مصراوي 24
منال عوض: التصدي لمحاولات التعدي علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة والبناء المخالف بالمحافظات واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين أبرز أنشطة وزارة الإنتاج الحربي والوحدات التابعة خلال شهر مارس 2025 وزيرة التنمية المحلية تتلقي تقريرًا حول متابعة الوضع بالمحافظات خلال أيام عيد الفطر المبارك ٧٨,١ مليار جنيه للمبادرات والبرامج الأكثر استهدافًا للأنشطة الإنتاجية والتصديرية والصناعات ذات الأولوية وزير المالية:مخصصات استثنائية بالموازنة الجديدة لدعم الإنتاج والتصدير والسياحة ودفع النمو الاقتصادي رانيا المشاط: اجتماعات مكثفة مع الجهات الوطنية والجانب الأوروبي لتنفيذ محاور البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية ترامب: أجريت اتصالا جيد جدا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي طريق الأهلى .. صن داونز يهزم الترجي بهدف بيتر شالوليلي في دورى أبطال أفريقيا إصابة 9 أشخاص فى حريق منزل من أربعة طوابق بالفيوم ضبط طالب يقود سيارة مطموسة وتوثيق الواقعة بعد كشف ملابساتها الاستماع لأقوال خفير فيلا حسن حمدى لكشف ملابسات سرقتها بأبو النمرس إغلاق مخابز غزة بسبب نفاذ الدقيق وغاز الطهي والوقود
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الثلاثاء 1 أبريل 2025 09:54 مـ 3 شوال 1446 هـ

محمود خليل يكتب.. أخبار «عرابى» إيه؟


مضت السنون على تلك اللحظة التى قاوم فيها «عرابى» الاحتلال والتدخل الأجنبى فى مصر حتى جاءت لحظة توقيع اتفاقية الجلاء يوم 19 أكتوبر 1954.

عندما هُزم الزعيم أحمد عرابى أمام جيش المحتل الإنجليزى فى موقعة التل الكبير، وتم تقديمه للمحاكمة وعوقب بالنفى إلى خارج البلاد، خرجت العديد من الأصوات تلعن «عرابى» وثورته وتتهمه والفلاحين الذين انساقوا وراءه بالسفه والافتقار إلى الحكمة، بل والتآمر على البلاد والتسبب فى احتلالها من الإنجليز.

لم يقف أحد ليفكر وهو يسب الثورة العرابية فى أن الإنجليز كانوا طامعين فى مصر منذ فترة مبكرة، وأنهم حاولوا احتلالها عام 1807، أيام حكم محمد على، ولولا تصدِّى أجداد وآباء الفلاحين الذين اقتنعوا بدعوة «عرابى» لإصلاح أحوال الأمة وإيجاد دستور لها وحكمها حكماً نيابياً لكانت مصر محتلة من حينها.

لم يقف أحد ليفكر فى الأسباب التى دعت هؤلاء السفهاء من الأهالى والفلاحين إلى الاصطفاف وراء «عرابى» ودعم حركته. لم يفكر فيما كان يعانيه هؤلاء من متاعب معيشية وأوجاع إنسانية مع ورثة حكم الوالى محمد على. بل اكتفت جريدة مثل «المقطم» بنعت «عرابى» والعرابيين بكل نقيصة.

عندما عاد أحمد عرابى من منفاه إلى البلاد عام 1901 استقبلته جريدة «اللواء» الناطقة باسم الحزب الوطنى بـ«عاصفة هجوم». ليس ذلك وفقط، بل لقد بادر أمير الشعراء أحمد بك شوقى إلى هجائه بقصيدة يقول مطلعها: «صغار فى الذهاب وفى الإياب.. أهذا كل شأنك يا عرابى؟!».

كان «عرابى» يسمع ما يقال فى حقه، وكان المصريون الذين آمنوا بثورته وآزروه ونصروه يسمعون ما تلوكه الألسنة فى حقهم، ولم يكن لأى منهم حق الرد على ما يقال. اكتفى الجميع بترك الأمر للتاريخ «خير الحاكمين» حتى يقول قولته.

فى عام 1911 توفى الزعيم أحمد عرابى، وشيعه محبوه إلى مثواه الأخير. وفرح من أنكروا عليه ثورته بأن صفحة قد انطوت خلف ستائر النسيان، وأن أحداً بعد اليوم لن يذكر «عرابى» ولا «أيام عرابى» ولا «العرابيين»، لكن تقديرهم كان خاطئاً.

لم يمض أكثر من 8 سنوات على وفاة «عرابى» حتى انتفض المصريون ضد المحتل الإنجليزى فى ثورة جديدة عام 1919 قادها هذه المرة الزعيم سعد زغلول، الذى لم يسلم هو وثورته أيضاً من ألسنة الأحرار الدستوريين، ولا من كتاب الجريدة الناطقة باسم حزبهم والتى كانت تصف سعد ومن معه بالرعاع وتتهمهم بالشعبوية وعدم الفهم والتسطح العقلى.

مضى «عرابى» ومضت ثورته التى وقعت أواخر القرن التاسع عشر، وأشرق القرن العشرون، وولت عقوده وتسربت سنواته، وأطل علينا القرن الحادى والعشرون. وتم طى سجل دولة محمد على، وتخزين أعداد جريدة المقطم فى غياهب سجلات دار الكتب التى علاها التراب، وانتهى عصر الأمراء وشاعر الأمراء والقصور، وبقى أحمد عرابى، وبقيت الثورة العرابية كشاهد على لحظة صدق عاشها المصريون مع أنفسهم وترجموها إلى حركة فى الواقع.. لحظة حقيقة واجهوا فيها أوضاعهم بموضوعية وأرادوا تغييرها.. لحظة حلم بمصر جديدة حرة.. نقلا عن بوابة الوطن