مرصد الأزهر يدين الهجوم الداعشي على مسجد غرب النيجر

في واحدة من جرائمه البشعة وهجماته الوحشية، نفّذ تنظيم داعش الإرهابي من خلال فصيل "داعش الصحراء الكبرى" هجومًا استهدف أحد مساجد قرية "فامبيتا" الواقعة غربي #النيجر بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو ومالي، ووفقًا للبيان الصّادر عن وزارة الخارجية النيجرية مساء السبت 22 مارس، فقد وقع الهجوم أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط 44 قتيلًا ونحو 15 جريحًا جميعهم من المدنيين.
وأعلنت النيجر حالة الحداد الرسمي في البلاد لمدة ثلاثة أيام اعتبارًا من السبت، فيما نقلت وسائل إعلام محلية عن الحكومة النيجرية وصفها للهجوم بأنه وقع عندما هاجم مسلّحون المسجد بعد تطويقه وأطلقوا وابلًا من الرصاص صوب المواطنين المسالمين وهم بين يدي الله.
ووصفت الحكومة الهجوم بـ "المجزرة الوحشية غير المسبوقة"، وأضافت أن منفّذي الهجوم أضرموا النيران في السوق والمنازل المحيطة بالمسجد.
من جانبه، وصف وزير الدولة ووزير الداخلية بالإنابة، الفريق ساليفو مودي، الهجوم بأنه «عمل شنيع ارتُكب يوم الجمعة، اليوم المقدس في الإسلام، وخلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك»، مضيفاً أن الهجوم "يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإرهابيين، ومَن يقف وراءهم، لا يدافعون عن أي مبدأ ديني".
يشار إلى أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه في القرية؛ حيث شهدت القرية نفسها هجومًا في شهر ديسمبر من العام الماضي أسفر عن مقتل نحو 20 شخصًا، في هجوم وصفه محللون بأنه عقاب من تنظيم داعش للسكان على تعاونهم مع السلطات النيجرية في جهودها لمحاربة الإرهاب.
وردًا على الهجوم، بدأت الحكومة النيجرية عملية عسكرية واسعة لتعقب منفذي الهجوم الإرهابي، وأكدت أن «هذه الجرائم الشنيعة لن تمر دون عقاب»، متعهدة بملاحقة «المنفذين والمخططين والمتواطئين» وتقديمهم للعدالة.
يأتي الهجوم العنيف بعد يومين من إعلان الجيش النيجري عن عملية جوية وبرية ضد عناصر يشتبه بانتمائهم لتنظيم «داعش» في موقع كيرال للتنقيب عن الذهب في المنطقة نفسها، ما أدى إلى مقتل 45 مسلحًا. فيما نفّذ الإرهابيون هجومان في 15 و 17 مارس الجاري في المناطق الحدودية مع كل من بوركينا فاسو ونيجيريا.
هذا ويدين مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف هذا الهجوم الدموي الذي يثبت أن الإرهاب باختلاف مسمياته وأشكاله وأيدولوجياته لا يدافع عن دين ولا يعرف إنسانية. كما يشدّد المرصد على ما سبق وحذّر منه وهو أهمية ضبط الحدود وإحكام القبضة الأمنية على منطقة المثلّث الحدودي أو ما يطلق عليه "مثلّث الموت" لما يشهده من جرائم وحشية وعمليات حوّلت منطقة الساحل إلى مسرح لإراقة دماء الأبرياء واستهداف الآمنين حتى لم يسلم من إجرامهم الشهر الفضيل ولا دور العبادة المقدّسة.
ويشدد المرصد على أن استهداف دور العبادة يُعتبر عملًا إجراميًا مرفوضًا بشدة، اعتادت عليه التنظيمات الإرهابية وأصبح سمةً بارزة لعصابات الإرهاب والجرائم اللاإنسانية. ومن الضروري تكثيف الجهود للقضاء على الفكر المتطرف قبل التوجه نحو عناصره، بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة والأفكار المشوهة التي تنشر بين الشباب. وفي هذا السياق، يتوجب أيضًا تعزيز العمليات الأمنية لتعقب كل مجرم ينتهك حرمة الزمان وقدسية المكان. ويدعو المرصد أيضًا إلى تعزيز التعاون الفعّال والتضامن بين دول المنطقة، بهدف ضبط الحدود ومنع أي تسلل لعناصر التنظيمات الإجرامية.