السعوديون يحتفلون بيوم العلَم للمرة الأولى
تحتفل السعودية، اليوم السبت، للمرة الأولى، بيوم العلم الوطني، احتفاءً بقيمته الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية طوال 3 قرون، بوصفه رمزاً للوحدة والسيادة الوطنية، وشاهداً على تاريخ تأسيس وتوحيد وبناء الدولة واستقرارها.
من جانبه، أكد الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، أهمية مناسبة يوم العلم والذي صدر الأمر الملكي في بداية هذا الشهر بأن يكون يوم (11 مارس/آذار) من كل عام يوم خاص بالعلم، وهو اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز العلم بشكله الحالي.
وقال، إن الأمر الملكي الكريم يبرز ما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء من عناية واهتمام بالعلم الوطني، وما يرمز إليه من توحيد وعدل وقوة ونماء.
وأشار إلى رمزية مكونات العلم الوطني والذي يعكس ما قامت عليه هذه الدولة منذ التأسيس على السلام والإسلام والعدل وتحقيق الوحدة والائتلاف.
وشهد العلم السعودي خلال تاريخه تحولات يسيرة على تصميمه، واتخذ أحجاماً وأبعاداً متعددة، فكان مربع الشكل، ومن ثَمّ أصبح مستطيلاً، طوله ثلثا عرضه.
وحشدت وزارة الثقافة وهيئة تطوير بوابة الدرعية وجهات سعودية أخرى فعاليات للاحتفاء بيوم العلم، إذ تنظم وزارة الثقافة فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، في ساحة العدل بالرياض، وتشمل عروضاً مسرحية ومعرضاً يحاكي تطور العلم والتسلسل الزمني له، وتعرّف برموزه ودلالاته، وترسي الارتباط الوثيق بين المواطن وعلم البلاد.
مراحل تطور العلم السعودي نقلا عن وكالة الأنباء السعودية
وحرصت وزارة الخارجية السعودية على نشر مقطع فيديو للاحتفال بيوم العلم، وسط تفاعل من قبل السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان الاهتمام الشعبي حاضرا أيضا للاحتفاء بتلك المناسبة، حيث أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وسما بعنوان #علم_السعودية_فوق_كل_بيت، الذي حاز بمشاركة واسعة بين السعوديين.
وأبدت شخصيات عامة تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال الداعية الإسلامي السعودي الدكتور عائض القرني، إن هذا العلم؛ هو علم التوحيد، وعلم وطننا المملكة العربية السعودية، ورمزُ وحدتنا، وتضامننا، ونهضتنا، واجتماع شملنا، في دولة الحزم والعزم، ودولة السلام والإسلام، دام مجدك يا وطني.
ونشر مواطنون سعوديون مقاطع فيديو لمظاهر الاحتفال بيوم العالم، معبرين على سعادتهم باختيار 11 مارس/آذار يوم احتفالي بتاريخ الدولة السعودية.
واستجاب المواطنون السعوديون للنداء الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بأهمية رفع الأعلام فوق كل بيت، وهو ما أظهر جانبا من الوطنية لدى أبناء الشعب السعودي، واعتزازهم بتاريخ بلدهم.
وشهدت السعودية العديد من الاحتفالات المزدانة بالألعاب النارية، وسط خروج السعوديين في مسيرات احتفالية بالسيارات.
وفي منطقة الدرعية التاريخية، التي شهدت أحياؤها العتيقة على تبلور نواة الدولة السعودية قبل 3 قرون، واتخذت من الراية الخضراء رمزاً لها، تحتفل هيئة تطوير بوابة الدرعية في فعالية خاصة بيوم العلم، إلى جانب عدد من الفعاليات التي تحتفي بالعناصر الثقافية السعودية.
كما تحتفي الدرعية بوصفها موطن العرضة السعودية، بهذا العنصر الثقافي، وتطلق الدورة الأولى من مبادرة «الدرعية بيت العرضة»، بالتزامن مع أول احتفال بيوم العلم الوطني السعودي، ولتعميق إرث العرضة السعودية العريق والراسخ في وجدان السعوديين، من موطنها الأول الدرعية.
وبدأت قصة العلم الوطني السعودي رمزاً للبلاد، منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود عام 1727. وهو امتداد لإرث عربي إسلامي بوصفه راية الدولة ورمزاً من رموز سيادتها.
وتوارث السعوديون ارتباطهم الوجداني بهذه الراية، طوال 3 قرون من مراحل نشوء الدولة وتشكّلها. ومع ثبات مضمونه، شهد العلم السعودي تطورات طفيفة على تصميمه، إذ كان العلم منذ عهد الإمام محمد بن سعود، مشغولاً بالخز الإبريسم، كما اتخذه الإمام تركي بن عبد الله راية للدولة خلال مساعيه لإعادة توحيد البلاد.
ويعود الشكل الحالي والنهائي للعلم السعودي إلى تاريخ 11 مارس عام 1937، حين عمل الملك عبد العزيز على تطويره بعد توحيد المملكة، وإقراره بهذا التاريخ علماً وطنياً للبلاد.