مصراوي 24
بوتين يلتقي مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني في روسيا |ماذا حدث؟ رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن مدبولي يوجه بعقد اجتماع مع مسئولي قطاع السيارات وممثليه لمناقشة المعايير التي يمكن وضعها لتحقيق مستهدفات الدولة رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً لبحث المعايير والضوابط النوعية لتنظيم سوق السيارات في مصر باسل رحمي: 75 مليون جنيه للمشروعات الصغيرة بنظام التأجير التمويلي بجميع محافظات الجمهورية البترول: «بيكر هيوز» العالمية تتجه لضخ استثمارات جديدة في مصر الصحة العالمية: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حققت هدفها تراجع مؤشرات البورصة بختام تعاملات الخميس رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن الامام الاكبر يهنئ الرئيس السيسى والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوى الشريف وزير البترول يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنفيذى لشركة بيكر هيوز العالمية والوفد المرافق له وزير الصحة يستقبل رئيس اتحاد المستشفيات العربية لمناقشة سبل التعاون المشترك لدعم القطاع الصحي
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 23 نوفمبر 2024 03:20 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ

كرم جبر يكتب: إعادة ترسيم الأخلاق !

سمعت مرة المرحوم الدكتور زويل يفسر سر هروبه من مصر ونجاحه فى أمريكا.. فقال: فى أمريكا يبدأ الأستاذ العمل فى المعمل مبكراً، وبعد انتهاء دوامه يكتب تقريره لمن يأتى بعده، فيكمل التجارب، ويكتب تقريراً لمن يليه.. وهكذا فريق متواصل ومتناغم يكمل بعضه بعضاً، بدون أحقاد أو ضغائن أو نفسنة. أما فى جامعة الإسكندرية، حيث كان يعمل زويل، فكان يضطر لشراء بعض الأدوات من جيبه الخاص، وأيضا «قفل» خوفاً من سرقتها، فيفاجأ فى اليوم التالى بكسر القفل والدرج والأشياء مسروقة. الأتوبيس.. إذا وجده الركاب «فاضي» صعدوا فى هدوء، وإذا كان مزدحماً، هرولوا وأوقعوا وداسوا بعضهم، وهذا يفسر ما يحدث لنا وما نفعله بأنفسنا، وكيف نكسر حصار العشوائيات؟ يزداد الصراع على الحياة كلما ضاقت فرص الحياة، ومن سنوات كنا نخزّن السكر والزيت والأرز والمواد التموينية بكميات كبيرة خوفاً من الأزمات، أما الآن فنشترى كيلو أو اثنين لأنه متوفر، ورغم الوفرة إلا أن هناك من يعمل بمنطق استبدال الأزمات، بإشاعة أجواء اليأس والإحباط. نحتاج إلى إعادة ترسيم المبادئ والمثل والأخلاق والضمير، وتدشين قيم المنافسة الشريفة وتطبيق القانون على الجميع بعدالة وقوة، وإشاعة روح العدل والطمأنينة. كلنا بلا استثناء نشكو من «الناس السيئين»، فأين هم «الطيبون»، الذين نبحث عنهم ولا نجدهم، ولماذا نتعامل مع أنفسنا بعدوانية، ومع الآخرين بقسوة وجحود وإنكار؟ انفراجة الحياة تجعل الإنسان يهدأ قبل أن يغضب ويفكر قبل أن يحكم، حتى المصرى الذى يترك وطنه ويهاجر للخارج، لا ينسى أبداً أيامه الحلوة مهما عانى من قسوة الحياة، ويظل يحلم بالعودة، وكثيرون ممن طحنتهم أزمة كورونا فى الخارج، تمنوا أن تكون عزلتهم فى الوطن بدلاً من عزلتين: الغربة والفيروس، ويزداد حباً لوطنه تواقاً للعودة إليه. الطريق طويل لبناء دولة متعافية.. وتوفير جودة الحياة، والقدرة على إشاعة روح الطمأنينة فى القلوب والأمان فى النفوس، حتى نستطيع التخلص تدريجياً من الميراث النفسى السيئ، والمتراكم عبر سنوات طويلة. شربنا المر، حين كان بلدنا يستورد بالات الملابس القديمة، والدجاج الفاسد، وطعام القطط والكلاب لاستخدام البشر، وكان الناس يقفون طوابير عشرات الأمتار لاقتناص دجاجة مجمدة أو زجاجة زيت من مجمع استهلاكي، والآن من حق كل إنسان أن ينظر للوضع الحالى ويحكم بنفسه. تأثر المصريون نفسياً بسبب سوء الحياة.. ورحلوا إلى الخليج وعادوا بمساوئه وسلبياته، ووقعوا أسرى لأنماط استهلاكية لم يستطيعوا الاستمرار فيها: الكاسيت والسجاير المارلبورو الحمراء والعباية الصوف والمروحة والساعة الجوڤيال الملونة. وأخطر ما تمخضت عنه سنوات الغربة، الأفكار الصحراوية الحارة المشبعة بالرمال، فهبت على العقول بتيارات وممارسات متطرفة، بعيدة عن روح التسامح والتواصل، المستمدة من جريان النيل. لا بديل عن الاقتحام الجريء لقيم الحياة واستعادة الأرض المفقودة.. ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً.. ومعنى غلاباً: بالغلبة والقوة.

نقلا عن اخبار اليوم.