كرم جبر يكتب: كورونا ونحن.. بين نارين
عندما اجتمعنا مع عدد محدود جداً من رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية فى لجنة إدارة الأزمة بالمؤسسات الصحفية القومية، وجلس كل واحد على بعد مترين، حرصاً على الإجراءات الصحية، كنا بين نارين.
هل نوقف إصدار الصحف الورقية، خصوصاً أن بعض الدول فعلت ذلك، وبعض الزملاء ينادون بنفس الشئ، أم نتحمل المخاطرة ونستمر؟
الاجتماع حضره الأساتذة: عبد المحسن سلامة وياسر رزق وسعد سليم وعبدالصادق الشوربجى وسعيد عبده، ووكيل الهيئة عبد الله حسن والأمين العام مروة السيسى.. وكان السؤال الأول: هل لدينا أرصدة من مستلزمات الإنتاج وما المدة التى تكفيها ؟
التأكيدات من كل الزملاء أن الأرصدة كافية ستة شهور من ورق الطباعة، وبقية المستلزمات نفس المدة أو توفيرها من المنتج المحلى.. الحمد لله.
وكان القرار: لا داعى إذن لوقف الإصدارات، خصوصاً أن الدول الكبرى الموبوءة أكثر منا بكثير لا تفعل ذلك، وشددنا على اتخاذ نفس الإجراءات الاحترازية الصادرة عن مجلس الوزراء ووزارة الصحة، وأن يكون رؤساء مجالس الإدارة بأنفسهم مسئولين عن تنفيذها.
الأمر الثانى هو تدهور التوزيع بسبب حظر التجوال، وكان القرار هو التوازن بين المطبوع والموزع، حفاظاً على الأرصدة، وأن تكون النسخ المطبوعة فى حدود ما يتم توزيعه، والاعتماد بقدر الإمكان على الاشتراكات.
الأمر الثالث هو التفعيل الكامل والسريع للبوابات الإلكترونية خصوصاً الأهرام والأخبار والجمهورية وروزاليوسف والهلال والمعارف وغيرها، لتكون منصات شاملة تنشر محتويات جميع إصدارات المؤسسة فى أوقات لا تضر بالتوزيع الورقي، وهو ما بدأ بالفعل، ويمكن للقراء متابعته بسهولة.
قرار وقف إصدار الصحف يثير أجواء من الإحباط والقلق بين جموع الصحفيين، وأضراره أكثر من منافعه، ولجنة إدارة الأزمة بالهيئة فى حالة انعقاد مستمر، لاتخاذ القرارات التى تفرضها الأوضاع وتحقق صالح المهنة، وتطبيق الإجراءات الاحترازية المشددة.. وربنا يزيح الغمة.
>>>
بين نارين.. أيضاً يشتد الصراع.
مثلاً: تصريحات حسين صبور ونجيب ساويرس ورءوف غبور أثارت أجواء من الصخب، وإن كنت أشكك فى أنهم قالوها بنفس ما نشرته سوشيال ميديا، بل حدث اجتزاء جعل التصريحات تخرج بصورة استفزازية.
المهم أن مجتمع الأعمال بين نارين أيضاً: البقاء فى المنازل وغلق الأنشطة والخراب، أم السماح الجزئى بالعمل وتحمل المخاطرة ؟
نُسب لصبور عبارة مثل « يبقى عندنا شعب قائم وناقص شوية، ولا شعب مفلس تماماً ومانلاقيش ناكل بكره»، وهكذا التقط البعض الكلمات وأشعلوا النار، وتعرض ساويرس وغبور لهجوم أقل ضراوة.
نحن فى زمن حرب، وأولى خطوات «النصر» «ترشيد» التصريحات، فلا مجال لاستعراض الألفاظ ولا الجرى وراء الفضائيات والتصريحات، ولا الكلام الذى يفهم منه أكثر من معنى.
الدولة أعلنت «صحة الإنسان أمن قومي» وهذا معناه « لسانك حصانك».
نقلا عن اخبار اليوم