كرم جبر يكتب: عيدان وبينهما شم النسيم
أمس السبت عيد القيامة المجيد، والجمعة القادمة عيد الفطر المبارك، وبينهما يوم الاثنين شم النسيم، وندعو المولى عز وجل أن يديم على مصر وشعبها نعمة الأمن والاستقرار وأن يحفظها من كل مكروه وسوء، وأن يعم الأمن والسلام على العالم أجمع.
ندعو الله بالسلامة لمصر التى رسخت التعايش السلمى الآمن المطمئن بين جميع أصحاب الديانات والمذاهب، والاحترام الكامل للديانات السماوية، وتقديس الرسل والأنبياء.
فلنعض بالنواجذ على نعمة الله علينا باستعادة الروح الطيبة، بعد سنوات الألم التى أحدثت "شيئا من التغيير"، البعيد كل البعد عن السمات المميزة للمصريين.. ولنتبادل التهانى بالأعياد ليس من باب المجاملة أو الشكليات، وإنما انطلاقاً من علاقة المسلمين والمسيحيين التى تعد تجسيدا حقيقيا للوحدة والإخاء، وستظل دائماً الرباط المتين الذى يَشتد به الوطن فى مواجهة الصعاب والتحديات.
تتعانق الأعياد على أرض مصر منذ أن فتحها عمرو بن العاص فلم يهدم كنيسة أو يعتدى عليها أو يكسر صليبا أو يفزع راهبا، بل مر جيشه إلى جوار كل الأديرة والكنائس فأمن رهبانها، ورغم ذلك نجد من يخلط الحق بالباطل والباطل بالحق لتشويه الآخرين والمساس بديانتهم وانتهاك حرماتهم، ومن يفعل ذلك فهو ضد وطنه وأمنه وسلامته.
لا أتحدث عن أخى المسيحى ولكن مواطن مصرى أصيل مثل المسلم تماماً، تجمعنا أرض واحدة ونعيش تحت سماء واحدة، وكنا معاً فى السراء والضراء والحلوة والمرة، وحاربنا معا واستشهد دفاعا عن الوطن شباب مصرى مسلم ومسيحى.
العلاقة الطيبة مع شركاء الوطن أمن قومى، والمساس بها إضرار بالمصالح المصرية، ويحفظ الله مصر وشعبها طالما ظلت أواصر المحبة والتعاون مع الإخوة المسيحيين فى أحسن صورة، ووقفنا معا ضد الفتاوى المتطرفة التى لا تستهدف خيرا ولا نفعا إلا إثارة الفتن والأحقاد، وتأليب النفوس الضعيفة، ولا تعلِّم الناس شيئاً ينفعهم بل كلها ضرر، فكلنا مصريون نعبد إلها واحدا، وبعضنا يذهب إلى المساجد وبعضنا إلى الكنائس، وتتمتع المساجد والكنائس بكامل التقدير والاحترام ولسنا فى حاجة إلى تأكيد هذه المعانى.
عشنا معا فترات صعبة بعد أحداث يناير حاول فيها أهل الشر أن ينالوا من الرباط القوى بين المصريين، بحرق الكنائس والاعتداء على ممتلكات الأقباط، ولكن كانت لهم الدولة والشعب المصرى بالمرصاد، وخرج المصريون لحماية كنائس أخوتهم المسيحيين، وقال علماء الدين إن الاعتداء على كنيسة تماماً مثل الاعتداء على مسجد.
أعياد سعيدة علينا جميعا، وأعاد الله هذه الأيام بالخير والبهجة والسعادة.