الأشعة المقطعية: فوائد ومخاطر قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان

كشفت دراسة جديدة أن الأشعة المقطعية (CT) قد تكون سببًا في نحو 5% من حالات الإصابة بالسرطان في الولايات المتحدة.
الدراسة، التي نشرت في مجلة JAMA للطب الباطني، أشارت إلى أن الأشعة المقطعية تعتمد على الأشعة السينية المتطورة التي تمكن الأطباء من رؤية تفاصيل دقيقة لما يحدث داخل الجسم، مما يساعدهم في تشخيص الحالات ومراقبة تقدم العلاج وتحديد أماكن الأورام والإصابات.
إلا أن هذا النوع من الأشعة يعرض المرضى للإشعاع المؤين الذي يمكن أن يضر بالحمض النووي ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وفقًا للدراسة، شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في استخدام الأشعة المقطعية، حيث أصبح استخدامها أعلى بنسبة 30% مقارنة بما كان عليه في عام 2007.
ففي عام 2023، خضع نحو 61.5 مليون أمريكي لفحوصات بالأشعة المقطعية، وهو ما قد يسبب نحو 103,000 حالة سرطان سنويًا، تؤثر على أعضاء مثل الرئتين والقولون والمثانة والثدي.
وإذا استمر هذا الاتجاه، فمن المتوقع أن تصبح الأشعة المقطعية مسؤولة عن 5% من حالات السرطان في المستقبل.
تشير الدراسة إلى أن الأطفال في مراحل نموهم المبكرة، مثل أولئك الذين يتعرضون للتصوير المقطعي قبل عيد ميلادهم الأول، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بمعدل يصل إلى عشرة أضعاف مقارنة بالكبار، يعتقد أن ذلك يعود إلى أن أجسام الأطفال في طور النمو، ما يوفر وقتًا أطول لتطور السرطان.
مع ذلك، فإن البالغين يشكلون النسبة الأكبر من حالات السرطان المرتبطة بالأشعة المقطعية، نظرًا لأنهم يخضعون لعدد أكبر من الفحوصات.
على الرغم من المخاطر المحتملة للأشعة المقطعية، فإنها تظل من التقنيات الطبية المنقذة للحياة.
في حالات الطوارئ مثل الحوادث، يمكن للأشعة المقطعية أن تكشف عن إصابات تهدد الحياة لا يمكن اكتشافها بطرق أخرى، مما يتيح للأطباء معالجتها بسرعة وفعالية، كما تستخدم الأشعة المقطعية لمراقبة بعض الأمراض وتوجيه الجراحات بدقة.
في الختام، وبينما قد تحمل الأشعة المقطعية بعض المخاطر، فإن الفوائد الطبية التي تقدمها لا يمكن تجاهلها.
الأطباء المتخصصون يعملون جاهدين لتقليل المخاطر عبر موازنة الفوائد مع المخاطر المحتملة، وهو ما يساعد على ضمان حصول المرضى على أفضل رعاية ممكنة.