كرم جبر يكتب..زيارة لبورسعيد الباسلة
كان لى شرف حضور ذكرى انتصار المدينة الباسلة على العدوان الثلاثى الغادر عام 56، بدعوة من المحافظ اللواء عادل الغضبان، وأشعر أن المدينة دائماً لها سمات مميزة راسخة فى العقل والوجدان.
بورسعيد تثير فى النفس ذكريات البطولة والفدائيين الأحرار، وجمال عبد الناصر وهو يقف على منبر الأزهر يدعو المصريين للجهاد، والتحدى والإرادة والعزيمة وروح الانتصار.
المدينة تغيرت، فقد زرتها آخر مرة منذ أكثر من عشر سنوات، هى اليوم أكثر جمالاً، بفعل شوارعها التى اتسعت والحدائق والميادين الجميلة، ولكن اختفت قوافل الزائرين الذين كانوا يقبلون على البضائع المستوردة، وخفت الحركة فى الأحياء التجارية الشهيرة التى صاحبت الانفتاح الاقتصادى فى السبعينات واختفت تماما عمليات التهريب.
زرت المنطقة الصناعية وتتميز بالتنظيم والنظافة، وأهم ما فيها مصنع ضخم جداً لإطارات السيارات والموتوسيكلات، ويتم تصدير معظم إنتاجه للخارج، ويسد فجوة كبيرة فى استيراد الإطارات. ولكن يشكو صاحبه من قسوة الإجراءات!
وأيضاً مصنع البويات الشهير «كابسى» ويعمل فيه أكثر من 1800 عامل ومهندس، ويذهب معظم إنتاجه للتصدير، ونجحت الشركة فى افتتاح فرع لها فى الهند.. ومصنع لمبات الإضاءة بكل أنواعها، سواء الموفرة أو النيون، ويوظف المصنعان آلاف العاملين والعاملات من أبناء المدينة والمحافظات المجاورة.
وأيضاً منطقة مشروعات الشباب، وأبرزها صناعة البنطلونات الجينز بمواصفات عالمية، ويتم تصديرها للخارج، وثمن البنطلون لا يتجاوز عشرة دولارات سعر المصنع، وسعره فى الخارج لا يقل عن مئات الدولارات.
أعجبت جداً بمنطقة الأسواق، السوق التجارى الرائع المخطط وفق أحدث النظم العالمية، وسيتم افتتاحه خلال أسابيع، وسوق الأسماك الذى تشبه واجهته المحلات الأنيقة، وأبرز ما فيه منطقة كافتيريات ورواد السوق يتناولون طعامهم، ويمكن أن يقضوا ساعات فى الفسحة والتمتع بعروض الأسماك.
المدينة تغيرت عما رأيته منذ عشر سنوات، ويد العمران تدب فى كثير من الأماكن، لرد الجميل لشعب جميل، وطنياً بكل معانى الكلمة، ويعشق بلده وكل شيء فيه.
وفى الندوة التى حضرتها، ألقيت محاضرة بعنوان «الاستقرار وتثبيت دعائم الدولة»، وحمايتها من السقوط وانطلاقها إلى الأمام، بعد أن خطط لها الأشرار أن تقع فى براثن الفوضى والانهيار.
وتحدثت عن محاولات التشكيك فى أى شيء، فيبحثون فى كل مشروع كبير عن أكاذيب للتشويه والإساءة، ولكن مصر تمضى فى طريقها إلى المستقبل، بفضل شعبها الملتف حول قيادته، والمؤمن ببلده ومستقبلها.
وتحدثت عن المشروعات الكبرى التى جعلت مصر الدولة الوحيدة فى المنطقة، القادرة على تحقيق معدلات نمو إيجابية وفقا لتقارير المؤسسات الدولية، رغم الآثار السلبية لكورونا على اقتصاديات الدول الغنية والفقيرة.
بورسعيد الباسلة مدينة رائعة، فيها شكل مصر وملامحها وعزيمتها وإصرارها، مدينة الأبطال التى انتصرت على جحافل الشر، فكتب الله لها البقاء والخلود.. نقلا عن بوابة اخبار اليوم