يوسف القعيد.. يكتب لمصر لا لعبد الناصر
أستعير عنوان كتاب مهم للأستاذ محمد حسنين هيكل، الباقى معنا دائماً وأبداً رغم رحيله. كتبه على شكل مقالات، ونشره بعد استئذان عبد الناصر لنا بالرحيل. وهو الاستئذان الذى رفضناه ولم تقبله جماهير الوطن العربى والأمة الإسلامية والعالم الثالث. وأجعله عنواناً لما أريد كتابته الآن. معبراً عن بعض ما أسعدنى لمصرنا الغالية مؤخراالأمر الأول الذى أسعدنى بلا حدود قرار الرئيس عبد الفتاح السيسيى بتعيين الدكتورة هدى جمال عبد الناصر فى مجلس الشيوخ. ضمن من لسيادته الحق بتعيينهم بالمجلس الجديد. الذى يشكل إضافة حقيقية للمناخ الديمقراطى الذى يؤسسه الآن بوعى وإدراك وحس وطنى واستجابة لنبض الشارع الرئيس عبد الفتاح السيسى. وانتخاب المجلس للمستشار المستنير عبد الوهاب عبدالرازق رئيساً له. حفيد عائلة عبد الرازق المعروفة ورموزها مصطفى وعلى عبد الرازق.
قالت لى هدى أنها سعدت بقرار الرئيس الذى وضعها فى تجربة جديدة عليها تماماً. وتستعد لها باعتبارها من أهم ما مرت به فى حياتها. هدى تنوى إصدار كتاب بالفرنسية عن إحدى دور النشر فى باريس عن وثائق جمال عبد الناصر. وتنتظر هذه الأيام صدور المجلد الرابع من وثائق عبد الناصر بالعربية. وسبق أن نشرت ثلاثة مجلدات قبلاً.
وفى المجلدات الأربع وعندى الثلاثة الأول التى صدرت منها تقرأ كل ما جرى فى زمن عبد الناصر. وكأنك عشت هذه التجربة المهمة فى العمل الوطنى منذ بداياتها الأولى. وكانت هدى قريبة من التجربة، بل وأخذت على عاتقها بعد رحيل والدها تدوين وتوثيق التجربة بكل ما جرى فيها. كنوع من مواجهة النسيان الذى هو جزء من الطبيعة الإنسانية للأسف الشديد.
الحديث عن عبد الناصر لا ينتهى. فقد حملت الأخبار الواردة لنا من دولة موريتانيا الشقيقة أنه امتثالاً لرغبة شعبية عارمة وكثيفة عبَّر عنها الشعب الموريتانى أكثر من مرة وبدا لكل من يتابع الموقف هناك أن الشعب مُصِرْ على هذه الرغبة.
قررت السلطات الموريتانية عودة اسم جمال عبد الناصر الذى كان يطلق على الشارع الأبرز فى العاصمة الموريتانية نواكشوط. وذلك بعد أن كانت الحكومة الموريتانية قد قامت بتغييره باسم شارع الوحدة الوطنية سنة 2019، أى العام الماضى. وهو الشارع الرئيسى فى العاصمة الذى يمر فى وسطها ويجمع أهم رموزها ومعالمها ومؤسساتها الكبرى.
يقول لنا التاريخ وهو خير معلم أنه رغم قرار السلطات الموريتانية بتغيير اسم الشارع هناك. إلا أن الجماهير رفضت الاسم الجديد. واستمرت تطلق عليه شارع أو طريق جمال عبد الناصر.
وفى نفس الوقت عاد اسم الساحة الرئيسية إلى الجمهورية بعد أن كان قد تم تغييره إلى ساحة الحرية. إنها ليست معركة تسميات شوارع أو ساحات. بل هى قضية استعادة الهوية والعودة إلى موريتانيا الحقيقية. والتعبير عما يمكن أن تعنيه مصر بالنسبة لهم هناك. ليست فى موريتانيا فقط. ولكن فى كل بقعة وشبر من إفريقيا القارة من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها. ومن شرقها إلى غربها. وهو ما تجلى واضحاً فى السنة التى تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة منظمة الوحدة الإفريقية فيها.نقلا عن بوابة اخبار اليوم