في اليوم الثالث من الأسبوع الدعوي بمسجد الحمد بالهرم بالجيزة بعنوان: التكافل المجتمعي
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف عُقدت فعاليات اليوم الثالث من الأسبوع الدعوي بمسجد الحمد بالهرم بالجيزة اليوم الثلاثاء 21/ 2/ 2023م بعنوان: "التكافل المجتمعي"، حاضر فيه الدكتور/ محمدي صالح عطية مدرس بكلية دار العلوم جامعة المنيا، والدكتور/ صبري حلمي أبو غياتي مدير الدعوة بمديرية أوقاف الجيزة، وقدم له الأستاذ/ فوزي عبد المقصود المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ صبري متولي قارئا، والمبتهل الشيخ/ إبراهيم السيد راشد مبتهلا، وبحضور الشيخ/ محمد حسين قاسم مدير إدارة الإدارات الفرعية بمديرية أوقاف الجيزة، والدكتور/ أحمد أبو طالب مسئول الإرشاد الديني، والشيخ/ محسن السيد مسئول شئون القرآن بالمديرية، والشيخ / خالد راضي مسئول شئون المساجد، ومجموعة من السادة أئمة الإدارة، وجمع من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد د/ محمدي صالح أن التكافل من القيم الإنسانية التي أرساها الإسلام في المجتمع واعتبرها أساسا وركنا من أعمدة بنائه، ولا حياة لمجتمع تنعدم فيه تلك القيمة وهذا الخلق، وأن التكافل الاجتماعي التزام أفراد المجتمع وتضامنهم لإعانة المحتاجين ومساعدة المضطرين، فالإسلام ينظر إلى المجتمع على أنه كيان إنساني متواصل متراحم، قال (سبحانه): "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ", وقال (صلى الله عليه وسلم): "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
مبينًا أن التكافل نوعان؛ تكافل معنوي: وذلك بالشعور النفسي والتضامن الأدبي مع بقية أفراد المجتمع المسلم، يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم وألمهم، ويحب لهم الخير كما يحبه لنفسه, قال (صلى الله عليه وسلم): "لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا", وتكافل مادي، موضحا أن الإسلام بتشريعاته السمحة فرض حزمة من الوسائل العملية التي تسهم في تحقيق التكافل الاجتماعي المادي، فمنها الواجب كالزكاة، وصدقة الفطر، والكفارات، والنذور، والهدي، ومنه المندوب كالأضحية، والعقيقة، والصدقات التطوعية، والوقف، والصدقات الجارية وغير ذلك مما سنه الإسلام.
وفي كلمته أكد الدكتور /صبري حلمي أبو غياتي أن قضية التكافل المجتمعي قضية ممتدة عبر التاريخ, وحينما جاء الإسلام رفع من مكانة التكافل وأمر به وجعله أصلا من أصول الدين وركيزة من ركائزه, كما بين أن من أسباب رفع البلاء على شخص أو أمة أو البشرية كلها تراحم الناس وتكافلهم قال (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ", وقال (صلى الله عليه وسلم): "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى", كما بين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) طبق منهج التكافل المجتمعي من خلال الوقوف بجوار الفقير حتى يسد فقره ففي الحديث: "أن رجلا من الأنصار أتى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يسأله، فقال: " أما في بيتك شيء ؟ "، فقال : بلى حلس نلبس بعضه، ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء، قال : "ائتني بهما" فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده، وقال: "من يشتري هذين؟" قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: "من يزيد على درهم؟" مرتين أو ثلاثا، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، فأخذ الدرهمين، فأعطاهما الأنصاري، وقال: "اشتر بأحدهما طعاما، فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما، فائتني به، فأتاه به، فشد فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عودا بيده، ثم قال: "اذهب، فاحتطب، وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوما" فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاءه، وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع", مختتما حديثه بأن التكافل المجتمعي يسهم في غرس العديد من القيم الإنسانية الضرورية في حياة الأفراد مثل: الولاء والانتماء، والصداقة، والرفق، بحيث يمنح أفراد المجتمع شعورا بالترابط من خلال دعمهم بعضهم لبعض.