الاحتلال يصدر قرارات هدم ويخطط لبناء 16 ألف وحدة استيطانية في القدس
أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة من قرارات الهدم، والإخطار بالهدم، ووقف البناء، والعمل في مبان ومنازل سكنية ومنشآت في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
ففي مدينة القدس المحتلة، أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قرارا بهدم بناية سكنية في سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وأجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي المواطن المقدسي ثائر عبيد على هدم منزله، الذي تبلغ مساحته نحو 100 متر مربع، بحجة البناء دون ترخيص في بلدة العيسوية شرق مدينة القدس المحتلة.
وقال عبيد في تصريحات: “هدمت منزلي ذاتيا تجنبًا لغرامات وتكاليف الهدم الباهظة التي تفرضها سلطات الاحتلال في حال هدمته آلياتها، التي قد تصل الى 300 ألف شيقل”.
وأوضح أن سلطات الاحتلال أخطرت بهدم منزله منذ ثلاثة أشهر، خاض خلالها معارك قانونية في محاكم الاحتلال، دون جدوى”.
وأضاف عبيد: “عائلتي مكونة من ثلاثة أطفال، للمرة الثانية يحرمنا الاحتلال من استكمال بناء منزل نأوي إليه، بعد أن هدمت منزلاً كنا قد أنشأناه في مدينة أريحا، أيضًا بحجة البناء دون ترخيص”.
كما أصدرت سلطات الاحتلال أمس، قرارا بهدم بناية سكنية تعود لعائلة الرجبي في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، المقامة منذ ثلاثين عاما.
16 ألف وحدة استيطانية
وعلق الناشط والمختص في شؤون القدس فخري أبو ذياب على عمليات الهدم والمخططات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة قائلا: “الاحتلال ينوي بناء 16 ألف وحدة استيطانية جديدة في قلنديا وجنوب القدس بهدف فصلها عن عمقها الفلسطيني في الضفة الغربية، وإحداث تغيير ديموغرافي فيها”.
وأوضح أبو ذياب، أن هناك الكثير من الأراضي الفارغة، والاحتلال لا يسمح لنا بالعيش إلا على 13% من أراضي الجزء الشرقي من القدس، لذلك يجب استغلال هذا الفراغ لكي يكون لنا سلاح ضد التهجير، ويجب أن يكون هناك تسخير لكل الإمكانيات من الموارد لدعم صمود أهل القدس وتحديدا بالاستثمارات، مثل إنشاء المباني والمحال التجارية.
وأضاف الناشط المقدسي، أن الاحتلال يريد حسم موضوع القدس بشتى الوسائل من خلال طرد السكان وهدم المنازل وتفريغ المدينة من سكانها.
هدم بيوت بلاستيكية
وفي الضفة الغربية، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، بهدم بيوت بلاستيكية في عدة قري بمدينة جنين.
وأفاد رئيس مجلس قروي الجلمة أمجد أبو فرحة في تصريحات بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وسلّمت إخطارات بالهدم لعدد من البيوت البلاستيكية الواقعة بمحاذاة جدار الفصل العنصري.
وأوضح أن قوات الاحتلال أمهلت أصحاب البيوت البلاستيكية حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، لتقديم اعتراض، أو إزالة البيوت البلاستيكية، القريبة من جدار الفصل وإبعادها مسافة 200 مترا.
وأضاف أبو فرحة، أن قوات الاحتلال أخطرت المزارعين في القرى الواقعة بمحاذاة جدار الفصل العنصري (عربونة، وجلبون، وفقوعة)، بهدم البيوت البلاستيكية.
كما وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، خيمة لبيع الأشتال والمستلزمات الزراعية في بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم.
وأفاد مدير بلدية تقوع تيسير أبو مفرح بأن قوات الاحتلال هدمت الخيمة في منطقة “خربة الدير” على الشارع الرئيس، واستولت على زوايا حديدية كانت تثبت عليها الخيمة، التي تعود للمواطن سليم حمدان سليمان، يذكر أن هذه المرة الثانية التي يهدم فيها الاحتلال خيمة المواطن سليمان.
كما أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس بوقف العمل والبناء في 11 مسكنا ومنشأة جنوب الخليل، وكذلك بوقف البناء بمنزلين في بلدة نعلين غرب رام الله.
وفي منطقة عاطوف والرأس الأحمر جنوب شرق طوباس، أخطرت سلطات الاحتلال بوقف العمل بمنشآت وبطريق زراعية يبلغ طولها 1200 متر.
وأشار مسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات، إلى أن سلطات الاحتلال وجهت أيضا إخطارا بوقف العمل بمنشآت سكنية وحظائر ماشية في خربة الرأس الأحمر، تعود ملكيتها للمواطن حسن عبد الله بني عودة ونجله.
إدانة لهدم المنازل
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية جرائم هدم المنازل السكنية والمنشآت والمباني وخطوط المياه ومصادرة المعدات الزراعية وتوزيع المزيد من إخطارات الهدم التي تقوم بها قوات الاحتلال في عموم الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وقالت الخارجية في بيان لها: “إن عمليات الهدم سيطرت على المشهد الفلسطيني بالأمس وشملت عديد المناطق كما حصل في جنوب الخليل، شرق بلدة يطا، مسافر يطا، سلوان جنوب المسجد الأقصى، والأغوار الشمالية، رام الله والبيرة وغيرها من المناطق، هذا بالإضافة لإقدام عصابات المستوطنين على انشاء بؤرة استيطانية جديدة في الأغوار الشمالية.
واعتبرت الوزارة أن جرائم الهدم وتوزيع الإخطارات بالهدم المتصاعدة جزء لا يتجزأ من حرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الفلسطيني في عموم المناطق المصنفة “ج” وفي القدس المحتلة بشكل خاص.
التطهير العرقي
وأوضحت، أن ذلك يندرج في إطار عمليات التطهير العرقي المستمرة على طريق إلغاء هذا الوجود في تلك المناطق، لتسهيل السيطرة عليها وضمها كعمق استراتيجي للاستيطان وتعميقه وتوسيعه على حساب دولة فلسطين، بما يؤدي بالنتيجة إلى تقويض أية فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين، واستكمال الضم الزاحف والصامت للضفة الغربية المحتلة، وإغلاق الباب أمام أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية.
في سياقٍ متصل، قالت الخارجية إنها تنظر بخطورة بالغة لاستمرار التصعيد الحاصل لعمليات هدم المنازل والمنشآت الاقتصادية والتجارية والرعوية الفلسطينية مع تولي نتنياهو وائتلافه القادم للحكم في دولة الاحتلال، خاصة في ظل ما يرشح من اتفاقيات يعقدها نتنياهو مع شركائه من اليمين الإسرائيلي المتطرف والفاشي.
وحملت الخارجية الفلسطينية، دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج هذه الجرائم وتأثيراتها الكارثية على ساحة الصراع وفرصة إحياء عملية السلام والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشارت، إلى أن التصعيد الحاصل في ارتكاب جرائم الهدم وتوزيع الإخطارات بالهدم يتم على سمع وبصر المجتمع الدولي دون أن يحرك ساكناً، ودون أية ردود فعل ترتقي لمستوى تلك الجرائم ومخاطرها.