مصراوي 24
منال عوض: التصدي لمحاولات التعدي علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة والبناء المخالف بالمحافظات واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين أبرز أنشطة وزارة الإنتاج الحربي والوحدات التابعة خلال شهر مارس 2025 وزيرة التنمية المحلية تتلقي تقريرًا حول متابعة الوضع بالمحافظات خلال أيام عيد الفطر المبارك ٧٨,١ مليار جنيه للمبادرات والبرامج الأكثر استهدافًا للأنشطة الإنتاجية والتصديرية والصناعات ذات الأولوية وزير المالية:مخصصات استثنائية بالموازنة الجديدة لدعم الإنتاج والتصدير والسياحة ودفع النمو الاقتصادي رانيا المشاط: اجتماعات مكثفة مع الجهات الوطنية والجانب الأوروبي لتنفيذ محاور البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية ترامب: أجريت اتصالا جيد جدا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي طريق الأهلى .. صن داونز يهزم الترجي بهدف بيتر شالوليلي في دورى أبطال أفريقيا إصابة 9 أشخاص فى حريق منزل من أربعة طوابق بالفيوم ضبط طالب يقود سيارة مطموسة وتوثيق الواقعة بعد كشف ملابساتها الاستماع لأقوال خفير فيلا حسن حمدى لكشف ملابسات سرقتها بأبو النمرس إغلاق مخابز غزة بسبب نفاذ الدقيق وغاز الطهي والوقود
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الثلاثاء 1 أبريل 2025 09:55 مـ 3 شوال 1446 هـ

كرم جبر يكتب: عبقرية السادات

الحكمة هى القوة وليست التهور والاندفاع، وكان الرئيس السادات حكيماً وعبقرياً فى إدارة معركة الحرب والسلام، فلم يتخذ قراراً إلا لتحقيق الهدف الثابت: تحرير سيناء.

وما تصل إليه بالسلام ليس ضرورياً أن تضحى من أجله فى الحرب، فنهاية الصراع فى ميادين القتال، هى الجلوس فى غرف التفاوض، ويحاول كل طرف أن يستثمر ما حققه فى الميدان.

السادات كان بارعاً فى التخطيط للحرب وممارسة فنون التمويه والخداع والحرب خدعة، وعندما أعلن أن عام 1971 هو عام الحسم، كان يعلم جيداً أن جيشه لم يصل إلى وضع الاستعداد التام، ولكنه لم يترك العدو يهنأ بالاحتلال.

وعندما لم يتحقق الحسم أدركت إسرائيل أن المصريين لن يدخلوا حرباً، وأنهم يطلقون تصريحات فى الهواء لتخدير الجماهير الغاضبة وكسب مزيد من الوقت.

وصاحب ذلك قرار ساداتى كالصدمة، عندما قرر سحب الخبراء السوفيت، فأعطى انطباعاً بأن الحرب بعيدة جداً، ولكن كان مؤمناً تماماً بأن تحرير سيناء سيكون على أيدى ضباطه وجنوده وليس بالخبراء الأجانب.

كانت موازين القوى فى ذلك الوقت تبرهن على صحة معتقدات السادات، بأن 99% من أوراق اللعبة فى يد أمريكا، فهى التى تملك الضغط على إسرائيل، شريطة أن تتحرك القضية من حالة اللاحرب واللاسلم.

وفاجأ السادات إسرائيل والعالم كله بالصدمة الكبرى التى أذهلت الجميع.. القوات المصرية الباسلة تعبر قناة السويس يوم عيد الغفران، ورئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير تهب مذعورة لمحادثة هنرى كيسنجر، ولسان حالها يقول «أخشى أن تضيع سيناء»، ولسان حال كيسنجر «بل أخشى أن تضيع إسرائيل».

وحاز السادات احترام العالم كله واكتسب نظام حكمه شرعية الانتصار، وجاءت إليه أمريكا، لأن الأقوياء لا يجلسون مع المهزومين والسادات فى أوج انتصاره.

ولما حدثت الثغرة كان السادات بارع الحكمة، ورفض تصفيتها على حساب سقوط شهداء من ضباطه وجنوده، ومادام فى مقدوره أن يحرر سيناء بالسلام، فلماذا التضحيات الكبيرة؟

واضطرت أمريكا إلى التدخل العاجل، عندما قال السادات فى خطاب علنى أنه يتعرض لضغوط من قادته لتصفية الثغرة، خشيت واشنطن وتل أبيب أن يؤدى ذلك إلى أعداد كبيرة من القتلى فى صفوف الإسرائيليين، فقبلوا التفاوض على قاعدة أن مصر تمتلك عديداً من أوراق القوة.

كان السادات رائعاً يوم الاحتفال بالانتصار فى مجلس الشعب وهو يسأل قادة الأسلحة والجيوش، عن الحفاظ على أرواح أبنائه المقاتلين وهل عادوا إلى بيوتهم وأهاليهم سالمين.. وهكذا القائد العظيم الذى لا يسعى إلى تحقيق مجده على جثث الشهداء.

ولم يسع أبداً إلى سلام منفرد، ولكنه رفض أن تظل قضية بلاده رهينة للمزايدات والشعارات الحماسية فى تظاهرات الشوارع الرافضة للسلام.. ولم يقبل أن تظل موارد بلاده رهناً للآخرين.

وكان مستحيلاً أن يصبر المصريون على احتلال سيناء أكثر من ست سنوات، مضت عليهم كستة قرون، وربطوا الأحزمة على بطونهم انتظاراً للانتصار العظيم الذى نحتفل بذكراه الــ 50 هذه الأيام.