كرم جبر يكتب.. زمن ليس فيه شرف
كان مخططاً أن تنهزم مصر سياسياً، لتلحق ركب الدول المنهارة، فحدث العكس وتماسكت ووقفت على قدميها، واستردت مؤسساتها، وكان مأمولاً أن يُفكك جيشها، فتماسك الجيش وحفظ البلاد، وكان فى حسبان الأشرار أن تتكرر 25 يناير وتعود الفوضى، فصمد المصريون وتماسكوا رغم ظروف الأزمة الاقتصادية والصعوبات المعيشية.
كان مخططاً لمصر السقوط ليكتمل مخطط تقسيم المنطقة، فاستعصت عليهم، وأعادت إحياء الأمل لاسترداد العواصم العربية، فقد تعود هذه الدول قوية بعد أن مزقتها الحروب الأهلية.. أى أن مصر التى كان مخططاً لها السقوط عادت لتمنع مؤامرات السقوط.. ولن يتركوها فى حالها.
< < <
نتعامل بشرف، ومصر هى البلد الذى لم تتلوث يداه بنقطة دماء واحدة للأشقاء، ولم ينجح أحد فى توريطها فى صراعات ونزاعات أو حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل، ويدعم قراراتها مخزون استراتيجى هائل من التجارب والخبرات، فلا يستطيع أحد أن يستفزها ولا أن يفرض عليها معارك لا تريد دخولها، ولها قبلة واحدة تتجه إليها هى المصالح العليا للبلاد.
زمن ليس فيه شرف، والناس يكذبون كما يتنفسون، ويخونون وعودهم وعهودهم، وإذا كان ذلك جائز الحدوث بين الأفراد العاديين، فالأغرب أن دولاً ومؤسسات ومسئولين وحكاماً، يفعلون ذلك دون استحياء، ويظنون أن الله غافل عنهم، وأن الزمن كفيل بالنسيان، لكن صحائفهم السوداء لا يبيضها زمن ولا نسيان.
< < <
مصر ليست مسلسلات الخيانة والمجون والقتل والخلاعة والمخدرات، وإذا حدث فهى استثناءات لا تستحق التعميم، أو إظهارها وكأن المجتمع كله يسبح فى بحور الخطيئة.
فى تضحيات أبنائنا الشهداء آلاف القصص الإنسانية الرائعة التى تصلح لعشرات المسلسلات، وسوف تجد إقبالاً كبيراً، لأن الناس متعطشون لمن يوقظ فيهم الكرامة وليس من يهدرها.
< < <
بعد أن سجل الإخوان ما أسموه ملاحم التعذيب فى سلخانات عبدالناصر، ورصدت زينب الغزالى فى كتاب «حياتى» قصصًا يشيب لها الولدان، عن الكلاب المتوحشة التى كانت تنهش جسدها فى السجن الحربى، وجلدها بالسياط وتعليقها فى الفلكة وإغراقها فى حوض مياه.. اعترفوا بعد سنوات طويلة بأن الكتاب لا تعرف عنه زينب الغزالى شيئًا ولم تكتب فيه حرفاً، وأنه من تأليف على جريشة، الذى أطلق العنان لخياله لشحذ الهمم ضد عبدالناصر.
وبعد أن روجوا أن اعتصام رابعة كان سلميًا، وأنهم لم يحملوا سلاحًا ولم يطلقوا رصاصة، اعترف الإرهابى الهارب أحمد المغير مؤخراً «أيوه، كان الاعتصام مسلحًا، لم يكن فقط مسلحًا بالإيمان أو عزيمة الشباب أو حتى العصيان الخشب، لا، اللى بتكلم عليه الأسلحة النارية كلاشات وطبنجات وخرطوش وقنابل يدوية ومولوتوف، ويمكن أكتر من كده، كان فيه سلاح فى رابعة كافى إنه يصد الداخلية، ويمكن الجيش كمان».
< < <
وحتى فى القضايا القومية والوطنية طعنت أكاذيب الإخوان صمود مصر وتضحيات أبنائها، وتجسدت المهزلة فى بهلوانية صفوت حجازى صاحب مقولة «بالملايين على القدس رايحين»، ولم يضع فى عينيه فص ملح وهو يزايد على المشاعر الوطنية، بينما رئيسه يصف شيمون بيريز بـ «عزيزى وصديقى العظيم».
< أكاذيب الإخوان تجسدت الآن فى أبشع صورها ولا تزال مستمرة.
نقلا عن اخبار اليوم.