دينا شرف الدين تكتب: أين جيوش أردوغان من تحرير القدس؟(2)
وما زال مخبول استنبول الذي غره بنفسه الغرور، آملاً في عودة المجد لدولة الخلافة الزائلة التي تأسس عرشها على حساب ملايين الضحايا من الأبرياء وتخريب الدول ونهب واستنزاف خيراتها، ناهيك عن المذابح الدامية كمذبحة الأرمن وغيرها من الجرائم البشعة التي سجلها التاريخ بسجلاته لإدانة الدولة العثمانية البائدة، والتي يتطلع هذا الإخواني النشط الذي يحكمها لعودة أمجادها والانفراد بعرشها كخليفة للمسلمين، ضمن خطة التنظيم الدولي للإخوان المتأسلمين لإحياء الخلافة من جديد.
ولكن:
هذا العبث بمقدرات الدول الشقيقة بالمنطقة في ليبيا وسوريا والوجود غير الشرعي وغير المبرر بأراضيها غير مقبول و لن تسمح به مصر دعماً للأشقاء، وخاصة إن كان هذا الوجود يهدد أمنها بشكل أو بآخر و تحديداً في ليبيا التي باتت مسرحاً للنزاعات بين حكومة تدعي أنها شرعية قد انتزعت اعتراف بعض الدول بها، تستقوي بتركيا وعدد من تنظيمات الإرهاب المسلحة بتمويل تركي وما خفي كان أبشع!
ولا يخفى على أحد منا ما يسعى له أردوغان وفق خطة مكشوفة للاستحواذ على بترول ليبيا إلى جانب الحلم الأبعد بالخطة وهو الاقتراب من الحدود المصرية في محاولة بائسة لاستعراض القوة والاستفزاز لقيادتها التي باتت من ألد الأعداء لهذا الأردوغان، ذلك بعد أن أطاحت بإخوانه من حكم البلاد إلي غير رجعة فى غضون العام وكشفت وجوههم الخادعة علي حقيقيتها أمام جميع المخدوعين،
فتم كشف المستور وفضح المؤامرة الكبري التي كان "أردوغان" شريك أساسي بها كأهم أعضاء التنظيم الدولي للإخوان و أكبر ممولي العمليات الإرهابية بالمنطقة على رأسها مصر.
لتطيح مصر بآماله و تحبط مخططاته ومن اتبعه و من وراءه و معه من الغاوين.
فلن ننسى يوماً تعليقه بالعام الماضي على أزمة القدس عندما أعلنها الرئيس الأمريكي عاصمة لإسرائيل، والذي يستوجب الرد القاسي بما يتناسب و بجاحة الكلمات !
فقد قال: ( إذا فقدنا القدس فلن نستطيع حماية المدينة المنورة، وإذا فقدنا المدينة فلن نستطيع حماية مكة، وإذا فقدنا مكة سنفقد الكعبة ) !!
تصفيق حاد: لهذه الكلمات البلهاء الركيكة التي لا تنم إلا عن خبل غير قابل للشفاء.
فلم لا يجمع جيوشه الجرارة ويقويها بعشرات التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي يمولها ويرعاها كشريك أساسي ضمن مجموعة من الشركاء و الرعاة.
وبدلاً من تصدير هذه الأعداد الهائلة من القتلة المجرمين لهدم و تفكيك دول الإسلام و قتل المسلمين بسوريا و ليبيا، فلتذهب بهم جميعاً لتحرير القدس التي تخشي عليها من بطش و سيطرة اليهود و التي إن سقطت ستسقط المدينة و مكة و الكعبة علي حد قولك؟
اللهم احفظ القبلتين من دنس الشياطين و اضرب الظالمين بالظالمين.
وما زال الخليفة المنتظر يجلس على عرش خلافته الذي يحمله عبيده من القتلة و المتأسلمين فوق بحار من الدماء تمتلئ بجثث الأبرياء من النساء والشيوخ و الأطفال !
ولكن عليه أن يتأكد أن الجيش المصري لن يتردد في الدفاع عن دول الجوار و خاصة التي تشترك معنا بالحدود مثلما فعلها عدة مرات بشهادة التاريخ.
فكم دفعنا من أرواح جنودنا وأموالنا للدفاع عن فلسطين وغيرها من دول العرب الشقيقة كاليمن والخليج و لم يتأخر جيشنا يوماً عن مساندة و دعم الأشقاء في محنهم.
كما لن يتخلي يوماً عن دعمنا ومساندتنا جميع الإخوة بدول المنطقة العربية، فقد أعلنت منذ أيام قليلة المملكة العربية السعودية أن أمن مصر هو جزء لا يتجزأ عن أمن المملكة و كذلك أعلنت الإمارات العربية المتحدة دعمها الكامل لمصر و أمنها وحربها على الإرهاب.
سيد أردوغان:
عليك بجمع الجيش التركي وميليشيات الإخوان المسلحة وتنظيمات القتلة المتأسلمين لتحرير القدس من الصهاينة، بدلاً من تركيز كل مجهوداتك ومن معك ممن ذكرتهم لضرب بلاد المسلمين و علي رأسهم مصر التي تسرق النوم من عينيك وتسبب لك الأرق المزمن، فقد أحبطت وأضاعت كل خططك و تمويلاتك أنت و من تبعك من الغاوين.
حفظ الله مصر و قيادتها وجيشها و شعبها من كيد الكائدين.
نقلا عن اليوم السابع