جلال عارف يكتب: أطفال فلسطين.. و«ديموقراطية» إسرائيل!!
الأضواء مسلطة على الانقسام الكبير داخل إسرائيل حول مشروع قانون السلطة القضائية الذى تحاول حكومة زعماء عصابات اليمين المتطرف من خلاله السيطرة على القضاء، والذى تعارضه أغلبية القوى المدنية وتستمر مظاهرات مئات الألوف ضده منذ شهور.
ومع ذلك مررته أغلبية البرلمان اليمينية فى القراءة الأولى لتبدأ إجراءات صدوره مع احتمالات تفجر الموقف الداخلى وتهديد نتنياهو باستخدام القوة ضد المتظاهرين واستقالة قائد شرطة تل أبيب لرفضه تعليمات الإرهابى بن غفير بتفريق المتظاهرين بالقوة.
لكن هذا ليس هو القانون الوحيد الذى يريد به زعماء عصابات اليمين المتطرف تنفيذ مخططاتهم. قبل أيام بدأ تمرير قانون جديد لم تسلط عليه الأضواء داخليا أو خارجيا لأنه يستهدف الفلسطينيين وحدهم !!«حيث تم التصديق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يبيح سجن الأطفال الفلسطينيين فى سن الثانية عشرة »!! «إذا استهدفوا جنود إسرائيل بالسلاح أو حتى بالحجارة.
علما بأن القانون الحالى يسمح بسجن أطفال فلسطين فى سن الرابعة عشرة فقط. وبالفعل هناك فى سجون إسرائيل ٤٨٧ طفلا محكوما عليه بالسجن، بالإضافة لمئات غيرهم يودعون فى مراكز التأهيل أو يمنعون من مغادرة محال إقامتهم!! وهؤلاء جميعا نصيبهم من الممارسات النازية الإسرائيلية أقل بالطبع من قوافل الشهداء من أطفال فلسطين الذين لا تتوقف آلة القتل الإسرائيلية عن استهدافهم!
ومع ذلك مازال البعض يتحدث عن «ديموقراطية» دولة الاحتلال العنصرى، ومازالت دولة كبرى مثل الولايات المتحدة تبرر جرائم إسرائيل بأنها دفاع مشروع عن النفس. ومازال التواطؤ الدولى يمنع محاكمة مجرمى الحرب الإسرائيليين على جرائمهم. ومازالت دول كبرى تطالب الفلسطينيين بــ «الهدوء» وعدم مقاومة من يغتصبون أرضهم، وتطالب السلطة الفلسطينية بأن تكون حارس أمن للمستوطنين ولجنود الاحتلال وهم يقتلون ويدمرون وينفذون مخططات الإرهاب الإسرائيلى!!
بجهود غربية متواصلة أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا بالقبض على الرئيس الروسى بوتين لمحاكمته عما قيل عن الأمر بنقل عدد من أطفال المناطق الأوكرانية التى تم ضمها إلى روسيا إلى مناطق داخل الدولة الروسية. وبصرف النظر عن إمكانية تطبيق القرار، فإن السؤال هو: أين ذلك من قتل إسرائيل لآلاف الأطفال الفلسطينيين، ومن سجن الأطفال وتعذيبهم وهم فى الثانية عشرة؟.. ولماذا يسود «الخرس» الدولى حين يكون مجرمو الحرب هم الإرهابيون الإسرائيليون؟ وكيف يبرر من يدعون الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان خطيئتهم حين يتحدثون عن قتل الفلسطينيين وسجن الأطفال وتعذيبهم على أنه دفاع مشروع عن النفس!!
نقلا عن اخبار اليوم