عين المياه السخنه الكبريتية فى قرية توماس وعافية مدينه اسنا سر من أسرار الطبيعة
كتب: رضوان جابر
عين مياه كبريتية عجيبة تتواجد داخل قرية توماس وعافية التابعة لمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، والتى يعود ظهورها لأكثر من 59 سنة مضت بعد ظهوره لأهل القرية من النوبيين فى عام 1964، والتى أطلقوا عليها "النزة" لكون الأرض تنز وتخرج المياه العجيبة لهم، والتى جربها الأهالى فى العلاج من الأمراض الجلدية المختلفة، ويحضر إليها جميع الأهالي من قرى إسنا وقرى الأقصر وأسوان، حيث تعالج الحرارة والمشكلات الجلدية فى جسد الأطفال والكبار ولم تتوقف مياهها على مدار تلك السنوات الماضية والتى تخرج من باطن الأرض.
وعن بداية ظهور تلك العين أو النزة الكبريتية في قرية توماس وعافية بإسنا، يقول عمر فخرى الكوترى مفتش بآثار إسنا وأرمنت، أنه فى فترة الستينات وتحديداً في عام 1964م عندما جاء أبناء النوبة لقرية توماس وعافية واستقروا وسكنوا داخلها كانت تضم المنطقة 4 عيون مياه عجيبة تخرج من باطن الأرض، وأطلقوا عليها "النزة" و"نزة النافورة" لكونها كانت تخرج منها المياه بشكل نافورة صغيرة، وبعدها جاءت إحدي الشركات الإيطالية بتكليف من الحكومة لعمل حفر واستصلاح الأراضى بتلك المنطقة، وقامت بتجميع العيون الأربعة فى عين واحدة بعد وضع ماسورة بطول حوالي مترين والتى أغلقت من الأعلى، كما تم عمل فتحات بها ليستحم فيها الأهالي والمواطنين بمركز إسنا والمراكز والقرى المجاورة للحصول على المياه الكبريتية من داخلها، وذلك لما لهذه المياه من فوائد صحية على علاج جميع الأمراض الجلدية المختلفة للأطفال والكبار.
ويضيف عمر فخرى الكوترى إبن مدينة إسنا، ، إن الأهالى فى القرية قاموا على مر السنين بعمل أكثر من تحليل لتلك المياه التى تخرج من العين أو النزة، وأظهرت التحاليل أنها تضم عناصر متنوعة من العناصر الطبيعية التى تساعد فى علاج الأطفال والكبار من الأمراض الجلدية المختلفة، فتلك المياه تضم نسب من عناصر الكبريت الأملاح المعدنية والحديد والمغانيسوم وكربونات الصوديوم، حيث تعتبر تلك المعادن لها قدرات علاجية كبيرة وساحرة فى الجلد، ولذلك يتجمع الأهالى بصورة دورية لزيارة تلك العين ويقومون بتعرية الأطفال لكي يستحموا فيها وتنتشر المياه فى كافة أجسادهم لحمايتها من الحبوب والمشكلات الجلدية التى تظهر فى الصيف خصوصاً، كما يزورها عدد من أهالى القرى المجاورة فى محافظة الأقصر، وخلال السنوات الماضية عندما علم بقصتها أهالى محافظة أسوان ظهروا وهم يزورونها أكثر من مرة للتبرك بالمياه التى تخرج من العين النادرة الظهور فى تلك المنطقة من مصر فى الجنوب، حيث ان العيون تظهر فى الصحارى شمالاً ولها فوائد كبيرة فى الوقاية والعلاج من الأمراض الجلدية.
فيما يقول الطيب عبد الله حسن مرشد سياحى، إنه قام بزيارة عين توماس الكبريتية أكثر من مرة برفقة مجموعة من السياح وأصدقاؤه العاملين بالقطاع السياحى، وذلك بعد علمهم بتلك المياه التى تخرج من باطن الأرض، موضحاً أنه فى كل زيارة يشاهد الأهالى يتواجدون بصورة مكثفة فى تلك العين ليغمرون أجسادهم بالمياه، حيث إن مياه هذه العين أو البئر الموجود بالقرية تساهم فى العلاج من العديد من الأمراض وأبرزها الأمراض الجلدية، حيث يتوافد المرضي يومياً للتداوي بهذه المياه ومنهم من يقوم بتخزينها في أوعية بلاستيكية لتقديمها للمصابين فى المنازل أو تقديمها كهدية لأصدقاؤهم فى المدن والقرى المجاورة.
إن زار عين قرية توماس وعافية أكثر من مرة برفقة أصدقاؤه لمعرفة سرها، حيث أكد الأهالى على إنها لها قدرات علاجية كبيرة من الأمراض الجلدية المختلفة، ويتجمع حولها الأهالى يومياً بعد فترة الظهيرة مع إنكسار حدة الشمس ودرجات الحرارة العالية، ويخلعون ملابسهم وأطفالهم ويتواجدون داخل العين لأكثر من ساعة ليحمون جلدهم من آثار الطقس الحار والحرارة الشديدة فى ظهر الأطفال، حيث يظن الجميع إن المياه التى تخرج من باطن الأرض لها قدرات ساحرة فى العلاج بجانب بعض البركات فى الخير والسعادة النفسية بعد النزول داخل العين والتبرك بها."، إنها خلال السنوات الماضية، قام أحد أعضاء مجلس النواب عن مدينة إسنا، بتقديم أكثر من طلب للمسئولين لإدراج تلك المنطقة فى خطط تطوير القرى ورفع كفاءة العين، والتفكير فى أن تكون موقع سياحي وعلاجى عالمى لما لتلك المياه من أسرار عديدة فى العلاج النفسي والعلاج الجسدى من الأمراض الجلدية، ولا تزال تلك الخطط مستمرة حتى الآن وتنتظر الموافقات لتتحول منطقة عين توماس وعافية لموقع سياحى مميز يجذب السياح من حول مصر والعالم أجمع.