مصراوي 24
بوتين يلتقي مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني في روسيا |ماذا حدث؟ رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن مدبولي يوجه بعقد اجتماع مع مسئولي قطاع السيارات وممثليه لمناقشة المعايير التي يمكن وضعها لتحقيق مستهدفات الدولة رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً لبحث المعايير والضوابط النوعية لتنظيم سوق السيارات في مصر باسل رحمي: 75 مليون جنيه للمشروعات الصغيرة بنظام التأجير التمويلي بجميع محافظات الجمهورية البترول: «بيكر هيوز» العالمية تتجه لضخ استثمارات جديدة في مصر الصحة العالمية: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حققت هدفها تراجع مؤشرات البورصة بختام تعاملات الخميس رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن الامام الاكبر يهنئ الرئيس السيسى والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوى الشريف وزير البترول يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنفيذى لشركة بيكر هيوز العالمية والوفد المرافق له وزير الصحة يستقبل رئيس اتحاد المستشفيات العربية لمناقشة سبل التعاون المشترك لدعم القطاع الصحي
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الخميس 21 نوفمبر 2024 02:17 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ

عماد الدين حسين يكتب: أمريكا وإسرائيل.. الأصل والصورة

من هو الأصل ومن الصورة فى العلاقة بين أمريكا وإسرائيل، من هو السيد ومن هو العبد، من الذى يأمر من؟ وهل صحيح أن إسرائيل ذات الملايين الأربعة هى التى تقود وتوجه أمريكا أقوى وأغنى دولة فى العالم، أم أن إسرائيل مجرد الولاية رقم 52، وربما هى تؤدى دورا وظيفيا للمصالح الأمريكية؟.

الأسئلة السابقة ليست جديدة، ونسألها نحن العرب، وأحيانا الإسرائيليون والأمريكيون منذ زرع إسرائيل عنوة فى المنطقة العربية بعد نكبتنا عام 1948.

الجديد هو انتخاب الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب ووعوده بنقل سفارة بلاده للقدس المحتلة بدلا من تل أبيب، والتحلل الأمريكى من سياسة الدولتين وما أعقب ذلك من تشدد إسرائيلى غير مسبوق، كانت نتيجته زيادة الاستيطان فى الضفة بصورة غير مسبوقة.

معظمنا كعرب يستسهلون الأمور، ويعتقدون أن إسرائيل هى التى تدير السياسة الأمريكية مستشهدين بدور اللوبى اليهودى المتزايد فى أمريكا، وكذلك التأييد الساحق لإسرائيل داخل الكونجرس والعديد من مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الأمريكية.

طبقا لهؤلاء فإن واشنطن تأتمر بأمر تل ابيب، وتنفذ كل طلباتها، حتى لو تصادمت مع المصالح الأمريكية.

لكن خبراء آخرين يرون العكس تماما. وأحدث شهادة سمعتها من الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين.. الشهادة مهمة لأنه يعيش منذ عام 1991 فى صلب المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ويحيط بالسياسة الأمريكية المتعلقة بالمنطقة، كما أنه يقيم فى رام الله.

عريقات يقول إن إسرائيل هى جزء من الحياة السياسية الأمريكية ،لأنها دولة وظيفية تنفذ فقط ما تأمر به أمريكا.

أتفق مع رأى عريقات تماما والمواقف التاريخية تؤكد ذلك ومنها الآتى:

فى العدوان الثلاثى البريطانى الفرنسى الإسرائيلى ضد مصر خريف عام 1956، أمر الرئيس الأمريكى دوايت أيزنهاور إسرائيل بوقف القتال والانسحاب من شبه جزيرة سيناء، وكان الطلب الأمريكى يشمل أيضا ضرورة الانسحاب البريطانى الفرنسى، وبالطبع كان هنا دور مهم للإنذار السوفيتى لقوى العدوان الثلاثى، لكن نحن نتحدث هنا عن أمر أمريكى واضح لإسرائيل بالتوقف وهو ما استجابت له فعلا.

الموقف الثانى حينما رفضت إسرائيل وماطلت فى تنفيذ فض الاشتباك الثانى مع مصر فى عام 1974 بعد نصر أكتوبر عام 1973، حيث أمر الرئيس الأمريكى جيرالد فورد رئيس الحكومة الإسرائيلية إسحاق رابين بالتنفيذ، وهو ما استجاب له فورا ومضطرا.

الموقف الثالث كان فى عام 1991 حينما رضخت إسرائيل لمطلب الولايات المتحدة بعدم الرد على الصواريخ التى أطلقها صدام حسين عليها، مع بدء عملية قوات التحالف لإخراج القوات العراقية من الكويت فى يناير 1991 . فى هذه العملية تبين أن كل ما تقوله إسرائيل بأنها لابد أن ترد على أى هجوم عليها، لم يكن صحيحا.

الذى حدث أن أمريكا لم تشركها فى التحالف، رغم أن إسحاق شامير رئيس وزراء إسرائيل وقتها جمع توقيعات 75% من أعضاء الكونجرس لصالح بلاده، ويومها قال الرئيس الأمريكى جورج بوش الأب: «إننى رجل واحد أقاتل كل جيوش اللوبيات والمصالح فى الولايات المتحدة».

الموقف الرابع، حدث بعد نهاية حرب الخليج، حينما أمر بوش إسرائيل أن تحضر مؤتمر مدريد للسلام أواخر عام 1991، ورفضت تل أبيب، فأجبرها بوش على المجىء. وبعدها بفترة قصيرة رفض رابين تجميد الاستيطان، فأوقف جورج بوش ضمانات القروض لإسرائيل فجمد الاستيطان فورا.

الموقف الخامس كان حينما وقعت أمريكا الاتفاق النووى مع إيران فى العام الماضى، على الرغم من الرفض الإسرائيلى الكاسح الذى يرى البرنامج النووى الإيرانى خطرا وجوديا على إسرائيل، وأصر الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما على الاتفاق متحديا نتنياهو وسائر الضغوط الإسرائيلية.

هناك أيضا قصة الجاسوس الأمريكى جوناثان بولارد الذى خان بلاده وتجسس لصالح إسرائيل وانكشف عام 1985 وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة ولم يفرج عنه إلا بعد 30 سنة فى 20 نوفمبر 2015 رغم توسلات وضغوط إسرائيلية متوالية.

ختاما، فإن مهارة إسرئيل أنها تحاول وضع نفسها دائما فى حالة توافق مع المصالح الأمريكية، بل وخدمة هذه المصالح. وبغض النظر عن من هو الأصل ومن هو الصورة فإن واشنطن ستجبر إسرائيل على قبول حل حقيقى للصراع حينما تدرك أن مصالحها فى خطر، وحينما تدرك أن هناك حدا أدنى من التوافق العربى والإسلامى بشأن هذا الأمر.

نقلا عن صحيفة الشروق