وزارة الثقافة المصرية تشارك في اجتماعات مجموعة العمل الثقافي لدول البريكس

شاركت وزارة الثقافة المصرية في اجتماعات مجموعة العمل الثقافي لدول البريكس التي انعقدت يومي 24 و25 مارس 2025، بحضور ممثلي دول البريكس حيث ناقشت الاجتماعات التي عقدت افتراضياً عدة قضايا محورية، من بينها الاقتصاد الثقافي والإبداعي، حقوق الملكية الفكرية، الذكاء الاصطناعي، الثقافة والتغير المناخي، وأجندة ما بعد 2030 للتنمية المستدامة.
وفي كلمتها، هنأت الدكتورة رانيا عبد اللطيف، رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الخارجية، جمهورية البرازيل الاتحادية على توليها رئاسة مجموعة البريكس لهذا العام، مشيدةً بدورها في تعزيز التكامل الثقافي بين الدول الأعضاء، ومؤكدةً على أهمية العمل المشترك لتحقيق التنمية الثقافية المستدامة.
أكدت الدكتورة رانيا عبد اللطيف أن الصناعات الثقافية والإبداعية أصبحت من أهم محركات النمو الاقتصادي العالمي، مشيرةً إلى أن إعلان سانت بطرسبرغ 2024 شدد على ضرورة دعم هذه الصناعات ضمن أجندة التنمية لما بعد 2030. كما أوضحت أن وزارة الثقافة المصرية تعمل على تنمية الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال برامج التدريب، والدعم الفني والأكاديمي، وتوفير فرص التواصل والتعاون الدولي. وتركز الجهود على تطوير قطاعات الموسيقى، السينما، المسرح، الفنون البصرية، الأدب، والصناعات الحرفية التقليدية، مع تعزيز الترويج الدولي لهذه الفنون.
وفي إطار توظيف التكنولوجيا في العمل الثقافي، أشارت إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات الثقافية وتحقيق انتشار أوسع للمنتجات الإبداعية، حيث تعمل الوزارة على بناء القدرات والتدريب على استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق الثقافي، البحث، والتوثيق الرقمي للتراث. كما تم إطلاق متاحف افتراضية تتيح تجربة ثقافية رقمية تفاعلية، إلى جانب إتاحة الكتب الأدبية والتاريخية والعلمية عبر الإنترنت لتعزيز الوصول إلى المعرفة. أما فيما يخص حماية حقوق الملكية الفكرية ومكافحة القرصنة الرقمية، فقد أنشأت الوزارة إدارة متخصصة لدعم المبدعين والمؤلفين والفنانين، مع تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية مثل معاهدة الويبو لحقوق النشر لمكافحة القرصنة الرقمية وإغلاق المنصات التي تنتهك حقوق الملكية الفكرية، إلى جانب إطلاق حملات توعوية لتعريف الجمهور بأهمية احترام حقوق المبدعين.
كما تناولت كلمتها قضية التغير المناخي وتأثيره على التراث الثقافي، مؤكدةً أن وزارة الثقافة المصرية تعمل على دعم جهود الدولة في تنفيذ استراتيجية مصر 2050 للتغير المناخي، ومتابعة توصيات مؤتمر COP29، والاستعداد الفعال للمشاركة في مؤتمر COP30 بالبرازيل في نوفمبر 2025. وأوضحت أن الوزارة تتبنى نهجًا استباقيًا لحماية المواقع التراثية والمتاحف من آثار التغير المناخي، من خلال التعاون مع المنظمات الدولية والخبراء لتطوير حلول مستدامة. كما يتم العمل على دمج الوعي البيئي في الأنشطة الثقافية عبر الفعاليات والمعارض التوعوية، وتنظيم ورش عمل حول مخاطر التغير المناخي وسبل الحفاظ على المواقع التراثية، إلى جانب تشجيع الفنانين والمبدعين على إنتاج أعمال فنية مستوحاة من قضايا المناخ، وإشراك المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني في جهود التوعية البيئية.
اختتمت الدكتورة رانيا عبد اللطيف كلمتها بالتأكيد على أن الثقافة قوة دافعة للتنمية والتغيير، وأن تعزيز التعاون الثقافي بين دول البريكس سيسهم في خلق بيئة أكثر استدامة، وتمكين المجتمعات، وتعزيز التفاهم المشترك. كما أعربت عن تطلعها إلى مزيد من التعاون المثمر بين دول البريكس، مؤكدةً التزام وزارة الثقافة المصرية بالمساهمة الفعالة في المبادرات التي تدعم التنمية الثقافية المستدامة.