خالد ميري يكتب: جيش الحق المبين
تحكى جدران المعابد أن الجيش المصرى لم يكن يوما جيشا غازيا، وأنه لم يغادر حدود مصر إلا لدفع ضرر محقق وحماية أمننا القومى وردع الطامعين والغزاة، ويحكى تاريخنا الإسلامى عن خير أجناد الأرض فهم جند الحق والسلام، جيش يجنح للسلم ولكنه لا يقف مكتوف الأيدى أمام التهديد المباشر للأمن القومى المصرى والعربى.
البرلمان الليبى هو السلطة الشرعية المنتخبة والوحيدة فى الدولة الشقيقة لم يجد أمامه سوى أن يستنجد بمصر وجيشها لحماية الأشقاء من الغزو العثمانى الطامع فى خيرات وبترول وغاز الأشقاء، وشيوخ القبائل وبينهم حفيد الزعيم الليبى التاريخى عمر المختار جاءوا للقاهرة يطلبون الحماية والعون والمدد من الشقيقة الكبرى مصر.
وكانت كلمات الزعيم عبد الفتاح السيسى من المنطقة الغربية فى وضوح شمس أغسطس وهو يؤكد أن خط سرت - الجفرة هو خط أحمر، لا يمكن السماح لجماعات الإرهاب التى يقودها سلطان الدم إردوغان بتجاوزه، لأن فى ذلك مساسًا واضحًا ومباشرًا بالأمن القومى المصرى.
مصر لن تقف مكتوفة الأيدى عندما يدق الإرهاب أبوابها الغربية ليهدد حاضر ومستقبل وطننا وشعبنا، مصر لن تقف مكتوفة الأيدى وهى تسمع استغاثة أهلنا فى ليبيا وطلبهم للعون والمدد.
منذ بداية الأزمة الليبية كان موقف مصر واضحا لا ينحاز إلا للأشقاء ولا يقصى أحدا، وعندما صدر إعلان القاهرة كان واضحا أنه يمنح كل أبناء ليبيا الحق فى المشاركة فى قيادة بلادهم والاستفادة من خيراتها، مصر لا تريد مطمعا ولا تبحث عن مغنم، قالها زعيم مصر فى كل المحافل الدولية بلسان مصرى عربى مبين، وبكلمات واضحة لا لَبْس فيها.. لا حل للأزمة الليبية إلا الحل السياسى وخروج جماعات الإرهاب من ليبيا ومشاركة كل أبناء ليبيا فى صناعة مستقبلهم، مصر كانت وستظل مع الحفاظ على وحدة التراب الليبى ودعم الجيش الوطنى والمؤسسات الوطنية، هذه رسالتنا كانت وستظل.
وعندما وافق البرلمان المصرى بالإجماع على خروج قواتنا المسلحة الباسلة فى مهام قتالية خارج حدودنا وداخل ليبيا، كان يعبر عن إرادة الشعب المصرى الكاسحة ويستجيب لإرادة الشعب الليبى، نحن دعاة سلام لكننا لا يمكن أن نقبل التعدى علينا أو على جيراننا الأبرياء، جيشنا الأقوى فى المنطقة ويمتلك القوة الحاسمة لإنهاء الحرب فى أسرع وقت والانتصار للحق والشرعية، من حقنا الدفاع عن أنفسنا وأمننا والدفاع عن أمن وسلامة الأشقاء فى ليبيا.
جيشنا درعنا وسيفنا، والحق لا بد له من قوة تحميه، ولهذا كان زعيم مصر واضحا وهو ينفذ بكل حسم وحزم خطط تحديث وتدريب قواتنا المسلحة بعد ثورة يونيو العظيمة، دروس التاريخ علمتنا أن بلدنا دوما كان مطمعا للصوص الأوطان، ولهذا كان الخيار واضحا وفى سنوات قليلة كان جيشنا قد أصبح القوة التاسعة عالميا، لكنه كان وسيظل جيش الحق والشرعية.
مصر الكبيرة تجنح للسلم فى كل خطواتها ولكن عندما يتعرض أمن الشعب للخطر، فللشعب جيش يحميه وقادر على تدمير من يريد به شرا، نعيش فى عالم لا يستمع إلا لصوت الأقوياء ومن لا يمتلك قوة تحميه تضيع حقوقه وحياته ويدفع أثمانا غالية.
تحكى كتب التاريخ أن جيشنا خير أجناد الأرض لم يخذل شعبه يوما، كما تحكى عن شعب لم يخذل جيشه يوما.. هذا شعب مصر يريد الحياة وهذا شعب ليبيا الشقيق يريد الحياة ويستنجد بنا، وجيشنا لها وبإرادة الله وعونه سيكون النصر المبين، ففى النهاية لا ينتصر إلا الحق.
نقلا عن اخبار اليوم