مصراوي 24
بوتين يلتقي مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني في روسيا |ماذا حدث؟ رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن مدبولي يوجه بعقد اجتماع مع مسئولي قطاع السيارات وممثليه لمناقشة المعايير التي يمكن وضعها لتحقيق مستهدفات الدولة رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً لبحث المعايير والضوابط النوعية لتنظيم سوق السيارات في مصر باسل رحمي: 75 مليون جنيه للمشروعات الصغيرة بنظام التأجير التمويلي بجميع محافظات الجمهورية البترول: «بيكر هيوز» العالمية تتجه لضخ استثمارات جديدة في مصر الصحة العالمية: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حققت هدفها تراجع مؤشرات البورصة بختام تعاملات الخميس رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن الامام الاكبر يهنئ الرئيس السيسى والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوى الشريف وزير البترول يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنفيذى لشركة بيكر هيوز العالمية والوفد المرافق له وزير الصحة يستقبل رئيس اتحاد المستشفيات العربية لمناقشة سبل التعاون المشترك لدعم القطاع الصحي
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 23 نوفمبر 2024 03:02 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ

محمد ابو العينين يكتب: مصر والكويت.. تاريخ ناصع لا تدنسه الأحقاد

لا يمكن بحال من الأحوال اختزال العلاقات الوطيدة والأُخوة التاريخية بين مصر والكويت من خلال سِجال مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية حادث فردي بين مواطن كويتي، ومواطن مصري، استغلته أطراف مغرضة لتأجيج الفتنة والعبث بالتاريخ الناصع للعلاقات الأخوية بين البلدين في أوقات الحرب والسلم.

العلاقات المتأصلة بين مصر والكويت لم تكن وليدة الصدفة، وإنما تضرب في أعماق التاريخ، وتمتد إلى الحاضر، تُزينها المواقف الشجاعة والمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين، بحيث لا يمكن أن تتأثر بصغائر الأمور أو تخضع لمن يريد تأليب الشعبين، وخلق مجال للفرقة من خلال منشورات غير مسؤولة على مواقع التواصل الاجتماعي، من أفراد لم يكتمل لديهم النضج السياسي والشعور الوطني الخالص المستمد من قوة التآخي وأمجاد القومية العربية.

إن العقلية الدبلوماسية لمصر والكويت، قادرةٌ على صد كل محاولات بث الفتنة وتضخيم الأحداث واستغلال النفوس الضعيفة، لتبقى الصفحة التاريخية للبلدين الشقيقين ناصعة كما بدأت وحيثما تسير، يدًا بيد وكتفًا بكتف في مواجهة التحديات الراهنة، كما كانت قديما في أحداث تاريخية لا تعرف التأويل ولا تقبل التزييف.

لقد كانت دولة الكويت الشقيقة من أولى البُلدان التي لبت النداء المصري عام 1973 خلال حرب أكتوبر المجيدة، من خلال حرب اقتصادية بحظر تصدير البترول للدول المعادية، ومما يجب ذكره أن الكويت شاركت بقوات عسكرية أيضا في انتصارات أكتوبر من خلال سرب طيران جوي استقر في العمق الاستراتيجي المصري إلى جانب القوات المصرية، في قاعدتي قويسنا وحلوان العسكريتين وتدرب على ضرب أهداف للعدو لمدة 7 شهور كاملة قبل أن يغادر إلى الكويت منتصف عام 1974.

وعلى الجانب الآخر كانت مصر على الموعد وعند حُسن الظن كدولة عربية شقيقة لديها جيش قوي يحمي العروبة ولا يقبل العدوان، فكانت مصر أول من لبى استغاثات الكويت بالمجتمع الدولي والدول العربية إبان الغزو العراقي للبلاد، من خلال إرسال عشرات الآلاف من المقاتلين فيما عرف بعملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت، ولم يخرج آخر جندي مصري من بلده الثاني الكويت إلا ومقاليد حكم البلاد وثروات شعبها في حيز حكمه وتحت سيطرته.

هذا التاريخ النضالي المشترك، والفداء بالروح والدم لا يمكن التخلي عنه أو تجاوزه إلى سفاسف الأمور، إذ أن العلاقات بين مصر والكويت ستبقى أكبر من أي خلافات فردية أو أحداث عابرة، ولن تتأثر بأحاديث الفتنة وشياطين الفرقة الذين يخوضون حروبا بغيضة لا تستقيم مع روح التآلف والمحبة والتآخي بين مصر وأشقائها العرب، ويسعون إلى تسميم التاريخ النضالي والمصير المشترك، لكن هيهات أن يصل هؤلاء إلى مبتغاهم في ظل قيادة سياسية حكيمة تعرف معنى الوحدة وتُقدر حجم التحديات المشتركة بوجود الرئيس عبد الفتاح السيسي زعيما لمصر وقائدا لنهضتها الحديثة، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميرا للكويت ونصيرا لعروبتها وحافظا لمجدها.

إن ما يُحاك من قوى الشر في المنطقة، يجعلنا أكثر تماسكا بوحدتنا واعتزازا بنضالنا، لردع دخلاء الفتنة وأصحاب المطامع، وكبح جماح المد الشيعي في بلاد الخليج، والذي يتخذ مسارات عسكرية مسلحة تؤججها كيانات دولية تعبث بأمن دول الجوار وتنال من استقرارها، كما هو الحال في اليمن الشقيق، ولأجل ذلك فإن مصر والكويت تتفقان في الرؤية وتتحدان في الهدف وتعملان سويا من أجل المصلحة المشتركة والمصير الواحد.

ولعل بيان الخارجية المصرية كان بليغا ومعبرا عن مدى الترابط الوثيق بين البلدين، شعبا ودولة، والنضالات المشتركة التي امتزجت فيها دماؤهم الذكية، وفي المقابل، بادرت الكويت بمراجعة قرار وقف رحلات الطيران من مصر، تسهيلًا لعملية التنقل والتواصل بين البلدين الشقيقين.

في الأخير.. مصر والكويت وجدان عربي متأصل، ومصير نضالي مشترك، وإن محاولات الوقيعة الخبيثة بين البلدين من طرفٍ حاقد لن تجدي نفعا أو تنال من الرباط الوثيق بين البلدين، فهم شعبُ واحد وقلبٌ واحد.

نقلا عن صدى البلد