جلال عارف يكتب: درس «كورونا» «وحمى القرود»!
«من لسعته الشوربة، ينفخ فى الزبادى». العالم الذى اكتوى بأزمة «كورونا» يتحسب كثيرا لأى فيروس ينشط حتى لا تتكرر المأساة. ظهرت بضع عشرات من الاصابات فى الأيام الأخيرة بفيروس «جدرى القرود» أو «حمى القرود» فانطلقت على الفور أجراس الإنذار تدق، وبدأت منظمة الصحة العالمية تتحرك، وبدأت حكومات العالم فى متابعة الموقف بدقة، واستنفار المؤسسات الطبية والعلمية لتكون فى حالة طوارئ. فيروس «حمى القرود» ليس جديدا. ظهر قبل أكثر من نصف قرن فى افريقيا. لكن المقلق الآن أن يظهر فى وقت واحد - فى أكثر من عشر دول أوروبية دون ارتباط واضح بين المصابين أو أدلة على انتقال الفيروس عن طريق السفر. هذا الغموض فى مصدر الإصابة هو ما يثير القلق حول إمكانية الانتشار الواسع للفيروس فى بلدان لم يكن الوباء يعرف طريقه إليها.
لكن ما يطمئن لحد كبير هو أن الفيروس معروف، والدواء واللقاح الخاص به موجودان وفاعلان. بالاضافة الى أن الفيروس نفسه ليس قويا والوقاية منه أسهل لأنه ينتقل بالتلامس وليس عن طريق التنفس. كما أن التنبه مبكرا بنشاطه المفاجئ يصنع الفارق بينه وبين «كورونا» الذى مازلنا نجهل الكثير عنه حتى الآن!! ومع ذلك يبقى الحرص واجبا لأن من لسعته «شوربة» كورونا.. لابد ان ينفخ فى «زبادى» حمى القرود!!
وكالعادة.. لا تبقى السياسة بعيدا، وكما تبادلت أمريكا والصين الاتهامات بالمسئولية عن انتشار «كورونا». وعلى خلفية الحرب فى أوكرانيا تعيد روسيا الحديث عن انشطة المعامل البيولوجية الأمريكية على الاراضى الأوكرانية، وتقول نائبة رئيس البرلمان الروسى إن هذه المعامل التابعة للجيش الامريكى أجرت أبحاثًا غير مشروعة على فيروسين مثل «إيبولا» و «الجدرى»!!
ما ينبغى التأكيد عليه أنه لا داعى للقلق، وأن الفيروس الجديد لا ينتقل بسهولة مثل «كورونا»، وهو مازال بعيداً عنا، وأن الوقاية منه سهلة لانه ينتقل بالتلامس الجسدى فقط، وأن اللقاح موجود ويتم استعماله منذ عشرات السنين. الاحتياط واجب خاصة بعد ان وصلت «حمى القرود» إلى بعض دول الجوار، لكن لا داعى للقلق فقد تعلم العالم كثيرا من درس كورونا!
نقلا عن اخبار اليوم