محمد البهنساوي يكتب: حكم العشيرة.. عام كاشف رغم سواده
بالأدلة: الإخوان ..صدقهم كذب ..شجاعتهم خسة ..وسلميتهم قمة الدموية
فُجرهم وغرورهم فاق الحد .. وما ارتكبوه في عام لم يجرؤ حاكم علي فعله في عقود
عندما صرخ رئيس الشورى بالمؤسسات الصحفية " ليه مش بتعاملونا زي صفوت الشريف"
لماذا شعر المصريون بالغربة .. ولماذا ترحم المغررون بيناير علي أيام مبارك؟!
العنف دينهم ..وهدم الأوطان دستورهم ..وموقفهم من الجيش يكشف حقيقة غايتهم!
سيناريو المخطط الدولي الذي بدأه الإخوان وأفشله الجيش :-
** طمس الهوية والقوميات و هدم المؤسسات والأجهزة الأمنية
** الاتحاد تحت خلافة تزعم التدين وإسقاط باقي الدول العربية
** منح الثروات لقوى دولية وإقليمية وتوزيع الفتات علي المتعاونين
" إنقاذ وطن " .. هكذا يمكننا أن نوجز أهم ما أنجزته ثورة " 30 يونيو " .. وقرارات 3 يوليو وما تلاهما من أحداث .. فقد جاء عام حكم الإخوان كاشفا للكثير من الحقائق ومُفعما بالعديد من المخاطر التي لم تُهدد فقط اقتصاد مصر أو أمنها وأمانها.. إنما استهدفت تركيبتها السياسية والاجتماعية والوطنية .. وحاولت تفتيت الخلطة الجينية الفريدة للمصريين والراسخة منذ أجدادنا الفراعنة .. وهذا أخطر ما في هذا العام الأسود الذي شعرنا فيه جميعا بالغربة عن وطننا لأول مرة.. هذا الوطن الذي كان يُقاد إلى مصير مجهول .. لكنه معلوم ومخطط له ممن يتربصون بمصر وإستنزفوا طاقتهم عقود في الإيقاع بها .. وجاءتهم الفرصة ذهبية سهلة في هذا العام .. لولا ثورة الشعب التي جاءت من أعمقاهم .. وتدخل القوات المسلحة وقائدها العام الفريق أول عبد الفتاح السيسي بشكل حاسم وقوي ليعدل دفة الوطن من جديد .. وينهي غربة أبنائه.
لقد شهد هذا العام العديد من الخطايا التي فاجئت الجميع وجعلت وقتها حتي من كانوا يؤيدون ثورة يناير ورضوا علي مضض بحكم المرشد والعشيرة آملين في التغيير .. دفعتهم أفعال الإخوان وجبروتهم أن يترحموا علي أيام مبارك ويلعنون اليوم الذي جاء بهؤلاء الناس الغرباء علينا والمُختلفين عنا ليجثموا فوق صدورنا محاولين هدم الوطن الذي نعشقه بلا رحمة ولا هوادة مقوضين أركانه الثابتة لعقود وقرون !
خطايا .. عطايا .. وعبيد !
ومن بين الكثير من خطايا هذا العام يمكننا أن نرصد أهمها .. ويأتي في مقدمتها كما قلت محاولات طمس الهوية المصرية الوسطية المتسامحة البعيدة كل البعد عن العنف والتشدد .. وخلق هوية جديدة تواجه بالقوة كل من يخالفها وتهدد بالنيل منه ومن حياته .. تلك الهوية الجديدة التي أشعرتنا بالغربة والإغتراب كانت تتماشي مع أهداف الجماعة وأهداف كل القوى التي تساندهم بخلق شرق أوسط جديد لا هوية ولا قوميات له .. شرق أوسط تتلاشى فيه الأعراق والقوميات .. وتُطمس حضارات .. وتٌشوَه ثقافات .. وتٌمحي وطنيات ويساق الجميع ولو بالقوة والعنف لإخضاعهم مبدئيا لحكم من يدعون التدين ثم يذوب الجميع أيضا بعد ذلك سواء رضاء او غصبا في بوتقة تحكمها مركزية إقليمية ترفع كذلك راية الدين الخداعة تمهيدا لأخضاع المنطقة لقوي دولية وإقليمية بعينها تسيطر علي المنطقة بأثرها لحسابات ومصالح كل أوطاننا وشعوبنا العربية خارج تلك الحسابات .. وعندها تجلس تلك القوي علي أجساد أوطاننا وأشلاء قومياتنا يتقاسمون الغنائم من كنوز وخيرات شعوبنا .. ومن الفتات يكافئون من تعاون في إنجاح هذا المخطط .. ويقبض الثمن من نفذ لينتقل كل هؤلاء المتعاونون والمنفذون دول وجماعات ومنظمات بعد ذلك الي خانة العبيد.
