سمر يونس تكتب.. الجهل المتوارث
ناديه فتاة جميلة، شعرها اسود وبشرتها بيضاء جمال بديع بصورة فتاه هادئه الطباع خجوله يلون الخجل وجنتاها لابسط الأسباب تعيش مع عائلتها في أحد دول الخليج
كانت تنتظر الإجازة السنوية بفارغ الصبر حتى تقضيها في بيت جدها وترى فارس أحلامها ذاك الشاب الجميل
(وسيم ) ابن أحد اقربائها يتودد اليها ويظهر لها إعجابه بجمالها وحبه لها
ذكريات وشوق وحنين إلى أن تمت خطبتها له وهي بالسادسة عشر بموافقة الاهل والعائلة لهذه الخطبة ومباركتها ولم يدركو
ما تحمله لها الأيام من تعب لهذا الزواج المبكر وعدم إكمال تعليمها ونضوجها عقليا وجسديا
فتمت مراسيم الزواج بسرعه قبل انتهاء عطلتهم ووافقو على إقامتها مع أهله بغرفة نوم والبيت مشترك مع والدته وشقيقاته وأخيه
ويال المفاجئه فقد اكتشفت أنها تزوجت طفل مدلل اعجبته دمية فتعلق بها وحين حصل عليها مل منها بسرعه واهملها .
وتركها لخدمة ألبيت من دون اعتبار لراحتها أو تقديم أي حق لها سوا الاوامر والمجادله والعقوبة لانها بنظره هيه المذنبه دائماً
والكل على حق فيوبخها ويمارس شتى انواع العنف والظلم ليثبت انه الرجل ويداري نقصه بضعفها وغربتها
فصبرت ناديه وتحملت لعله يشعر بوجودها وانسانيتها يوما ما ولعل طفلها القادم يجعله يقوم بواجباته اتجاهها ولكن لاحياة لمن تنادي فلجأت لاهلها واخبرتهم بمعاناتها بهذا الزواج فتدخل والدها لحل هذه المشكله فأظهر وسيم نفسه ألبريئ قليل الحظ والمال وهيه الجاهله
ولأنه قريب لهم طلب منه
أن يسكن مع ناديه في بيت مستقل
وساعده بدفع جزء من ثمن البيت وان يدفع وسيم الباقي على أقساط شهريه فوافق الطرفان وتم شراء البيت وعوده ناديه لبيتها المستقل وبعد إنجابها طفلها الاول عادت ألمشاكل ترهقها بعد سفر أهلها وعودتهم لخارج البلاد
ووسيم يقضي الوقت بالعمل نهارا والسهر مع أهله واصدقائه ليلا
ولم يتخلى عن بخله وحرمانها وكلامه الجارح لها
عادت للشكوى فلم يفهمها أحد
ولم يدركو حجم معاناتها
فقلبها تحطم وروحها تتعذب وجسدها يستباح على كره..
امرأه بالتاسعه عشر حرمت من أي عاطفه أو مشاعر تشعرها بانوثتها
فأصبح ذالك الجار بنظرته الجريئه اليها ترضي شيئاً ما بداخلها بل أصبحت تبحث عنها وتمادت بعلاقتها به وفي ذالك اليوم عاد وسيم لبيته مبكرا ليبدل ثيابه وحين دخل سمع صوت ناديه تتحدث مع ذلك الشاب وشاهده يخرج بسرعة من البيت فلحق به ولكنه اختفى بالظلام فعاد وطلق ناديه وطردها من بيته فقد أصبح هوه المغدور و الضحيه وهيه الخائنه والفاجره فقد وقعت بخيانتها بما يغضب الله وينكره مجتمعنا فالخطاء لا يعالجه خطأ
فعادت لبيت أهلها تحمل عارها وعذابها وتركت عنده قطعه من قبلها طفلها الذي أصبح بالخامسه من عمره
قتلها الشوق له وعذبتها الاسئله والنظرات
فوقعت فريسة للأمراض لا تأكل
ولاتنام جالسة معظم الوقت
تاهت بالوجوه فلم تعرفها ولم تعد تتكلم وان تكلمت كان غضب وهذيان
فظن أهلها انها وقعت تحت تأثير سحر أو فريسة لأحد ملوك الجان فاحضرو لها الشيوخ والروحانين هناك من قال يسكنها جني أحمق نمرود صعب خروجه منها ووصفو لها البخور وخلطات بالعسل والزعفران خمسه سنوات تزداد من سيء الىأسوء حتى شل اللسان وارتعشت اليدين وبمشيتها تراخت وتمايلت الأقدام
في اليوم الأخير فقدت الوعي فنقلوها إلى المستشفى فدخلت غيبوبة لاعوده منها وكان آخر إسم تلفظته اسم ابنها اللذي لم تراه
تقرير الطبيب انها توفت أثر جلطة دماغيه سبقتها قبل ذالك عده جلطات أدت لوفاتها
وفي بيت العزاء كان وسيم يجلس بانتظار نصيب ابنه من ميراث أمه الغاليه على قلبه
قصه قصيره لـ سمر يونس