مصراوي 24
بوتين يلتقي مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني في روسيا |ماذا حدث؟ رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن مدبولي يوجه بعقد اجتماع مع مسئولي قطاع السيارات وممثليه لمناقشة المعايير التي يمكن وضعها لتحقيق مستهدفات الدولة رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً لبحث المعايير والضوابط النوعية لتنظيم سوق السيارات في مصر باسل رحمي: 75 مليون جنيه للمشروعات الصغيرة بنظام التأجير التمويلي بجميع محافظات الجمهورية البترول: «بيكر هيوز» العالمية تتجه لضخ استثمارات جديدة في مصر الصحة العالمية: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حققت هدفها تراجع مؤشرات البورصة بختام تعاملات الخميس رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن الامام الاكبر يهنئ الرئيس السيسى والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوى الشريف وزير البترول يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنفيذى لشركة بيكر هيوز العالمية والوفد المرافق له وزير الصحة يستقبل رئيس اتحاد المستشفيات العربية لمناقشة سبل التعاون المشترك لدعم القطاع الصحي
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الجمعة 22 نوفمبر 2024 09:11 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ

أحمد الخميسي يكتب: ماذا نقرأ لأطفالنا ؟

أتم حفيدي ثلاث سنوات، وأثناء الاحتفال بعيد ميلاده سألتني هانيا ابنتي، والدته : بابا .. ماذا أقرا له من الأدب؟. أول ما خطر في بالي على الفور اسم هانز كريستيان أندرسن الذي حلت ذكرى رحيله المئة والثامنة والأربعين في 4 أغسطس، صاحب الحكايات العبقرية " جندي الصفيح"، و" ملكة الثلج" وغيرها. هتفت باسمه: أندرسن. مطت ابنتي شفتيها بضجر قائلة : نعم. ومن فرنسا أعرف شارل بيرو الذي قدم أشهر الحكايات مثل " سندريلا "، و" ذات الرداء الأحمر" وغيرهما. وبالطبع هناك أسماء لامعة من روسيا مثل " صموئيل مارشاك "، والكاتبة المدهشة " أجنيا بارتو ".. ولا ينسى أحد الكاتب الانجليزي " لويس كارول" ورائعته " آليس في بلاد العجائب" التي صدرت في 1865. هذا كله جميل، لكني أسألك : ماذا اقرأ له من الأدب العربي؟ المصري؟ . تحيرت لحظة أمامها وارتج علي. العلماء يقسمون الأطفال عادة إلى ثلاث مراحل عمرية، الأولى حتى السادسة من عمر الطفل، ثم من السادسة حتى الثانية عشرة، وأخيرا إلى ما قبل الثامنة عشرة. ماذا لدينا لنقرأه على أطفالنا وهم دون السادسة؟ أي في المرحلة الدقيقة التي يتشكل فيها الوجدان مرة وإلى الأبد؟. عبرت أمامي رحلة أدب الطفل في بلادنا والتي بدأها رفاعة الطهطاوي حين ترجم وأدخل قراءة القصص منهاجا في التعليم المصري، وبعث برسائل إلى " سلحدار باشا" وكيل الحكومة المصرية المقيم في لندن يطالبه فيها بأن يرسل إليه كتبا مطبوعة ومؤلفات للصغار بحيث " تميل أذهانهم إليها". لكنها البداية التي خيمت عليها العتمة حتى ظهر أحمد شوقي، وهو أول من ألف القصص الشعرية للأطفال، ووضعها في ديوانه " الشوقيات" تحت عنوان " الشوقيات الصغيرة"، واستفاد شوقي في تجربته من حكايات لافونتين ذائعة الصيت، وقد أقر بذلك فكتب يقول : " وجربت خاطري في نظم الحكايات على أسلوب لافونتين الشهير". لكن هل مازالت قصائد شوقي تصلح لأطفال اليوم الذين تطوقهم أدوات التطور العلمي في عصر مختلف تماما؟ . برز بعد ذلك بعقود الكاتب المرموق كامل الكيلاني، الذي نال عن حق لقب " رائد أدب الطفل " لأنه تفرغ لذلك وعكف عليه فترك إرثا كبيرا، إذ كتب وترجم نحو ألف قصة ، نشر منها في حياته مئتي قصة، وقام أبناؤه بعد ذلك بنشر خمسين أخرى. أيضا كان الكيلاني أول من خاطب الأطفال عبر الإذاعة فاستمعوا إلى حكاياته المستلهمة من التراث العربي " شهرزاد"، و" مصباح علاء الدين" وغيرها. ولم يظهر بعد ذلك بمدة سوى يعقوب الشاروني ، وعبد التواب يوسف، ثم خلت الساحة من جديد. بم إذن أنصح ابنتي ؟ وما الذي يمكن لها أن تقرأه على طفلها؟ وبعبارة أخرى ما الذي يمكننا أن نقرأه على أطفالنا ؟. في هذا السياق جدير بالذكر ما أعلنه الجهاز المركزي للإحصاء العام الماضي من أن عدد الأطفال في مصر بلغ أكثر من واحد وأربعين مليون نسمة ! ولا يجد هذا العدد الضخم في سنواته الأولى ما يفتح خياله وينمي معارفه وذوقه، ولا يجد حسب ما قال توفيق الحكيم عن أدب الطفل : " ما يتناسب مع قدرات الطفل، وحاجاته، وقاموسه اللغوي، ومع ثقافته ومع بيئة التي ينتمي إليها". المشكلة هنا أنك لا تستطيع أن تجبر الأدباء على الابداع في مجال الكتابة لا للطفل ولا لغيره ، لكن يبقى أمل أن يقوم مركز توثيق وبحوث أدب الطفل، والمركز القومي لثقافة الطفل، والمجلس القومي للأمومة والطفولة بعقد مؤتمرات حول أدب الطفل، يدعى اليها الكتاب، للإجابة عن السؤال : ماذا نقرأ لأطفالنا ؟ وبعبارة أخرى : أين يمكن أن نجد ما نقرأه لهم. وحينئذ ربما أتمكن من الرد على سؤال ابنتي وأسعد برؤية حفيدي وهو ينصت إلى الحكايات العربية.