الافتاء توضّح حكم التحفيل على صديق بسبب نتيجة مباراة
حكم التحفيل على زميل بسبب نتيجة مباراة، يتساءل البعض عن حكم التحفيل على زميل بسبب نتيجة مباراة كرة قدم.
حكم التحفيل على زميل بسبب نتيجة مباراة
الدكتور أسامة الحديدي، مدير مركز الأزهر للفتوى، قال إن التحفيل بين جماهير الكرة حرام شرعا؛ فهو يشعل الفتن داخل المجتمع.
وأضاف الحديدي، في تصريحات تليفزيونية أن النبي نهى عن نِطاح الكِباش ومهارشة الديكة؛ إذ كانوا قديما يحضرون الأغنام لتناطح بعضها، كي يضحك الناس، إلى أن حرمها النبي- صلى الله عليم وسلم- لأنها تبعث على الفتنة.
وقال صلى الله عليه وسلم: "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"، والمولى عز وجل قال "والفتنة أشد من القتل" و"الفتنة أكبر من القتل".
حكم التعصب الرياضي
ومن جانبها قالت دار الإفتاء المصرية، إن ممارسة الرياضة تنفع العقل والجسم معًا، وقد ورد في الأثر «عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرَّمْيَ وَالْفُرُوسِيَّة»، وكلما ابتعدنا بالرياضة عن التعصب وسوء الأخلاق كانت وسيلةً للتنافس الشريف والتعارف والتعاون بين الدول والشعوب.
وأضافت الإفتاء في فيديو موشن جرافيك، أن الرياضة مجال خصب لنشر الفضائل والقيم الحميدة كالجدية والانضباط، والعزيمة والصبر حتى بلوغ الهدف، والرضا عن النتيجة أيًّا ما تكون.
وأشارت دار الإفتاء، إلى أن اللاعبين في ملاعبهم قدوة للجماهير، فكلما اتسم لعبهم بالاعتدال والنظافة واتصف سلوكهم بالجدية دون عدوان؛ انعكس ذلك على الجماهير بالإيجاب، موجهة رسالة إلى المصريين جميعًا قالت فيها: «لنجعل الرياضة مجالًا لنشر القيم والأخلاق والصحة الجيدة في المجتمع كله فالعقل السليم في الجسم السليم».
ونشرت الصفحة الرسمية لـ دار الإفتاء المصرية على موقع فيس بوك، فيديو الدكتور مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، ردا على سؤال حول حكم مشاهدة مباراة كرة القدم.
وقال عاشور: “إن مشاهدة مباريات كرة القدم حلال ومن المباحات بشرط ألا تجعلك تخل بواجب”.
وأضاف: “يعنى مثلا لو جلست لمشاهدة المباراة وفاتتك صلاة الظهر خلال المشاهدة، هنا نقول حرام ولكن ليس حرام المشاهدة، وإنما حرام ترك الصلاة بسبب المباراة”.
وتابع: “لا نقول ذلك فقط على الصلاة، ولكن مثلا لو شخص ترك العمل يأثم شرعا ليس بسبب المباراة ولكن لترك العمل”.
واختتم مستشار دار الإفتاء المصرية: “إنما مشاهدة مباريات كرة القدم مباحة شرعًا، ولا شىء فيها”.
رأي الأزهر الشريف في التعصب الرياضي
وفي ذات السياق حذِّر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من التَّعصب الرِّياضي، مشيرًا إلى آثاره السَّلبية التي تُهدد السِّلم المُجتمعي، منوهًا بأن الإسلام أباح ممارسة الرياضة، والأخذ بأسباب اللياقة البدنية، والقوة الجسمية؛ ووَضَعَ ضوابطَ للألعاب البدنية يحافظ اللاعب من خلالها على دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره؛ بما في ذلك مُنافِسه.. ليس هذا محل بسطها.
وأضاف الأزهر في فتوى له، خلال إجابته عن سؤال: «ما حكم التعصب الرياضي؟»، أن الإسلام جعل مراعاة هذه الضوابط كاملة أمرًا لا ينفك عن حكم الإباحة المذكور؛ بحيث لو أُهدرت، أو أُهدر أحدُها بما يبعث على الانحرافات الأخلاقية والسلوكية، أو الفتنة؛ ومن ثمّ الفرقة، وقطع أواصر الترابط في المجتمع؛ كان ذلك مُسوّغًا للتحريم.
وتابع: لا شك أن الحفاظ على الوَحدة مقصد شرعي جليل راعته هذه الضوابط، وقام على وجوبِ حِفظه أدلة عديدة، منها قول الله سبحانه: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» (سورة آل عمران: 103)]؛ حتى كان زوال مسجدٍ أولى عند الله سبحانه من نشوب فتنة، أو ظهور فرقة؛ ويدل على ذلك قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في مسجد الضرار: «لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَالله يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ» (سورة التوبة: 108).
وواصل: كما بيّن صلى الله عليه وسلم أن إذكاء الفرقة من فعل الشيطان؛ فقال محذرًا: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ» [أخرجه مسلم].