”متحف الحياة البرلمانية” بالأردن.. شاهد عيان على إعلان استقلال المملكة منذ 77 عاما
متحف الحياة البرلمانية "مبنى البرلمان القديم"، الذي يقع بمنطقة جبل عمان وسط العاصمة الأردنية، يعد أحد أهم المعالم الثقافية والتاريخية الشاهدة على إعلان استقلال المملكة الأردنية الهاشمية عام 1946 وتحديدا في يوم 25 مايو منذ 77 عاما، وكذلك تتويج الملك الراحل طلال بن عبد الله 1951، والملك الحسين بن طلال 1952 ملكين على البلاد وصلا إلى عصرنا الحالي.
المتحف، هو أحد المتاحف الأردنية التابعة لوزارة الثقافة الأردنية، ويعد من النماذج الأولى للمتاحف البرلمانية، ويهدف إلى تسليط الضوء على تاريخ العمل النيابي البرلماني على مدى العقود السابقة في تأسيس وبناء الأردن وإبراز الدور الذي قام ويقوم به رجالات الأردن منذ تأسيس الدولة الأردنية وحتى الآن، فيما يقوم المتحف بدور تعريفي لرواده من طلبة والجمهور المحلي والعربي والدولي على إنجازات الأردن في العقود السابقة، إضافة إلى دور المتحف في تدوين وحفظ ذاكرة الأردن بمكانه وزمانه منذ تأسيس المملكة.
وفي عيد الاستقلال لـ77 الذي صادف الخميس الماضي، أعلنت وزارة الثقافة فتح المتحف للزوار بعد مواعيده الرسمية والتي تبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى الثالثة عصرا، حيث ممد الوقت إلى الساعة 11 مساء من أجل الاحتفال في المقر الذي أصبح حاليا شاهد العيان الوحيد على إعلان استقلال المملكة عام 1946.
الباحثة الأردنية نهى العطية والتي كانت تقوم بالشرح للزوار عن تاريخ المتحف وأهدافه، قالت إن المتحف تم افتتاحه بتاريخ 2 أبريل 2016، خلال احتفالات المملكة بمئوية الثورة العربية الكبرى وتزامنا مع افتتاح أول مجلس تشريعي في عام 1929.
وأضافت العطية - في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان خلال زيارة المتحف للاحتفالات بعيد الاستقلال - أنه تم افتتاح المتحف، بعد أن تم إعادة إحياء مبنى مجلس الأمة القديم (1942-1978) كمتحف للحياة البرلمانية، بعيدا عن مبنى مجلس الأمة الحالي والذي يضم غرفتي "النواب والأعيان" في منطقة العبدلي، مشيرة إلى أن فكرة إعادة إحياء مبنى البرلمان القديم وترميمه وصيانته جاءت وفق معايير العمل المتحفي نظرا لما يتمتع به المبنى بمقومات تاريخية تعد جزءا لا يتجزأ من تاريخ الأردن السياسي والاجتماعي الذي يروي قصة الأردن ابتداء من أول تمثيل أردني في مجلس المبعوثان العثماني عام 1908 مرورا بالثورة العربية الكبرى عام 1916، وتأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، وإعلان استقلال المملكة عام 1946.
ولفتت إلى أنه نظرا لما يتميز به هذا المعلم الثقافي بوصفه جزءا من تاريخ الأردن، تبنت وزارة الثقافة مشروع إعادة إحياء مبنى البرلمان القديم وترميمه وصيانته؛ ليصبح متحفا للحياة البرلمانية، ومزارا سياحيا للأردنيين والأجانب والمقيمين بالمجان، موضحة أن مبنى المتحف كان شاهدا على الحياة البرلمانية لاجتماعات المجلس التشريعي في مطلع الأربعينيات، ثم مجلسا للأمة بين عامي (1942-1978)، وكذلك شاهد عيان تاريخي على إعلان الملك الراحل عبد الله الأول ابن الحسين استقلال المملكة الأردنية الهاشمية في 25 مايو عام 1946، كما شهد أداء اليمين الدستورية للملك طلال بن عبدالله والملك الحسين بن طلال.
ونوهت العطية بأن المتحف يهدف إلى تعزيز الهوية والانتماء الوطني من خلال التعريف بتاريخ الأردن العريق وإبراز أهمية الموقع التاريخية، وترسيخ قيم الديمقراطية ونشر ثقافة الحوار وتجذير شعور الانتماء والمواطنة وتقبل الآخر لدى الأجيال القادمة، مؤكدة أن المتحف محل اهتمام كبير من الشعب الأردني وخصوصا الشباب والأطفال وهذا هو الهدف الأسمى من تجديده.
وخلال جولة /أ ش أ/ بالمتحف، تم رصد العديد من الصور والمحفوظات التي تعبر عن العصر القديم، حيث يتكون المتحف من ثلاثة أجزاء، الوسط ويضم قاعة البرلمان والتي بها كرسي العرش والمنصة وكذلك مقاعد النواب والحكومة، فيما يتكون الجناح الأيمن من قاعات العرض التي تروي قصة الحياة البرلمانية، والجناح الأيسر يضم مكتبي رئيسي مجلسي الأعيان والنواب وقاعة التشريفات التي كانت شاهدة على العديد من اللقاءات والمقابلات سواء بين المسئولين الأردنيين حينذاك أو الضيوف الأجانب.
كما تتواجد شرفة القاعة الرئيسة والتي كانت شاهدة أيضا على حضور صاحبة الجلالة الصحافة في ذلك العصر حيث مقاعد الصحفيين الذين ينقلون الأخبار وما يدور بالقاعة، فيما كان بجانبهم مقاعد عامة الشعب مصدر السلطات.
قيمة تاريخية وتراثية وثقافية كبيرة للأردن والأردنيين وإبراز مراحل تاريخية وإنجازات تشريعية ونيابية وخطب العرش والأحداث التي شهدتها المملكة، والتطور التشريعي الأردني، يمكن أن تكون في ذاكرة ووجدانه ما أن دخلت متحف الحياة البرلمانية وفي أقل من 30 دقيقة عمر التجول داخله ولتكون شاهدا على العصر عبر توثيق بالصور والأدوات التي واكبت كل مرحلة بصورة فنية تحقق الهدف وهو تعزيز الانتماء ومعرفة تاريخ الوطن.