بالطبع هناك من سيختلف معي .. قليلهم سيلجأ للمناقشة .. وأغلبهم سيسفهه ويكيل لي من السباب أسفله .. ومن الأوصاف أحقرها .. ومن الدعوات ألعنها .. فهناك وللأسف من لم يشف بعد من أمراض تلك السنة الكبيسة وأعضلها عدم قبول الإختلاف وإنزال لعنة الله علي المخالفين لارائهم .. لكني مصر علي الكتابة باستفاضة وعن قناعة تامة ويقين من خبر هذا العام وعاش عن قرب بعض تفاصيله ولا يحق أن نخفي ما علمنا أو نتجاهل ما فهمنا من تحليل هذا الذي علمناه
الأخونة بين الإخضاع والتفكيك والتنكيل !!
ولمن يشكك في محاولة الجماعة السيطرة علي مفاصل الدولة وأجهزتها تمهيدا لإخضاعها أو تفكيكها .. فماذا يقول عن الأخونة التي لم تهدأ منذ اليوم الأول لحكمهم.. والتنكيل بكل منرفضها .. ولم يكن لفجرهم وغرورهم حدا .. ووصف الفجر والغرور له سببين الأول أنهم جاءوا بعد ثورة ورغبة جامحة في التغيير ومنع السيطرة ولم يردعهم هذا ولم يقفوا عنده .. وثانيا أنهم فعلوا في عام ما لم يجرؤ حاكم علي فعله في عقود .. فحتى أيام مبارك كان يقبل المخالفين بل والمعارضين له وهل أدل علي ذلك من وجود الإخوان أنفسهم في مناصب قيادية بالعديد من مؤسسات الدولة وقت مبارك ؟ .. أما هم فبدأوا سياسة انتقائية لكل رجالهم إقصائية لكل المختلفين معهم .. ونشر أذرعهم بكل مؤسسات الدولة .. لدرجة أنهم خططوا لأخونة الجيش والشرطة والقضاء .. وبعد أن إستعصت عليهم بدأوا المواجهة .. فهل نسينا ماحدث بالنائب العام المحترم المستشار عبد المجيد محمود ومحاولات فرض قبول أبناء الإخوان بالجيش والشرطة ووبسط نفوذ رجالهم بالقضاء عنوة وقبول أعداد من أبناءهم بالفعل بالنيابة العامة .. و هل نسينا حصار المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي وسيطرة أتابعهم علي المجلس الأعلي للصحافة وهم من غير المهنيين .. وهنا لن أنسي ما حييت ما قاله لي رئيس مجلس إدارة مؤسسة صحفية قومية كبري عن غضب رئيس مجلس شورى الإخوان منهم وسؤاله لهم بعصبية وأمر " أنتوا ليه مش بتعملوا معانا زي ما كانوا بيعملوا مع صفوت الشريف ورجالته " .. أليس هذا الفجر والجبروت بعينه ؟! ورغم عدم إرتياحي بشكل عام لصفوت الشريف لكني أثق أنه لم يكن بهذا الفجر والغباء والبجاحة .. هذا في مجالنا .. وفي باقي المجالات حدث ولا حرج من نشر رجالهم بالمجالس المحلية والمناصب والوظائف التي أنهالت علي أبناءهم ومحاسيبهم.
