شكري وسيارتو يبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والمجر

أجرى سامح شكري وزير الخارجية، مباحثات سياسية موسعة مع نظيره المجرى «بيتر سيارتو»، اليوم، خلال الزيارة التى يجريها إلى العاصمة المجرية «بودابست».
وأوضح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، أن شكري استهل المباحثات بالتأكيد على العلاقات التاريخية الراسخة بين مصر والمجر استنادا للاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأشار السفير أبو زيد إلى التطابق الكبير فى وجهات النظر والتفاهم القائم بين البلدين حول الكثير من الموضوعات، منوهاً إلى الإرادة السياسية القوية لدى قيادتي البلدين لتعزيز العلاقات، وهي ما تجلت مؤخراً في استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس وزراء المجر بالقاهرة في فبراير ومارس الماضيين، وما مثلته الزيارة من قوة دافعة للعلاقات الثنائية والتنسيق حول مختلف القضايا.
وأضاف أن المباحثات تناولت سبل العمل المشترك لمواجهة التحدي الخاص بالمناخ الاقتصادي العالمي وتأثيره على البلدين، لاسيما من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتبادل الخبرات.
في السياق ذاته، ثمن وزير الخارجية التطور الملموس في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين خلال السنوات الماضية، مشيراً بصفه خاصة إلى قرب الانتهاء من تنفيذ عقد توريد عربات قطارات السكك الحديدة إلى مصر، وهو ما سينعكس على تنمية قطاع النقل في مصر بالإضافة إلى مردوده الاقتصادي على الاقتصاد المجري.
وتناولت المباحثات أهمية العمل في إطار اتفاق التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والوكالة المجرية للترويج للصادرات، حيث نوه شكري إلى الفرص المتاحة أمام الشركات المجرية لإقامة صروح إنتاجية تتمتع بنفاذ السلع إلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصة على ضوء كون مصر طرفاً في اتفاقية التجارة الحرة مع مجموعة دول الكوميسا، واتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، واتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى.
من جانبه، أعرب وزير خارجية المجر عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون مع مصر في المجال الثقافي، مشيراً إلى ما توفره المجر من 200 منحه تعليمية جامعية، والتي تسهم في تنمية القدرات المصرية وتعزيز الروابط الثقافية بين الجانبين.
وكذلك، تناولت المباحثات عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، والتي أكد شكري ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل لها، وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتم مناقشة الوضع فى ليبيا والنزاع القائم في السودان وتأثيراته الإقليمية والدولية الخطيرة، فضلاً عن تطورات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها.
وحرص شكرى على تناول الجهود والأعباء الكبيرة التي تتحملها مصر جراء استضافة ملايين من اللاجئين والمهاجرين، موضحاً أن مصر تتعامل مع هذا الوضع من منظور إنساني يحول دون دفع هؤلاء إلى مخاطر عبور المتوسط للنفاذ إلى أوروبا، فضلاً عن دمجهم بالمجتمع مع توفير الدعم والخدمات وفرص العمل على قدم المساواة مع المواطنين المصريين، وهو ما يستلزم توفير المزيد من الدعم من جانب الاتحاد الأوروبي إلى مصر في ظل الأعباء التي تتحملها.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية والتجارة المجري عن التشرف بزيارة وزير الخارجية والتي تتزامن مع الاحتفال بمرور 95 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والمجر.
وثمن الوزير المجري عاليًا موقف مصر في التعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية، لاسيما مع احتدام الأزمة الحالية التي يشهدها السودان، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى زيادة دعم مصر للتعامل مع تبعات تلك الأزمة.
وتم تناول الوزير المجري التعاون المطرد بين مصر والمجر فى العديد من المجالات.
ووقع وزير الخارجية ونظيره المجري، في ختام المباحثات، على مذكرة تفاهم بين الحجر الزراعي المصري والمكتب الوطني لسلامة سلاسل الغذاء المجري حول التعاون في مجال الحجر الزراعي والصحة النباتية.
واتفقا على أهمية استمرار وتيرة الزيارات المتبادلة والتشاور حول دفع العلاقات الثنائية قدمًا.