بقلم : أحمد عبد الرحمن.. ”عُقدِة الخواجة”
"عقدة الخواجة" تعتبر من عجائب وغرائب بعض بلاد الوطن العربي التي لا تنتهي واعتقد أنها لن تنتهي قريبا .
ونلاحظ تلك "العقدة" بمنتهى الوضوح في معظم عالمنا العربي في ملاعب كرة القدم وفي المؤسسات الإقتصادية والصحية والتعليمية ، حتى انها بدأت تنتشر في بعض المؤسسات العسكرية .
وطبعا ظهرت هذه "العقدة" بمنتهى الوضوح في الأيام الأخيرة عندما قامت بعض الدول العربية بتنكيس الأعلام وإعلان الحداد على وفاة ملكة انجلترا، مع اننا من النادر إنك تلاقي بلد عربي عملت حداد على شخصية علمية أو قامة دينية أو أي إنسان له أيادي بيضاء على الإنسانية .
إلى هنا وخبر الحِداد والتنكيس، عادي جدا لأنه بروتوكول مع الدول الشقيقة والصديقة ، مع إن الدول إللي بيتعملها "حِداد" إستحالة تلاقيهم بيتعاملوا بنفس المبدأ .
أما بقى إللي مش عادي في الخبر وما وراءه ، هو أننا كمواطنين عربي لدينا من الشهامة و"الجدعنة" وتأكيدا لعقدة الخواجة ، ما يجعلنا ننسى أن بلد تلك "الملكة" كانت السبب المباشر في كل مآسينا ومصائبنا على مدار مئات السنين .
بلد استعمر، وشرد، وذبح ، ونهب ثروات الشعوب ، وأعطى بلد "المسجد الأقصى" لمن لا يحترمون قدسيته ، بل أن بلد "الملكة الراحلة" احتفل عام ٢٠١٧ بمرور مئة عام على وعد بلفور !
ومن "المهازل" الكبرى في بعض بلاد العرب ، هي أن هناك بعض البشر ينزعون صفة الإنسانية عن أي شخص لم يشارك في اللطم والنحيب والعويل و"شق الصدور"، ولم يبعث بدعاءه وأمنياته لأهل "المرحومة" أن ترقد بسلام.
ربما كان علينا أن نأخذ "الزاد والزواد" ونذهب للمشاركة في جبر خاطر أهل "المرحومة" ، أو أن نحضر الجنازة فيقول واحد مننا : " يا جماعة أي حد له حاجة في ذمة "المرحومة" اعتبروها في رقبتي"
ومن المضحك في "مصيبة فَقد "الملكة" تلاقي واحد "يمني" تطوع وسافر "مكة المكرمة" علشان يعمل للملكة الراحلة "عمرة" آه والله عملها "عمرة" ، وواحد تاني قال عنها أنها في منزِلة الأنبياء !!! أيوه مستغرب ليه ؟ هو رأيه كده زيها زي الأنبياء ، ده غير الناس إللي شغالين ليل نهار يذكروا في "مآثرها وأفضالها" على البشرية .
أنا شخصيا لم أتعاطف أبدا إلا إحتراماََ لهيبة الموت، وإذا كان للموت حُرمته فإن قبور أهل مصر والعرب التي حفرتها بريطانيا في كل بقاع الوطن العربي أولى بالبكاء واحترام هيبة الموت، وعَظّم الله "وعد بلفوركم" يا عرب يا بتوع الإنسانية ، وحاولوا تحذفوا "عقدة الخواجة" من قاموس حياتكم ، لأننا أعرق شعوب الأرض وأصل الحياة ونقدر نعتمد على أنفسنا بشوية عمل وصبر وإخلاص بضمير .