الصدق والوطنية .. ثوابت مغايرة ومعايير خاصة
وليحدثني أحد عن معنى الوطنية والحرية والديموقراطية لدى الإخوان .. ناهيك عن ثوابت دينية مثل الصدق والأمانة والشرف .. إن مصر لم تكن تعني لهم شيئا سوى محطة مهمة وفيصلية في قطار الخلافة يقف فيها .. يزلزلها .. يزعزعها .. ولابأس من هدمها ثم مواصلة مسيرته .. لكن بفضل الله تحولت إلى المحطة الصلبة التي تحطم عليها أحلام الطغاة ومؤامرات المتربصين .. فكنا نسمعها منهم دائما وباللفظ " مصر مش في دماغنا .. دي مجرد محطة للخلافة " .. وأياكم ان تعتقدوا أن هتاف أذنابهم حاليا للطاووس التركي وإمنياتهم أن يهزم جيشه الجيش المصري بأنها نابعة من نفاقهم حاليا لمن يأيوهم .. لكننا اكتشفنا أنها عقيدة راسخة لدى كل إخواني .. إذن لايعرفون معنى وطن ولم تهزهم مشاعر الوطنية .. أما الديموقراطية فتلك كفر بيِن لديهم .. فأمرهم شورى بينهم .. وبينهم تلك عائدة علي كل ما هو إخواني يجيد السمع والطاعة لا تنسحب أبدا علي من يخالفهم .. فهو أثم قلبه لا حقوق له.
نصل للصدق أهم صفات المؤمنين .. فلنتابع صدقهم في تلك المرحلة لنتأكد أنه عين الكذب .. ألم يعلنوا أنهم لن يشاركوا في ثورة يناير تقربا لمبارك ونظامه وعندما طابت ثمار الثورة .. هجموا عليها ليقطفوها وحدهم .. ولم يتركوا لزارعي تلك الثمار حتي الفتات .. ثم أعلنوا أنهم لن يترشحوا الا علي 30% من مقاعد مجلس الشعب .. لكنهم إستحوذوا عليه شبه كاملا الا من بضع مقاعد لشركاءهم السلفيين ..وأعلن مرشدهم في مؤتمر صحفي عالمي أنهم لن يخوضوا الإنتخابات الرئاسية .. وأدرك البعض انهم سيناصرون مرشحا يبدو ظاهريا أنه ليس منهم .. ألا أن فجرهم وكذبهم جعلهم يدفعون بمرشحين إثنين .. وأقسموا ألا يستحوذوا وحدهم علي الحكم والبلد .. وحنثوا .. وأن يحموا الحريات .. وكذبوا .. وأن يحقنوا الدماء وخانوا قسمهم.
بالدليل .. سلمية مزيفة وشجاعة وهمية ودموية راسخة
ونصل إلى نقطة مهمة ف هذا الرصد التحليلي .. ومحاولة البحث عن سلمية الإخوان ودمويتهم وتضحيات قادتهم .. لنجد أن السلمية شعار مزيف .. والتضحية وهم خداع .. فالمصلحة عقيدة .. والدموية والجبن طبع غالب دائما .. ففي تلك الفترة التي نتحدث عنها أيضا نستطيع رصد ما يلي :- الدماء التي سالت خلال أحداث ثورة يناير ومحاولة إلصاقها تارة بالشرطة واخري بأنصار مبارك وثالثة بالمجلس العسكري .. أما هم فملائكة من السماء .. لكن ماذا عن الشياطين الذين إنتشروا في كل ميادين مصر بمجرد انتهاء الإنتخابات الرئاسية وبدء الفرز .. مؤججين مشاعر الكراهية .. منصبين مرشحهم رئيسا علي أسنة التهديد بحرق مصر لو لم يُعلن فوزه رسميا .. وقد حدث وأًعلن فوزه .. ثم حصارهم للمحكمة الدستورية مهددين بحرقها إذا لم تعيد مجلسهم .. والتهديد الجسدي للنائب العام عبد المجيد محمود اذا لم يستجب لهم وغيرها من اعمال العنف والتهديد والوعيد والتنكيل بالمخالفين لهم.
وصولا الي الأيام القليلة التي سبقت ثورة 30 يونيو .. فقد رفضوا كل نداءات الجيش وقتها والإجتماعات التي دعا اليها قائده العام لرأب صدع القوي السياسية وإعادة اللحمة الوطنية بينهم بما فيهم الإخوان أنفسهم .. لكن أي وطنية تتحدث بها لهؤلاء .. رفضوا كل النداءات.. وغرتهم الأماني وغرهم بشعب مصر الغرور .. أنهم سيرهبونه بحشودهم .. وتفزعه صيحاتهم وتهديداتهم .. وإستبقوا ثورة الشعب بأيام كعادتهم بملئ ميدان رابعة وغيره بحشودهم ونفس التهديد والوعيد .. لكن لله درك أيها الشعب العظيم وما قدمته من رمز للفداء والتضحية ورفض الأخونة وكفرك بدين بيع الأوطان وإحتشد ملايين المصريين بالميادين رافضين تهديدات العشيرة محاولين وقف بيع وطنهم بسوق النخاسة الدولي.
