تداعيات بلا مكابح.. تضامن ”كندي – ياباني - أوروبي” ضد رسوم ”ترامب” على السيارات
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، عن خطط لفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على واردات السيارات، وهو ما يوسِّع نطاق الحرب التجارية العالمية التي شنَّها لدى عودته إلى البيت الأبيض هذا العام، في خطوة يتوقع خبراء قطاع السيارات أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وعرقلة الإنتاج.
وأضاف "ترامب"، بالمكتب البيضاوي: "سنفرض رسومًا جمركية 25% على جميع السيارات غير المُصنَّعة في الولايات المتحدة، سنبدأ بحد أدنى 2.5%، وهو الأساس الحالي، ونصل إلى 25%.
وقال الرئيس الأمريكي إن الرسوم الجمركية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ في الثاني من أبريل، وسيتم تحصيل الإيرادات المقابلة في وقت مبكر من الثالث من أبريل، وهذا من شأنه أن يُولّد إيرادات بقيمة 100 مليار دولار سنويًا، وربما تصل إلى تريليون دولار خلال السنوات القادمة.
أوروبا تتحد ضد رسوم ترامب
انتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الرسوم الجمركية على واردات السيارات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلة: "أشعر بأسف عميق إزاء قرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على صادرات السيارات الأوروبية، وأن الرسوم الجمركية "سيئة" للشركات وحتى "أسوأ" بالنسبة للمستهلكين، سواء في الولايات المتحدة أو في الاتحاد الأوروبي.
وأكدت: "باعتبارنا قوة تجارية كبرى ومجتمعًا قويًا مكونًا من 27 دولة عضوًا، فإننا سنعمل معًا لحماية عمالنا وشركاتنا ومستهلكينا في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي".
ألمانيا تدعو للرد الحاسم
ودعا وزير الاقتصاد الاتحادي روبرت هابيك لاتخاذ إجراءات متسقة ضد الرسوم الجمركية الخاصة على السيارات المستوردة التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال "هابيك": "إنه من المهم الآن أن يقدم الاتحاد الأوروبي ردًا حاسمًا على الرسوم الجمركية يجب أن يكون واضحًا أننا لن نستسلم للولايات المتحدة، والقوة والثقة بالنفس مطلوبة".
وقال وزير الاقتصاد: "إن هذه الخطوة ليست مفاجئة، وسندعم المفوضية الأوروبية في مواصلة التفاوض على حل مع الولايات المتحدة يتجنب دوامة الرسوم الجمركية".
تأثير على السيارات الألمانية
ومن المرجح أن تكون تأثيرات الرسوم الجمركية على السيارات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالنسبة لألمانيا ملموسة، ومن المتوقع أن يكون الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي أقل بنسبة 0.18%، وفقًا للحسابات التي أجراها معهد كيل للاقتصاد العالمي، بحسب "هاندلسبلات" الألمانية.
يقول جوليان هينز، الخبير الاقتصادي: "على الرغم من أن صناعة السيارات مرئية للغاية على مستوى العالم وأن معدل التعريفة الجمركية بنسبة 25 في المئة مرتفع للغاية وفقًا للمعايير التاريخية، فإن التأثيرات الاقتصادية الإجمالية خارج أمريكا الشمالية تظل قابلة للإدارة".
وبحسب هينز، فإن التأثير المنخفض في هذا البلد يرجع إلى حقيقة أن المصنعين عادة ما ينتجون السيارات بالقرب من السوق الذي تباع فيه، ولذلك فإن أوروبا ككل لن تشعر بتأثير يذكر.
ووسعت العديد من شركات تصنيع السيارات الألمانية قدراتها الإنتاجية في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وإنهم يزودون السوق الأمريكية بالأساس من المصانع المحلية وبدرجة أقل من خلال الصادرات من السوق المحلية.
التأثير على كندا والمكسيك
وسوف تتأثر الدول المجاورة للولايات المتحدة بشكل أكبر، ومن المتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي في المكسيك بنسبة 1.81% خلال عام تقريبًا، وفي كندا بنسبة 0.6%.
