محمد حسن البنا يكتب: ضمير التجار
الغلاء الذى نعيشه سببه فقدان التجار للضمير الانسانى والوطنى. الضمير هو الفيصل بين الفساد والجشع، وبين الرحمة والمسئولية. نعم هناك مسئولية وطنية وانسانية على رجال التجارة والصناعة والمنتجين، وايضا مقدمى الخدمات للمواطنين، سواء أجهزة حكومية أو خاصة. والضمير لا يشترى ولا يباع، انما هو تربية وتعليم ومراعاة لله سبحانه، خاصة مع انعدام الاجراءات الرادعة لجشع التجار والزراع والصناع، من قانون أو أجهزة رقابية.
نحن فى ظرف وطنى حاسم يحتاج الى فكر جديد يردع من تسول له نفسه اللعب فى أقوات الناس. نحن أمام تحديات اقتصادية ضخمة نتجت عن الازمات والجوائح العالمية، وأيضا الزيادات الرهيبة غير المحسوبة فى السكان.
لا ننسى ان الزيادة فى السكان تأكل الاخضر واليابس فى كل شىء الزراعة والصحة والاسكان والتعليم وخلافه .
نحن ننشغل بالديون وقروض صندوق النقد الدولى، ولم نهتم بالأسباب الحقيقية التى أوصلتنا الى هذا الوضع المأساوى.
أنا أشفق على أى حكومة تواجه هذا الوضع .
الحكومة الحالية فى مأزق، ولا أحد يمد يده إليها. ولو جاءت حكومة جديدة ما فعلت إلا كما فعلت الحكومة الحالية. فلا نجرى وراء من يدعون الى تغيير أشخاص بأشخاص، والوضع السيئ مستمر.
علينا علاج جذرى للأوضاع السيئة وعلى رأسها زيادة السكان، وضعف الموازنة، وجشع التجار. لقد اهتمت الحكومة بتحديد السلع الاستراتيجية «الأساسية التى لا يستغنى عنها المواطن». وشكل الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية لجنة عليا من اتحاد الصناعات واتحاد الغرف التجارية وحماية المستهلك لوضع سعرعادل لها. طبقا لتكلفة الإنتاج والمدخلات الخاصة بها.
قد نتهم الحكومة بضعف الرقابة على الأسواق، لكنها ليست المتهم الوحيد. لدينا الدور المهم للمواطن فى الابلاغ عما يراه من مخالفات. ولدينا منظمات المجتمع المدنى المسئولة عن حماية المستهلك. ولدينا دعم وتأهيل اعضاء الأجهزة الرقابية والقضائية لسرعة الحسم والاعلان عن المخالفات التى ترتكبها المحلات والمولات.
دعاء: اللهم انى اعوذ بك من الجهل.
نقلا عن اخبار اليوم