جلال عارف يكتب: يرتعدون خوفاً بعد سقوط «عزت»
سقط القيادى الإخوانى الهارب من العدالة محمود عزت وكان حتما أن يسقط. كل القصص الكاذبة التى حاول الإخوان ترويجها عن هروبه للخارج كان كل المتابعين لنشاط الجماعة وتاريخها يعرفون جيداً أنها غير حقيقية. ولو كان الرجل فى الخارج لأمسك بقيادة فلول الجماعة علنا وأوقف الصراع المجنون بين أجنحتها على المال والنفوذ فى جماعة تعرف جيدا كيف تجمع بين «البيزنس» و«الإرهاب» وكيف تضع كلا منهما فى خدمة الآخر، ثم تتوهم انها قادرة على خداع العالم كله وهى ترفع زورا وبهتانا رايات الدين الحنيف الذى ما أساء له أحد بقدر ما أساءوا هم!! يسقط «عزت» ومعه أسرار أكثر من نصف قرن فى عالم الإرهاب الإخوانى. الرجل الذى بدأ نشاطه الإرهابى مبكرا فى منتصف الخمسينيات ليكون احد المتهمين فى قضية التآمر التى قادها سيد قطب، ظل فى سرداب الإرهاب المظلم حتى سقط بالأمس. ومع سيطرة الجناح القطبى على أمر الجماعة أمسك الرجل بكل الملفات المهمة.. بدءا من الأجهزة السرية وسراياها المسلحة، وحتى التنظيم الدولى الذى يمتد بنفوذه وتآمره إلى الدول العربية والإسلامية وبعد سقوط حكم الإخوان كان هو القيادة الأكبر والاخطر خارج السجون، وتولى موقع القائم بعمل المرشد من مخابئه التى تنقل بينها حتى وقع فى قبضة العدالة.
اللوثة التى ظهرت فى الإعلام الإخوانى العميل فى اسطنبول والدوحة وغيرهما تكشف عن حجم ذعر الفلول الهاربة من أثر الضربة التى يمثلها سقوط عزت وما يمكن أن يكشف عنه من أسرار. هذه الفلول تعرف أن الطريقة التى سقط بها عزت تعنى انه كان تحت الرقابة لفترة طويلة، وتقول لهم ان مصر لن تكون ـ بالنسبة لهم ـ إلا الأرض التى يتم فيها القصاص العادل منهم على جرائمهم فى حق الدين والوطن التى لم يتوقفوا عنها على مدى ما يقرب من قرن كامل منذ نشأة «الجماعة» فى أحضان الاحتلال البريطانى وتحت رعايته!! فى انتظار نتائج التحقيقات مع محمود عزت، يبقى الرجل رسميا هو القيادة المسئولة عن جرائم الأجهزة السرية للجماعة التى قادها فى الداخل حتى سقوطه، ويبقى هو المسئول أيضا عن أجنحة «الإخوان» فى الخارج بما فيها ما يفعله الغنوشى فى تونس، وما تفعله فروع الجماعة الإرهابية فى ليبيا وسوريا واليمن وما يفعله المتآمرون العملاء فى الدوحة واسطنبول، وكلهم الآن يعرفون حجم الورطة التى يعيشونها حين يكون من كان يقودهم حتى اليوم فى قبضة العدالة المصرية.
نقلا عن اخبار اليوم