تنتج العديد من شركات تصنيع السيارات في المكسيك لسوق الولايات المتحدة بسبب انخفاض تكاليف العمالة، ومن خلال زيادة الرسوم الجمركية، يريد ترامب تشجيع المزيد من مصنعي السيارات على التصنيع مباشرة في الولايات المتحدة وخلق فرص العمل هناك.
تأثير على أسعار المستهلك
وحتى بالنسبة للولايات المتحدة نفسها، تظهر حسابات معهد كيل للاقتصاد العالمي تأثيرًا ضئيلاً على الأداء الاقتصادي في الأمد القريب، وبالتالي فإن الناتج المحلي الإجمالي سيكون أقل بنسبة 0.04 في المئة، ويأمل ترامب أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تعزيز الاقتصاد.
وبدلاً من ذلك، فإن الرسوم الجمركية من شأنها أن تؤثر على مستوى الأسعار الاقتصادية الإجمالية، ومن المرجح أن ترتفع أسعار المستهلك بنسبة واحد في المئة، وفي المكسيك، من المتوقع أن تنخفض أسعار المستهلك بنسبة 1.75 في المئة.
ويرجع السبب في أن مصدري السيارات من المرجح أن يحاولوا تعويض الرسوم الجمركية عن طريق خفض الأسعار وبالتالي الحفاظ على استقرار أرقام مبيعاتهم، وفي ألمانيا، سيكون هذا التأثير أصغر، مع انخفاض أسعار المستهلك بنسبة 0.37%.
اليابان.. كل الخيارات مطروحة
وعن رد الفعل الياباني قال رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، يوم الخميس، إن طوكيو ستضع كل الخيارات على الطاولة في التعامل مع إعلان واشنطن فرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على واردات السيارات.
قال إيشيبا أمام البرلمان: "اليابان دولة تُقدم أكبر قدر من الاستثمارات في الولايات المتحدة، لذا نتساءل إن كان من المنطقي أن تُطبق واشنطن تعريفات جمركية موحدة على جميع الدول، وهذه نقطة لطالما أكدنا عليها وسنواصل العمل عليها".
وقال إيشيبا: "علينا أن نفكر فيما هو الأفضل للمصلحة الوطنية لليابان، ونحن نضع جميع الخيارات على الطاولة للنظر في الاستجابة الأكثر فعالية"، دون الخوض في تفاصيل الخطوات المحتملة التي قد تتخذها طوكيو.
ويقول المحللون إن هذه الخطوة قد تشكل ضربة قوية للاقتصاد الياباني نظرا لاعتماده على صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة، وانخفضت أسهم شركات صناعة السيارات اليابانية بشكل حاد في التعاملات المبكرة يوم الخميس.
وتشكل السيارات 28.3% من إجمالي صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة في عام 2024، وهي أكبر نسبة بين جميع العناصر، وفقًا لبيانات وزارة المالية.
تضامن كندي أوروبي
هددت كندا ودول الاتحاد الأوروبي بالفعل باتخاذ إجراءات مضادة انتقامية، وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأن الرسوم الجمركية على السيارات سيئة للشركات، وأسوأ للمستهلكين.
وقال ترامب على منصته "تروث سوشيال": "إذا عمل الاتحاد الأوروبي مع كندا من أجل إلحاق ضرر اقتصادي بالولايات المتحدة، فسيتم فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، أكبر بكثير من المخطط لها حاليًا، على كليهما من أجل حماية أفضل صديق لكل من هاتين الدولتين على الإطلاق".
انخفاض أسهم السيارات اليابانية
في طوكيو، انخفضت أسهم تويوتا وهوندا بأكثر من 3%، بينما انخفضت أسهم نيسان بنسبة 2.5%. في الوقت نفسه، انخفضت أسهم هيونداي المدرجة في سيول بأكثر من 4%.
وانخفضت أسهم شركات صناعة السيارات المدرجة في الولايات المتحدة أيضًا، حيث سجلت شركات جنرال موتورز، وفورد، وستيلانتس خسائر كبيرة.
