جلال عارف يكتب: المحاسبة مطلوبة على كل جرائم إسرائيل
بضع دقائق من التوبيخ الشديد، مع التلويح بمراجعة السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل من جانب الرئيس الأمريكى بايدن فى مكالمته التليفونية الصاخبة مع «نتنياهو» كانت كفيلة بأن يبتلع الأخير كل عنترياته، ويبدأ فورا فى تنفيذ تعليمات بايدن التى طلب أن يراها على الأرض خلال «ساعات أو أيام» كما جاء فى البيانات الرسمية!!
ما كان مؤكدا من قبل يتأكد من جديد.. القرار فى هذه الحرب كان- ومازال- قرارا أمريكيا. بدون الدعم الأمريكى ما كان ممكنا لإسرائيل أن تشن حرب إبادة تستمر - حتى الآن- لأكثر من ستة أشهر.
وبدون الدعم الأمريكى ما كان لإسرائيل أن تروج روايتها الكاذبة ولا أن تقف ضد الإرادة الدولية التى اكتشفت الحقيقة، وروعتها المذابح الإسرائيلية، وتوحدت حول مطلب إيقاف حرب الإبادة ومحاسبة المسئولين عنها!!
وبغض النظر عن ازدواجية المعايير التى تركت إسرائيل تقتل أكثر من ٣٣ ألف فلسطينى معظمهم من الأطفال والنساء، ولم تتحرك بجدية إلا بعد مجزرة العاملين الدوليين فى منظمة «المطبخ الدولي» فإن ما بدأ الآن ينبغى أن يستمر..
ومحاسبة إسرائيل على جرائمها كلها سوف تفرض نفسها. المطالب الآن لا تقتصر على ضرورة التحقيق الدولى المستقل فى الجريمة الأخيرة، بل أيضا فيما سبقها من جرائم حرب عديدة ارتكبتها إسرائيل ضد العاملين فى المنظمات الدولية وضد شعب فلسطين الذى لم يعد هناك من «لا يري»، الإبادة الجماعية التى يتعرض لها إلا الولايات المتحدة وبعض حلفائها!!
الأوضاع تتغير، والضغوط العالمية تتصاعد، وما يجرى داخل أمريكا والمجتمعات الأوروبية يفرض عليها «المراجعة الكاملة»، لسياستها تجاه إسرائيل. بالأمس أصدر المجلس الدولى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراره الأول ضد الحرب فى غزة ليدين إسرائيل وحذر من الإبادة الجماعية ويطلب من دول العالم حظر تصدير السلاح للكيان الصهيوني.
ونفس الدعوة تتصاعد داخل أمريكا «المورد الأساسى لأسلحة القتل لإسرائيل»، حيث انضمت الرئيسة السابقة لمجلس الشيوخ «بليوسى»، إلى عشرات من النواب الأمريكيين الديمقراطيين فى طلب وقف تصدير السلاح لإسرائيل وتم رفعه للرئيس الأمريكي.
مراجعة السياسة الأمريكية تجاه الحرب فى غزة أصبحت ضرورية فى كل الأحوال. إسرائيل لن تتوقف عن ارتكاب الحرب، ولن توقف «الإبادة الجماعية»، إلا إذا تأكدت أن العالم كله لن يمدها بالسلاح ولن يتركها تفلت من العقاب!!
نقلا عن اخبار اليوم