عندما تسير الرحمة على الطرقات.. إطلاق قوافل ”ستر وعافية”

في لوحة إنسانية تنطلق قوافل "ستر وعافية" تابعةً للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، كأنها حبل النجاة، حاملةً معها نور الشفاء وأمل الغد إلى كل قرية ونجع، لا تعرف التوقف، ولا تعترف بالمستحيل.
تلك القوافل ليست مجرد سيارات طبية أو فرق علاجية، بل قصة وطنية ترويها الأيادي البيضاء لآلاف الأطباء والممرضين والمتطوعين، الذين وهبوا وقتهم وجهدهم لخدمة من هم في أمسّ الحاجة للرعاية الصحية، في المحافظات كافة، وخاصةً في القرى الأكثر فقرًا واحتياجًا، والمناطق النائية التي طالما كانت بعيدة عن الضوء.
منذ انطلاقها، حملت قوافل "ستر وعافية" رسالة واضحة: أن العلاج حق للجميع، وليس امتيازًا للقادرين فقط فهي تقدم خدمات طبية متكاملة دون مقابل، تشمل الكشف في أكثر من 12 تخصصًا طبيًا، وصرف الأدوية مجانًا، وتنفيذ عمليات جراحية دقيقة، إلى جانب تحويل الحالات الخطرة إلى المستشفيات المتخصصة، سواء الجامعية أو العسكرية.
وقد أولت هذه القوافل اهتمامًا خاصًا بقرى مبادرة "حياة كريمة"، والمناطق الحدودية مثل شمال سيناء وحلايب وشلاتين، إضافة إلى القرى التي تضررت من السيول والكوارث الطبيعية، لتثبت أن يد الدولة والمجتمع يد واحدة.
حتى اليوم، تجاوز عدد المستفيدين من هذه القوافل 1.6 مليون مواطن، بينما وصلت عدد القوافل إلى نحو 2500، شارك فيها أكثر من 8 آلاف طبيب وممرض وصيدلي وتم توزيع ما يزيد على 3 ملايين عبوة دواء، فضلًا عن توفير نظارات طبية، وأجهزة تعويضية لمن يحتاجونها، مع متابعة دقيقة لحالات الأمراض المزمنة، وتوصيل العلاج الشهري حتى أبواب البيوت.
ولأن النجاح لا يصنعه طرف واحد، جاءت هذه المبادرة تعاون واسع بين وزارة الصحة والسكان، والجامعات، والمستشفيات التابعة للقوات المسلحة والشرطة، والجمعيات الأهلية المنضوية تحت لواء التحالف الوطني.
"ستر وعافية" لم تكن يومًا مجرد قافلة طبية؛ بل صارت درعًا يحتمي به البسطاء، وجسرًا يربط بين الدولة والمواطن، لتجسّد واحدة من ملامح الجمهورية الجديدة التي تضع الإنسان في قلب أولوياتها، وتكرّس مبدأ "الصحة للجميع" كحق أصيل لا يُنتزع.
ويظل التحالف الوطني يساعد دون ملل لكي يزهر ويشرق المستقبل نحو غد أفضل ، ويكون كل مصري لديه احتياجاته كاملة.