كرم جبر يكتب: أولياء الإخوان الفاسدين
ركب الإخوان مصر على ظهور أوليائهم الفاسدين، الذين فتحوا لهم ثغرة مثل خرم الإبرة، نفذوا منها وجعلوها نفقاً كبيراً، ومن مستصغر الشرر تشتعل أكبر الحرائق.
أتذكر قبل 25 يناير كان يطلق على جماعة الإخوان المحظورة، وفى برنامج تليفزيونى فى القناة الأولى، قال أحد المذيعين الشهيرين لمسئول كبير، هم ليسوا محظورين، أنتم المحظورون، فى تليفزيون الدولة وبرنامجها الأشهر.
وبعد 25 يناير امتطى زعماء الجماعة البرامج الفضائية الشهيرة، وكان لبعض الإعلاميين فى ذلك الوقت دور كبير فى تسهيل عملية السطو على الدولة المصرية، وفرشوا البرامج والحوارات بأفكار إخوانية.
وفى الركاب سارت قطاعات كثيرة مؤثرة فى المجتمع، أبرزها تغيير أغلفة الكتب المدرسية، ووضع صورة محجبة وملتح، إيذاناً بأخونة التعليم، جنباً إلى جنب الإعلام وبقية مؤسسات الدولة.
لم يخطر ببال الإخوان أن المصريين سوف يخلعونهم من السلطة، التى ألبسوها رداء الشرعية الزائفة، واغتروا بقوتهم الوهمية واستعانوا بأوليائهم الصالحين فى تثبيت أركانهم.
لا نريد أن ننكأ الجراح، ولكن منذ يونيو حتى الآن، تظهر على استحياء دعوات من أولياء الإخوان بنفس الأساليب القديمة، التى مهدت للاختراق، وأصبح ضرورياً سد الثغرات أولاً بأول.
منع الاختراق مهمة ليست سهلة، لأن أولياء الإخوان يتلونون بلون الأرض التى يقفون عليها، فيصعب أن تميز أشكالهم، وتبذل جهداً كبيراً حتى تفهم أفكارهم.
أولياء الإخوان يظنون أن «المسكنة» والاستضعاف، أشياء ضرورية فى المرحلة الحالية، حيث اشتدت قوة الدولة، وعادت أجهزتها الأمنية تراقب وتحدد وتضبط، وتنظف المسرح أولاً بأول.
ويظنون أن التحايل على السلطة يؤتى ثماره، فيؤيدون علناً ويطعنون سرا، ونحن فى مرحلة صعبة تحتاج الفرز وتحديد المواقف والبعد عن الالتباس، والتخلص من طريقة «أنا معك.. ولكن».
من باب التكرار أن نقول إن الخيانة دماء تجرى فى عروق الإخوان منذ نشأتهم حتى الآن، ولم تهنأ البلاد بالراحة منذ مولدهم الكئيب، ولم يتركوا نظاماً إلا ارتموا فى أحضانه بداية، ثم انقلبوا عليه فى النهاية.
ومن باب التكرار لأولياء الإخوان المتباكين على الديمقراطية، أن نقول ان الديمقراطية لدى الإخوان، هى عربة الشيطان التى يركبونها وصولاً إلى السلطة، ثم يقفزون من العربة ويحرقونها بمن فيها.
تجاربنا معهم أكثر مرارة، فبعد أن تابوا ورجعوا فى مبادرات السجون، عادوا بعد 25 يناير يتبرأون من التوبة، ويثنون على قتلة السادات، ويقولون إنه عمل شرعى كان واجبا على كل مسلم، وهو الذى أخرجهم من المعتقلات ومنحهم قبلة الحياة.
لم يذرفوا دمعة واحدة ولا كلمة اعتذار على شهدائنا الأبرار، واعتبروا قاتليهم من الإرهابيين شهداء يدخلون الجنة، فبأى وجه يتخفى أولياء الإخوان، ويدسون السم فى السم.
لا أدرى ما السبب بالزج بالإفراج عن الإخوان كلما تعرضت مصر لأزمة، وفى ذلك إيحاء كاذب بأن علاج مشاكل البلاد رهن بخروجهم من السجن، حتى فى وباء كورونا، ظهرت أصوات على استحياء تطلب العفو لهم دون سائر السجناء.
الإعلام وما أدراك ما الإعلام، حين تختلط الأوراق وتتخفى الميول والاتجاهات، وتتغير المبادئ بلون المسرح، ويرتدى أولياء الإخوان الفاسدون أثواب الناصحين.
نقلا عن اخبار اليوم