جلال عارف يكتب: اجتماع الأردن وآفاق التعاون والشراكة
رغم الظروف التى مرت بالعراق الشقيق هذا العام وهو يستكمل عملية اختيار الرئاسات التشريعية والتنفيذية فى ظل صراعات سياسية داخلية، فقد كان هناك حرص على عقد الدورة الثانية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة قبل نهاية العام بمشاركة مصر والأردن شريكتى العراق فى التعاون الثلاثى، مع دول مجلس التعاون الخليجى، ودولتى الجوار ايران وتركيا، وفرنسا وهى الدولة الوحيدة من خارج المنطقة ورغم الأحداث الأخيرة التى مرت بالأردن الشقيق ومواجهته لخلايا إرهاب عادت تطل برأسها، فقد كان انعقاد المؤتمر على أرضه ضرورياً لتأكيد الدعم العربى والدولى لأمنه واستقراره.
وكان حضور الرئيس السيسى للمؤتمر فرصة لعقد قمة ثلاثية مع ملك الأردن ورئيس وزراء العراق لدعم التعاون الثلاثى الذى يستهدف دعم وتعميق العلاقات التاريخية وبناء شراكة بين الاشقاء فى الدول الثلاث فى كافة المجالات.
ولاشك أن التواجد العربى الفاعل فى «مؤتمر بغداد» هو رسالة دعم للعراق الشقيق وهو يسعى لتعزيز أمنه واستقراره، ولاستعادة دوره العربى والاقليمى وتهيئة الظروف لإقامة علاقات متوازنة مع دول الجوار والدول الصديقة، ولاشك أيضا أن تواجد تركيا وايران يعنى أن الباب مفتوح أمام الجميع للمشاركة فى ضمان أمن واستقرار المنطقة إذا تم احترام السيادة الوطنية لكل الدول، وإذا توقف التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية ومحاولات مد النفوذ الأجنبى داخل أراضيها، وإذا آمن الجميع أن هذا هو الباب الوحيد لتعاون بناء وشراكة تحقق مصالح كل الأطراف وتضمن استقرار المنطقة.
الحوار مطلوب، وآفاقه «بالنسبة لنا» محددة وواضحة.. احترام السيادة الوطنية لكل الدول العربية، وعدم التدخل فى شئونها الداخلية أو دعم المتآمرين عليها. مؤتمر العراق يقدم نموذجاً لمشاكل المنطقة، ويتيح فرصة للجميع لحل هذه المشاكل وبناء شراكة حقيقية تقوم على الاحترام المتبادل الذى يفتح آفاقاً للتعان بلا حدود.
الحوار مطلوب.. لكن المهم أن يترجم إلى حقائق على الأرض، وإلى سياسات تحمى الجميع ولا تهدد أحداً.
نقلا عن اخبار اليوم