جلال عارف يكتب: بلينكن.. هل من جديد؟!
هل من جديد يحمله وزير الخارجية الأمريكى "بلينكن" فى زيارته الرابعة للمنطقة منذ أن شنت إسرائيل حرب الإبادة على الشعب الفلسطينى فى غزة؟!.. ما زال مبكرًا أن نجد الإجابة عن السؤال، لكن -فى المقابل- سيجد بلينكن الجديد عند إسرائيل، وسيجد المنطقة كلها على حافة الانفجار بسبب الهوس الإسرائيلى، والمذابح التى تركت وراءها حتى الآن ما يقرب من ثلاثين ألف شهيد فلسطينى بمن فيهم سبعة آلاف مازالوا تحت الأنقاض، وسيجد أصابع الاتهام لسياسة واشنطون التى ما كان لإسرائيل أن تمارس هذا الجنون بدون دعمها الذى مازال هو المدد الرئيسى لحرب الإبادة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى.
سيجد بلينكن أن ما كانت تردده واشنطون بأن هدفها من التدخل هو منع توسع الحرب يتهاوى أمام استمرار المذابح الإسرائيلية من ناحية، وأمام السعى المستمر من جانب حكام إسرائيل لفتح جبهات أخرى أخطرها فى لبنان والبحر الأحمر سعيًا وراء صدام مع إيران تكون الحليفة الكبرى أمريكا حاضرة فيه..
وسيجد بلينكن أن المخطط الإسرائيلى لتهجير الفلسطينيين ماضٍ فى طريقه من جانب حكام إسرائيل، وسيقابله الرفض الجماعى لذلك من شعب فلسطين أولا، ثم فى كل العواصم العربية التى سيزورها. وسيدرك أنه لا معنى لأن تكرر واشنطون إدانتها لتصريحات الوزراء الإسرائيليين بهذا الصدد، ثم تواصل إرسال السلاح لمجرمى الحرب ليواصلوا مهمتهم!!
وسيجد بلينكن - مع هذا كله - أن الحقائق تفرض نفسها، وأن الدعم الأمريكى لم يكن لحماية "الحليف الديمقراطى" كما كانت تردد الدعاية الأمريكية والإسرائيلية معًا، لكنه دعم لكيان نازى تحكمه مجموعة من زعماء العصابات التى لا يجمعها إلا كراهية الفلسطينيين والعرب، والرغبة فى قتلهم واغتصاب أرضهم!! وسيجد "بلينكن" أنه لا توجد حكومة ولا ديمقراطية كما كانوا يزعمون، بل صراع على من يقتل أكثر، ومن يقود المنطقة إلى الانفجار. وسيكون السؤال الأساسى أمامه هو: كيف منحت أمريكا -ومازالت- تصريحًا بالقتل لكيان يقوده بن غفير، وسيموتريتش، وثالثهم نتنياهو الذى يعرفه بايدن أكثر من غيره؟! ثم.. هل ستعرف أمريكا كيف تنهى المأساة التى بدأتها بينما حليفهم الأساسى فى إسرائيل يعيش الفوضى، ويتجرع الفشل، ويخشى من لحظة تتوقف فيها النيران.. وتبدأ المحاسبة؟!.
إذا وجد "بلينكن" من يفاوضه تفاوضًا حقيقيًا فى تل أبيب، فهو يعرف أن مفتاح الحل هو الوقف الفورى لإطلاق النار.. وأن من يملك القرار ذلك هو من يرسل قنابل الموت وليس من يستخدمها، ومن يفتح خزائنه لتمويل قتل أطفال فلسطين، ومن يترك مصير المنطقة فى يد زعماء عصابات مثل بن غفير ونتنياهو!!
بدون رسالة واضحة وحاسمة لإنهاء الحرب، ستكون مهمة بلينكن استمرارًا للفشل الذى لا تتحمل أمريكا نتائجه فى المنطقة!!
نقلا عن اخبار اليوم