مصراوي 24
مصراوي 24

كواعب البراهمي تكتب.. الذين لا نعرفهم

-

طلبت مني إحدي الصديقات تعليم قريبة لها اللغة العربية, حيث أنني أستطيع فعل ذلك كما أنها تعرفني جيدا  وتطمئن لوجودي في منزل قريبتها  .

 وذهبت معها ووجدت أمامي سيدة جميلة تتحدث الإنجليزية بطلاقة رغم جنسيتها العربية وأنها علي قدر من الرقي في الزي وفي الحديث .

 ووجدت أيضا أنها تتحدث العربي مكسر وتذكر المؤنث , وتؤنث المذكر , وبدأت معها علي أن آتي إليها في يوم الأجازة فقط – وبدأنا من الصفر أبجد هوز علي رأي ليلي مراد . وسألتها لماذا تريدين أن تتعلمي اللغة العربية بالرغم لاحظت كل كلامكم إنجليزي وخاصة أنها في سن والدتي أو تصغرها بعام , وإن كان مظهرها يبدو أصغر من ذلك .

 فقالت لي : لأني أريد أقرأ القرآن الكريم بطريقة صحيحة .

فهي تقرأه من كتب القرآن التي نصفها باللغة العربية والنصف الآخر باللغة الإنجليزية . وتستمع للقرآن وهي تقرأ ووجدت أنها تهتم جدا بالتشكيل .

 كما وجدت نفسي أمتلك مفردات كثيرة من اللغة الإنجليزية أستعين بها عندما أريد أن أشرح لها ماذا تعني الكلمات .

 وكنت نتحدث  أثناء و بعد أن ندرس  وأكتشفت أنني جاهلة كثيرا في معلوماتي .

 ومن بعض أحاديثنا قالت لي أن بعض الكلمات ننطقها مثل اللغة السواحلية وجنوب أفريقيا وتنزانيا .

وقلت لها : كيف لشعوب لا تعرف الغة العربية أن تصل إليها هذه المفردات  .

فقالت : من القرآن الكريم .

 و قالت لي أنها عملت في أماكن كثيرة في جنوب أفريقيا وجوهانسبرج .

و قالت لي أن أبنها الأكبر يقرأ القرآن جيدا , لأنهم يشترطون هناك أن يتعلم الأولاد والبنات القرآن وشرحه قبل الوصول إلي سن الثامنة عشر .

وقالت لي أنهم يشرحون لهم الأحاديث النبوية , حيث نشأ أولادها في دولة إفريقية حيث مكان عملها .

وتحدثنا عن صديقات لها من أوغنده وغيرها من البلاد درسن في الأزهر ويتحدثن كالمصريين , وعرفت منها أشياء كثيرة ,.

فلم أكن أعلم أن أحمد ديدات  والذي قابلته هي مره واحده في حياتها قضي كل عمره في خدمة الدين .

 وأنه وبمساعدة الآخرين المالية أنشأ أكثر من خمس مباني أبراج  كلها تطبع القرآن الكريم والأحاديث وتقوم بشرحها بكل اللغات الصينية والهندية والفلبينية وكل اللغات التي نعرفها والتي لا نعرفها .

وأن أي شخص  بالعالم إذا أراد كتبا يراسلهم فيرسلون له مجانا إلا من تكلفة البريد .

عرفت منها أن الناس الذين يريدون أن يعملوا للدين يعملون في صمت ودون ضوضاء , علمت أن للدين حراسا كما له أعداء .

علمت كم نحن مقصرين في حق أنفسنا وفي حق الغير .

 علمت أننا جهلاء بالتعصب والمشاكل وعدم الرضا والتناحر علي الدنيا .

في الوقت الذي يعيش فيه بعض الناس وينفق ماله ووقته لخدمة الدين .

علمت أن الأجانب الذين نتعالي عليهم بديننا يحتاجون فقط لكلمه حسنة  أو سلوك طيب ليدخلوا في الإسلام ويعرفوا الإسلام .

 ببساطة شعرت أنني جاهلة , فليس العلم أنني أقرأ وأكتب .

العلم هو أنني أعمل شيئا مفيدا بما علمت .

وتحدثنا عن أشياء جميلة قالت لي إنها تحب محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ الذين أحبهما أيضا وأنها تسمعهما.

 فسألتها وكيف تفهمين معاني الكلمات ؟ وانتي لا تفهمين اللغة العربية ؟

فأجابتني إجابة زعلت منها وفرحت بنفس الوقت قالت : لا أفهم ما يقول ولكني أحبه .

 فعلمت أيضا أن الفن ليس له أرض , وأن الحب هو منحة من السماء يمنحها الله لمن يشاء , بغض النظر عمن يقولون الغناء حلالا أم حرام . السن تريد أن تتعلم اللغة العربية من أجل القراءة السليمة للقرآن .

وأدركت مدي تقصيري , مع نفسي ومع الله .

 فاللهم إني أسألك رضاك ورحمتك والجنة .

 

وإن كنت تمنيت أن تفهم ما يقول .

حقيقة ذهبت إليها وكأني سأقوم بشئ لها . وهو أنني سأعلمها .

 ولكن الذي حدث أن  تعلمت أنا منها الكثير , يكفي أنها في هذه  السن وتحاول حفظ القرآن الكريم   

. بقلم / كواعب أحمد البراهمي