جلال عارف يكتب: أى مصداقية لتعهدات إسرائيل؟!
أخيراً.. اضطرت إسرائيل لتقديم «تعهد رسمى»لأمريكا بأن تستخدم الأسلحة الأمريكية التى تحصل عليها وفقاً للقوانين الدولية(!!).. والمفروض أن يصدق العالم ما تعهدت به إسرائيل(!!) وأن يتم إبلاغ الكونجرس الأمريكى خلال أسبوع بمدى إمكانية الثقة فيما تعهدت به إسرائيل وذلك من خلال تقرير يقدمه وزير الخارجية الأمريكى «بلينكن»ليرد به على المطالبات المتزايدة فى مجلس الشيوخ الأمريكى بوقف المساعدات العسكرية لحكومة نتنياهو!!
وفى انتظار التقرير تكثر الأسئلة:
هل سيقول «بلينكن»فى تقريره أنه فى نفس اليوم الذى قدمت فيه إسرائيل تعهدها.. كانت إسرائيل تقصف مرتين فى يوم واحد الجوعى الذين ينتظرون المساعدات فى مدينة غزة وتقتل أكثر من خمسين شهيداً؟.. وأنه ـ فى نفس اليوم - كانت الغارات الإسرائيلية تقتل ١٤٩ شهيداً فى أنحاء غزة؟! وهل سيذكر نوع الأسلحة التى استخدمت فى هذه الجرائم، والدولة التى سلحت إسرائيل بها؟!
ثم.. هل سيذكر «بلينكن»فى تقريره أنه فى نفس يوم تقديم «التعهد»كان «نتنياهو»يعطى الأوامر لآلة القتل الإسرائيلية بالاستعداد لاقتحام «رفح»مهدداً بمذبحة تقر الإدارة الأمريكية نفسها أن ضحاياها سيكونون بعشرات الآلاف، لكنها - حتى الآن - تتجاهل السؤال الأهم: هل سيكون السلاح الأمريكى حاضراً فى المذبحة؟ وكيف سيتم استخدامه وفقاً للقوانين الدولية؟ وأى قوانين تلك التى تسمح باستمرار تدفق السلاح الأمريكى لآلة القتل الإسرائيلية بعد اعتراف الرئيس الأمريكى بمقتل أكثر من ٣٠ ألف فلسطيني، وإقرار وزير دفاعه بأن ٢٥ ألفاً من الضحايا هم من الأطفال والنساء؟!
لولا الانحياز والتحايل لما كانت هناك حاجة إلى «تعهدات إسرائيلية لا مصداقية لها». القانون الأمريكى وحده يفرض عدم استخدام المساعدات العسكرية فى إبادة المدنيين. تهربت الإدارة الأمريكية من ذلك واعتمدت صفقات التسليح لإسرائيل على أنها صفقات «استثنائية وعاجلة»و«ضرورية لأمن أمريكا»حتى لا تخضع للقواعد ولا يتم تقييدها وهى تشارك فى قتل المدنيين واستكمال المذبحة!!
الطريق لإصلاح الخطأ الأمريكى واضح، والحديث عن «تعهدات إسرائيلية» هو إهانة للعقل واستهانة بكل القوانين!!
نقلا عن اخبار اليوم