جلال عارف يكتب: صدام نتنياهو.. ووزير دفاعه!!
الخلافات بين نتنياهو ووزير دفاعه «جالانت» وصلت إلى أقصى مداها فى الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء المصغر الذى مارس فيه نتنياهو ألاعيبه المعتادة ليمرر قرارا «لا شرعية له» ببقاء القوات الإسرائيلية فى محور صلاح الدين «فيلادلفيا» ومعبر رفح!! بينما اعترض «جالانت»، وحمل نتنياهو مسئولية قرارات لن تؤدى إلا لإفشال المفاوضات وإنهاك الجيش وتصعيد الموقف نحو الحرب الإقليمية الشاملة!!
المثير أن «جالانت»، كان سابقا فى الدعوة الصريحة لاجتياح غزة وتجويع شعبها، وهو الذى قاد حرب الإبادة ليكون الاسم الثانى بجانب نتنياهو فى قائمة الذين ينتظرون صدور أوامر الاعتقال الدولية بحقهم من المحكمة الجنائية الدولية باعتبارهم مجرمى حرب!!
لكن جالانت يتحدث من موقع مسئوليته «كوزير دفاع»، يدرك أن سياسة نتنياهو ستقود إسرائيل إلى كارثة، ويعلم جيدا أن استمرار الحرب فى غزة لا يعنى إلا الدخول فى حرب استنزاف خاسرة، وأن توسيع الحرب وفتح جبهات أخرى عبء لا يتحمله جيش منهك، وأن سياسة الحرب الممتدة قد تبقى نتنياهو فى الحكم لكنها تأخذ إسرائيل إلى مصير مجهول!!
بالتأكيد.. يريد نتنياهو التخلص من وزير دفاعه، وقد حاول ذلك مرة قبل الحرب وفشل، وهو يدرك أن الأمر أصعب الآن لأسباب عديدة أهمها أن جالانت يتحدث هنا باسم معظم قيادات الجيش التى تشاركه موقفه والتى أعلنت بوضوح أن الحرب بالنسبة لها قد انتهت، وأن خروج جالانت «الذى ينتمى لنفس حزب الليكود الذى يقوده نتنياهو»، قد يسبب المزيد من الخلافات داخل الحرب.. والأهم من ذلك أن جالانت هو الوحيد فى حكومة نتنياهو الذى تتواصل معه الإدارة الأمريكية فى ظل العلاقات المتوترة مع نتنياهو وباقى زعماء العصابات الإرهابية المشاركين فى الحكم!!
أركان المعارضة داخل إسرائيل يتساءلون: كيف تمضى فى حرب دائمة بينما، رئيس الحكومة فى خلاف دائم مع وزير دفاعه، وقادة المخابرات والأمن يمنعهم نتنياهو من التواصل مع وزيرهم؟! ولا إجابة إلا ما نراه من إصرار على تفجير الموقف وتصعيد الحرب وإفشال أى أمل فى اتفاق للتهدئة تحتاجه إسرائيل قبل الآخرين، لكن نتنياهو لا يستمع إلا لنفسه، ولا يأمن إلا لحكمة بن غفير وباقى زعماء عصابات الإرهاب، ولا يرى إلا الحرب طريقا وحيدا يصعد فيه نحو الهاوية!!
نقلا عن اخبار اليوم