غشاوة القلوب .. والوعد الأمريكاني
وجاءت القرارات المنتظرة والمشهودة يوم 3 يوليو .. وكأن علي عيونهم غشاوة وفي أذاهم وكرا وعلي عقولهم وقلوبهم أكنة أن يستوعبوا الدرس ويفقهوه .. نشروا رجالهم يعيثون في الأرض فسادا وإفسادا .. قتل وحرق وتدمير وتمسكوا بحشودهم وغيهم وجبنهم وفسادهم في ميدان رابعة وغيره .. مهددين .. متوعدين .. للقتل والتخريب داعين .. وكان ما كان علي مدار أسابيع .. معلنين عدم تراجعهم حتي يلج الجمل في ثم الخياط .. معولين علي الوعود الأمريكية بنصرتهم !! .. ولمن لا يزال يراهن علي أكاذيب التضحية والفداء والمظلومية التي يعيشون فيها فليسأل نفسه .. أين كان قادتهم وقت الفض .. ولماذا تركوا شبابا مخدوع فيهم يهدد قوات الفض .. حتي في تلك اللحظات لم تأخذهم الرحمة والشفقة بأتباعهم لينصحوهم بمغادرة الميدان من الممرات الأمنة العديدة التي فتحتها لهم قوات الأمن .. تركوا الشباب المغرر به والمخدوع في شعاراتهم .. ولاذ القادة بالهرب والفرار كالفئران تاركين الميدان يستعد لحرب أهلية علي حد فكرهم .. فلتكن الحرب وليكن الضحايا طالما هم بمنأي عنها.
مبارك والجيش .. والمقارنة الجبرية!
وأجدني هنا قبل أن أنهي مقالي مدفوعا لمقارنة قد تبدو غريبة .. لكنها جبرية أمام من ينخدع بمظلومية هؤلاء .. فإذا كنت قد أشرت إلى أن بعض المتعاطفين مع ثورة يناير أو إن صح التعبير من انخدعوا بها قد ترحموا علي أيام مبارك .. فلم لم يكن هذا فقط بسبب جبروت وغرور هذه الشرزمة .. لكن هناك أسباب عديدة أخري .. أعظمها حرص الرئيس الراحل حسني مبارك رحمه الله علي دماء شباب الثورة .. وحرصه الأشد علي جيش مصر وألا يغرق في مواجهة مع شباب حتي لو كان " أرعن ومتهور ومغرر به " ولو كان المقابل تنازله عن الحكم .. كما أن أنصارهلم يلجأوا للعنف .. ولم ينالوا من جيش بلادهم لإيمانهم أن قوة هذا الجيش صمام الأمان لمصر وإستقراها .. وعلي العكس تماما تجد الإخوان وأتباعهم فلأنهم كما قلنا أنهم لا يؤمنون بالوطن ولا يعرفون الوطنية .. المهم مصلحتهم وغايتهم حتي ولو كان الثمن سقوط مصر وهدم جيشها .. وهو ما لن يحدث أبدا بإذن الله الحارس لهذا الوطن وجيشه
الآن .. وبعد تلك السنوات السبع علي ثورة 30 يونيو .. اعتقد أنه حصحص الحق وزهق الباطل والإفك .. ورغم ذلك لازال هناك من يعتبر ما حصل فسادا وإفسادا في الأرض .. هل هناك فساد يعمر الأرض لا يخربها .. وينشر النور مبددا عتمة عقود .. وقلوب .. ويحيل الصحراء خضارا ويعيد كتابة التاريخ من جديد علي أرض كنانة الله في أرضه .. مصر .. ليميز الخبيث من الطيب والفاسد من المنقذ والولاية الخانعة من الوطن الشامخ ..ولا نملك بعد كل هذا الا ان نقول وبحق " تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر "
نقلا عن اخبار اليوم