خالد ميري يكتب: عدوان جديد
للقضاء المصرى أحكام ساطعة، وللدستور والقوانين مبادئ راسخة.. حرية الصحافة والإعلام تقف عند حدود ما يمس الأمن القومى وأعراض وحرية المواطنين.. هى مبادئ يلتزم بها العالم من غربه لشرقه.
لذلك كانت السطور المشبوهة للمدعو «نيوتن» مجهول الاسم والهوية والانتماء عدواناً على الحرية، كما هى عدوان على الوطنية ودماء الشهداء.
فى مقاله «الأخير» بالزميلة المصرى اليوم «أول أمس» واصل الكاتب المجهول تراجعه واعتذاره، لكن مع التزامه بمبادئ المكابرة والمراوغة.. فهو يتراجع عن كلمات مسمومة كحاكم سيناء وإقليم سيناء لكنه يقول إنه اكتشف أن التعبيرين اللذين روجهما غير مناسبين، بينما يظل متمسكا بجوهر مقاله الذى فضحناه.. فهو لم يعتذر عن العبارات السوداء التى سطرها وادعى فيها كذباً أن أرض سيناء الطاهرة تشهد صفقات مشبوهة وأنها ملعب مفتوح للإرهاب وصحراء جرداء بلا تنمية.
«نيوتن» الذى ادعى أنه خبير اقتصادى أراد تحويل سيناء لاقليم مستقل له حاكم مستقل وقوانين غير مصرية.. على غرار نماذج صنعها الاستعمار القديم بقوة السيف والدم من هونج كونج إلى سنغافورة.. ولا أدرى هل هو مريض بعشق الاستعمار أم أن ثرواته مصدرها قوى الاستعمار من لندن إلى تل أبيب.
بعد مقال «صفقات مشبوهة» تصدت مجموعة من كبار الصحفيين والإعلاميين لفضح جريمة «نيوتن».. كما اهتمت وسائل الإعلام العالمية بما كتبناه، خاصة أن القضية تحولت إلى رأى عام، فأرض سيناء الطاهرة.. أرض الأنبياء.. التى ارتوت بدماء الشهداء فى كل العصور لم ولن تكون عنواناً لسطور مشبوهة، خاصة ان ما يطرحه خبير «الغبرة» نيوتن ليس جديداً.. فقد سبقه إليه إخوان الإرهاب فى سنة حكمهم السوداء لمصر.
لا أريد أن استبق تحقيق المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وهو يمارس دوره القانونى والدستورى، فاكشف عن شخصية نيوتن الذى كون ثروته الطائلة مستفيداً من كل العصور من أيام مبارك إلى الإخوان، ولا أريد أن اصدق أنه يحاول الدفع بشخص برىء ليدعى أنه نيوتن، فكلها أمور ننتظر أن يكشف عنها التحقيق.
المؤكد أن تراب الوطن الطاهر لم ولن يكون قضية قابلة للنقاش أو المزايدة.. من أجل هذا التراب ضحى الأجداد منذ 7 آلاف سنة بأرواحهم لتظل راية مصر عالية خفاقة، وبعد أيام نحتفل بذكرى تحرير سيناء، الذكرى التى حاول نيوتن استباقها بعدوان فاشل جديد على سيناء، هى ذكرى الشرف والتضحية والفداء للشعب وجيشه الباسل، نحتفل ومصر العزيزة تستكمل خطوات غير مسبوقة فى التاريخ لتنمية سيناء، وتواصل حصار الإرهاب ودفنه تحت التراب الحارق، كما حكم الرأى العام بدفن كلمات نيوتن المشبوهة تحت نفس التراب.
الآن.. نحن فى انتظار التحقيق.. من حقنا أن نعرف ما هى جنسية نيوتن المجهول.. ومن وراء ماكتب ويكتب.. ولماذا فى هذا التوقيت؟!
نقلا عن اخبار اليوم