جلال عارف يكتب: ليس «النحس».. بل نتنياهو!!
واضح أن الرئيس الأمريكى بايدن يضع كل جهده من أجل اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة تكون إحدى نتائجه الأساسية وقف التصعيد فى المنطقة ومنع الانجرار لحرب إقليمية شاملة. بعد الجولة الأولى من التفاوض يقول بايدن إن الاتفاق يلوح فى الأفق لكنه لم يتحقق بعد، ويعلن خشيته من «سوء الحظ»، الذى أفشل اتفاقات سابقة.. وفى الحقيقة لم يكن «سوء الحظ» أو «النحس»، هو السبب، بل كان «سوء القصد»، من جانب «نتنياهو» الذى لم يتوقف عن وضع العقبات وإضافة الشروط لمنع إنهاء حرب يريدها أن تمتد وتتوسع لأنه يدرك أن نهايتها تعنى نهايته سياسيا ومحاكمته جنائيا!!
الظروف الآن تختلف. الاتهام العلنى من وزير الدفاع الإسرائيلى «جالانت»، لرئيس الحكومة نتنياهو بتعطيل الاتفاق لم يكن تعبيرا عن رأيه الشخصى فقط. كل قيادات الجيش والأمن والمخابرات كانت تؤكد أن الحرب فى غزة وصلت إلى طريق مسدود منذ شهور. بالأمس فقط ومع انطلاق الجولة الجديدة والحاسمة من المفاوضات - قال مسئولون أمنيون كبار للإعلام الإسرائيلى الرسمى : إن القتال فى غزة انتهى بشكل عام، وأن الوقت حان لإبرام الاتفاق.. ومع ذلك تبقى الشكوك تحيط بموقف نتنياهو!!
مشكلة نتنياهو الجديدة أن محاولته للتصعيد وتفجير الحرب الإقليمية تصطدم بموقف حلفائه الأساسيين «أمريكا والأوروبيين»، الرافض للتورط فى حرب جديدة تهدد بصراع عالمى لا يمكن تصور احتمالاته. خاصة فى ظل التطورات الخطيرة التى تجرى الآن فى أزمة أوكرانيا مع اختراق القوات الأوكرانية لحدود روسيا ونقل المعارك إلى داخلها، واتهام روسيا لأمريكا ودول الأطلنطى بالمشاركة فى الهجوم الأوكرانى الذى سيحاول الصمود لأكبر وقت ممكن داخل روسيا لتحقيق الهدف المعنوى أولا، ثم لاكتساب وضع أفضل فى التفاوض القادم إن أمكن.
فى كل الأحوال.. يستدعى هذا من دول «الأطلنطي»، استنفارا كاملا خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية ويفرض الابتعاد عن أى مغامرات جديدة فى الشرق الأوسط بالقرب من مسرح العمليات الأوروبي.
وأظن أن هذه الرسالة وصلت إلى تل أبيب بكل وضوح، ويتفهمها جيدا الجناح الأمنى والعسكرى هناك الذى يكرر التأكيد « مع بداية التفاوض» إن الحرب بالنسبة له قد انتهت.. ولتبقى المسئولية «كما كانت فى كل المحاولات السابقة» عند نتنياهو الذى لن يقبل الحقيقة إلا مرغماً!!
نقلا عن اخبار اليوم