومة الأمريكية أيضًا. قد نجح في إقناعك، يا سيادة الرئيس، بأن هدف تدمير نظام حماس أهم من إنقاذ المحتجزين. لكن هذا كذب. المصالح الإسرائيلية والأمنية هي في المقام الأول والأخير المحتجزين".
وقالت ميراف سفيرسكي، التي قتل شقيقها إيتاي في أثناء احتجازه لدى حماس: "نتنياهو فكك فريق التفاوض، وحجب تفويضه، وهو الذي لا يزال يرفض تقديم اقتراح إسرائيلي لإعادة المحتجزين".
وانضم المتظاهرون المطالبون باستكمال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لاستعادة المحتجزين، إلى عشرات الآلاف في تل أبيب، الذين يحتجون على قرار حكومة نتنياهو، إقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، وخطط إقالة النائبة العامة جالي بهاراف ميارا.
ودعا "لابيد" إلى إضراب عام إذا رفض نتنياهو الاستجابة لقرار المحكمة العليا بتجميد قرار الحكومة إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
وقال أمام عدة آلاف من المتظاهرين في تل أبيب: "إذا قررت حكومة السابع من أكتوبر عدم الامتثال لقرار المحكمة، فستصبح عندها حكومة خارجة على القانون".
وأضاف: "إذا حدث هذا، فإن البلاد بأكملها يجب أن تتوقف. يجب أن يُضرب الاقتصاد، ويجب أن يُضرب البرلمان، ويجب أن تُضرب المحاكم، ويجب أن تُضرب السلطات، وليس الجامعات فقط، بل المدارس أيضًا".
وقال رئيس حزب الديمقراطيين من وسط اليسار يائير جولان، الذي دفعه رجال الشرطة إلى الأرض، خلال احتجاج في القدس المحتلة، الخميس الماضي، موجهًا كلامه إلى قائد الشرطة داني ليفي، "إنه إذا سمح للحكومة باستغلال سلطتها فسيتذكره الناس كشخص وقف ضد شعبه".
ودعا "جولان" أيضًا إلى تحالف بين حزبه وحزب الوحدة الوطنية برئاسة عضو الكنيست بيني جانتس، وحزب "هناك مستقبل" بزعامة لبيد. وقال "أدعو زملائي، آيزنكوت ولابيد وجانتس، دعونا نتحد".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفادت التقارير بأن عضو الكنيست عن حزب الوحدة الوطنية ورئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق جادي آيزنكوت، يعمل على قيادة كتلة كبيرة من الأحزاب في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، وتوحيد حزبي "الوحدة الوطنية" و"هناك مستقبل".
وقال رئيس بلدية هود هشارون - مدينة كبيرة في وسط إسرائيل - أمير كوخافي، إنه يدعو نتنياهو والوزراء إلى عدم التحرك ضد أمر المحكمة العليا بشأن تعليق إقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك".
وبحسب قوله، فهو يتحدث نيابة عن رؤساء بلديات "تل أبيب، ورهط، وحيفا، وغوش دان، وإيمق حيفر، وأم الفحم، وهرتسليا، والمطلة، وما لا يقل عن 60 مجلسًا إقليميًا ومجلسًا محليًا وبلدية أخرى من مناطق جغرافية وديموغرافية مختلفة".
وتظاهر الآلاف في مدينة حيفا الشمالية، وقال بوعز زلمانوفيتش، الذي قُتل والده، أرييه، في الاحتجاز، إن عائلات المحتجزين "أزعجت" رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأضاف زلمانوفيتش: "المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، قال إن الشعب الإسرائيلي يريد استعادة المحتجزين، ونتنياهو يخالف إرادة الشعب".
وتأتي المظاهرات الحاشدة في إسرائيل ضد نتنياهو، في الوقت الذي يواصل جيش الاحتلال العدوان على غزة، إذ وسّع جيش الاحتلال، اليوم الأحد، من عمليته البرية في بيت حانون شمال القطاع، وبدأ هجومًا في حي "تل السلطان" بمدينة رفح الفلسطينية جنوب غزة، وطلب من سكان الحي الإخلاء الفوري، باعتباره منطقة قتال خطيرة.
واستأنفت إسرائيل قصفها المكثف على غزة، الثلاثاء الماضي، مبررة ذلك بالجمود في المفاوضات غير المباشرة، بشأن الخطوات التالية من التهدئة بعد انتهاء مرحلتها الأولى مطلع الشهر الجاري.
وأصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء للمناطق الساحلية الشمالية، ما أدى إلى نزوح آلاف الأشخاص، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح 124 ألف شخص في غزة، منذ الثلاثاء، أي ما يعادل 1 من كل 20 من سكانها.
وتشير صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، إلى اعتقاد المراقبين منذ فترة طويلة، أن إنشاء مناطق عازلة واسعة ودائمة في غزة، خاصة على طول محيطها الشمالي، هو هدف العديد من المسؤولين في المؤسسة الأمنية والحكومة الإسرائيلية.
وكشفت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل تجري الاستعدادات لعملية واسعة النطاق لاحتلال غزة، واستعادة السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
وقالت إن جيش الاحتلال ركّز حتى الآن بشكل رئيسي على الغارات الجوية والغارات البرية المحدودة، شمال قطاع غزة، والجزء الشرقي من ممر نتساريم في الوسط، ومنطقة رفح الفلسطينية بالجنوب.
ومع ذلك، لا تزال الاستعدادات جارية لتنفيذ الخطة الأوسع لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجديد إيال زامير، بتعبئة عدة فرق، بما في ذلك العديد من وحدات الاحتياط، لشن هجوم بري واسع النطاق في غزة.
ونقلت "هآرتس" عن مصادر أمنية، أن إسرائيل لا تزال تُفسِح المجال لاتفاق مؤقت يضمن إطلاق سراح المحتجزين، ومع ذلك في ظل الضغوط السياسية المؤيدة لتوسيع العمليات العسكرية، فإن المصادر تعتقد أن هذا التصعيد محتمل بشكل متزايد.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف هو استغلال حملة زامير العسكرية لفرض حكم عسكري في غزة، أو على الأقل في أجزاء كبيرة منها، مع نقل السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية إلى جيش الاحتلال.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا يحدث في الوقت الذي تدفع فيه الأحزاب اليمينية المتطرفة في حكومة نتنياهو نحو إعادة المستوطنات والتهجير القسري للفلسطينيين، وتصوير ذلك على أنه "هجرة طوعية"، بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت إن الضابط رفيع المستوى في جيش الاحتلال عوفر وينتر، يستعد بنشاط لإنشاء إدارة عسكرية لتشجيع الهجرة تحت قيادته.