باب الحديد.. خدمات سككية تزهو بالماضي وتلبي احتياجات المستقبل
"باب الحديد" الاسم الأشهر لمحطة قطار مصر بالقاهرة، أول محطات القطارات في الشرق الأوسط وإفريقيا وثاني أقدم خطوط سكك حديدية في العالم أنشئت عام 1854، لتعاصر تحول استخدامات الطاقة الكربونية والأحفورية، حتى بلغت محطتها الجديدة بالطاقة النظيفة والخضراء في 2023.
ويمتزج التاريخ مع التكنولوجيا في محطة قطار مصر، فيتوسط المحطة بابًا تاريخيًا يعود طرازه إلى نموذج أحد أبواب قلعة صلاح الدين الأيوبي، وكان يطلق عليه باب الحديد الذي يعود إلى القرن الـ12، والمحطة التي أسست في القرن الـ19.
وتأتي نهايات الربع الأول من القرن الـ21 لتكتسب المحطة ميزة جديدة في تصنيفاتها الحضارية بإضفاء مشروع الطاقة الشمسية لتشغيلها في إطار خطة الدولة للتحول إلى الطاقة الخضراء النظيفة، وترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية "رؤية مصر 2030" في مجال التنمية المستدامة والوصول إلى نظام بيئي متكامل لتقليل الانبعاثات الكربونية وخفض تكاليف التشغيل، وكذلك نفاذًا لما أعلنه وزير النقل خلال مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP 27" بشرم الشيخ بشأن إدخال الطاقة الشمسية بمحطات السكك الحديدية الرئيسية وأسطح الورش والمباني الحكومية في الأماكن النائية البعيدة عن مصادر الكهرباء.
ويسهم المشروع الواعد في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 276 طن سنويًا ما يكافئ زراعة 11500 شجرة، لتظل محطة مصر شاهدًا على حرص المصريين على الاستدامة التي تصنع التاريخ وتنشئ الحضارة.
وأصبح مرتادي محطة قطار مصر يستشعرون التجربة الفريدة لمزج القديم بالحديث، فالطراز المعماري والجمالي الذي يبرز الزهو بالحضارة المصرية التي مزجت في القرن الـ18 بين الطراز الإسلامي ومزايا المعمار الإيطالي ومستجدات التطوير الأخيرة التي أضفت عليه الطرز الفرعونية بشكلها الحداثي، تخطف البصر.
وفي الجانب الآخر، أصبحت محطة القطار تقدم كافة الخدمات الإلكترونية التي تضاهي محطات القطارات بعواصم الدول الأوروبية، بما تضمه من بوابات إلكترونية وحجز التذاكر عن بعد، بالإضافة إلى التنوع في الخدمات وخطوط القطارات التي تنطلق من وإلى القاهرة العاصمة لتربط ربوع مصر بدرجات تلبي احتياجات مختلف الجمهور نفاذًا لحرية التنقل.